قال نائب رئيس الجمهورية في العراق، طارق الهاشمي، إن استهدافه يتجاوز شخصه لما هو أكبر، وأشاد بموقف رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، الذي رفض نيابةً عن الأكراد تسليمه إلى الحكومة الاتحادية في العاصمة بغداد معتبرا أن قضيته المتعلقة بتوجيه اتهامات له بالتورط في أعمال إرهاب سياسية وليست قضائية، فيما انتقد ائتلاف «دولة القانون»، الذي يتزعمه رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، اتهام «بارزاني» الحكومة الاتحادية بمحاولة توريط الأكراد في تهريب نائب الرئيس خارج البلاد. ونقل بيانٌ صدر عن مكتب «الهاشمي» المؤقت في إربيل، عاصمة كردستان، أنه «ليس جديدا أن يؤكد رئيس إقليم كردستان نيابة عن الأشقاء الكرد الموقف المبدئي المشرف الذي أعلنه منذ البداية في تعامله مع أزمة سياسية مفتعلة لا يرى حلا لها إلا من خلال الجهد السياسي، وهو في ذلك أصاب كبد الحقيقة». وأضاف بيان الهاشمي «في الوقت الذي نعبر عن امتناننا لأشقائنا الكرد نود أن نطمئن الشعب العراقي بجميع مكوناته وأطيافه أنه مهما تعاظمت الخطوب علينا فإننا سنبقى على أرض العراق ولن نغادره إلا مؤقتا ومتى نشأت الحاجة لذلك في إطار منصبي ومسؤولياتي كنائب لرئيس الجمهورية، وفي هذه الأحوال لابد من الإعلان عن ذلك في بيان رسمي يصدر في حينه». وتابع الهاشمي في بيانه «المشكلة لن تحل بمغادرتي أرض العراق بعد أن أصبحت رمزا وطنيا للمظلومية التي يتعرض لها الملايين من أبناء شعبنا الصابر، الحل الحقيقي يكمن في تعديل المسار، وفي إيقاف مسلسل الظلم واحترام حقوق الإنسان، وفي مكافحة الفقر من خلال محاربة الفساد، وفي تحسين ظروف الحياة من خلال نبذ التمييز ووضع المواطن المناسب في المكان المناسب، وفي حصر القرار الوطني بأيدي العراقيين من خلال التصدي للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي، ومن خلال الإصلاح وليس المكابرة والإصرار على الخطأ». وكان رئيس إقليم كردستان اتهم، في كلمة له في المؤتمر القومي الثاني لشباب كردستان الذي أقيم أمس الأول في إربيل، الحكومة الاتحادية بمحاولة توريط الكرد في قضية طارق الهاشمي عبر اقتراح بتسهيل تهريبه من الإقليم، مبيناً أن رد الإقليم كان واضحا «بأننا لسنا مهربين ولن نقبل بهذا الأمر»، حسب قوله. بدوره، انتقد النائب عن ائتلاف دولة القانون، إحسان العوادي، اتهام «بارزاني» الحكومة بمحاولة توريط الأكراد في قضية «الهاشمي» عبر تهريبه خارج البلاد، واعتبر أن هذا الاتهام تصعيد غير مبرر في وقت غير مناسب لأن العراق يسعى إلى احتضان أكبر محفل عربي خلال الأيام المقبلة والمتمثل في القمة العربية في بغداد أواخر الشهر الجاري. من جانبها، قالت القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي، إن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ليس بمهرِّب يقوم بتسهيل هروب المتهمين كما يتصوره البعض مبيِّنة أن موقفه من قضية «الهاشمي» أثبت أن الكرد ليسوا مع القوي وإنما مع الحق. وأكدت المتحدثة باسم القائمة العراقية، ميسون الدملوجي، في بيان صحفي، إن بارزاني «ليس بقجقجي (مهرب) يقوم بتهريب المتهمين كما يتصوره البعض، وموقفه من قضية الهاشمي يوم أمس كان واضحا وهو لا يتكلم من فراغ». وأضافت «كان هناك شعور بأن الكرد سيصطفون مع القوي، وبارزاني أثبت أن الكرد مع الحق لأنهم يدركون أن أي دكتاتورية في بغداد سيكون لها نتائج سلبية على كردستان». وبينت الدملوجي أن الجميع يدرك أن القضية لا تخص الهاشمي «بل هي استهداف للقائمة العراقية وهذا ليس موقفنا فقط»، حسب قولها، مشيرة إلى أنه يجب الاستفادة من الماضي بعدم السماح بأي شكل من الأشكال للتفرد بالحكم بالظهور مرة أخرى أو تسييس القضاء والأجهزة الأمنية.