أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني رفضه تسليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ليحاكم في بغداد، واتهم الحكومة الاتحادية بمحاولة «توريط الأكراد في القضية». وقال بارزاني خلال كلمة ألقاها أمام المؤتمر الأول ل «شباب كردستان» في أربيل أمس إن «القسم الأكبر مما أنجز في العراق ثمرة تضحيات الأكراد، فلا يمننا أحد بمنحنا الحقوق، ولكن للأسف المفاهيم الخاطئة والنيات غير النظيفة لدى بعض الأطراف تريد أن تظهر الحكومة المركزية قوية كما في السابق وأن الأكراد ما زالوا في الجبال، وأحياناً يصفوننا بالثوار، وأحياناً أخرى بقطاع طرق»، وأكد أن الأكراد «هم شركاء في الحكومة، وبغداد هي عاصمة كل العراقيين وليست حكراً على أي طرف». وكان رئيس الحكومة نوري المالكي تعرض لانتقادات من المسؤولين الأكراد، عقب تصريحات صحافية مطلع الشهر فيها إن «ما يحصل عليه الأكراد في العراق حرم منه أقرانهم في كل من سورية وتركيا وإيران»، وأضاف أن «انفصال أكراد العراق صعب ولن يخدمهم». وأوضح بارزاني: «إذا كانت حقوقنا هي لدى شخص ما في بغداد، فنحن لا نريدها، وإذا أراد أن يصر على ذلك فسندافع عنها»، مشيراً إلى أن «أشخاصاً ظهروا في بغداد وضعوا نصب أعينهم ما حققه الإقليم ولا يروقهم ذلك كونهم فاشلين لم يستطيعوا أن يطبقوا ذلك في باقي أجزاء العراق، ويريدون أن نصبح مثلهم». وتطرق بارزاني إلى الخلافات على العقود النفطية، فقال إن «كل العقود التي وقعها الإقليم قانونية، والمشكلة لا تكمن في كونها قانونية أم لا، وإنما في أنهم لا يريدون أن يتطور إقليم كردستان، لكننا سنستمر في سياستنا النفطية». على صعيد آخر، قال بارزاني: «لن نسلم الهاشمي، وهذا التصرف ليس من شيم الأكراد، القضية مزدوجة، سياسية وقضائية، كما أننا نرفض أن يغادر الهاشمي في شكل سري، وإذا تم ذلك فإنه سيغادر في شكل علني، كونه نائب رئيس الجمهورية»، داعياً إلى «عقد المؤتمر الوطني العراقي قبل انعقاد القمة العربية في بغداد، بغية تجنب الإشكالات في إجراء الحوار بين الأطراف العراقية للخروج من الأزمة السياسية». وتطرق إلى المتغيرات الجارية في منطقة الشرق الأوسط فقال إن «العالم يشهد متغيرات سريعة، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، لذلك علينا الاستعداد وعلى الجميع أن يعرف أن حق تقرير المصير مكفول، ولا نقبل من أحد أن يعطينا هذا الحق»، وأشار إلى أن «مرحلة السلاح انتهت، والآن هو زمن المنطق والتفاهم بطريقة تمكننا من الوصول إلى حقوقنا».