خلص مُلتقى الحوكمة في الشركات العائلية الذي نظمته غرفة الشرقية أمس إلى ضرورة الأخذ بالحوكمة كمنهج مُتبع في الشركات العائلية، وذلك بالتوازي مع الأخذ بها داخل العائلة ذاتها، وأن نمو واستمرارية الأعمال العائلية يأتي عبر تغيير الثقافة بين الأجيال الناشئة داخل العائلة نحو قبول واحترام آراء الآخرين. وعقد اللقاء تحت رعاية وزير التجارة والاستثمار، ماجد القصبي، وبالتعاون مع كلية إنسياد لإدارة الأعمال. واجتمع المتحدثون على أهمية وجود الأعضاء المستقلين داخل مجلس الإدارة، وأن يكون العضو المستقل جالباً معه قيمة علمية مضافة يمكن أن تُثري الشركة بالأفكار الإبداعية، داعين إلى ضرورة تقليص ملكية العائلة في الشركة إلى 35% من الأسهم، مؤكدين أن انهيار الشركات العائلية يأتي في جزء منه يرجع إلى إهمال الجوانب الاستراتيجية، وبذلك أشاروا إلى أهمية وجود خطط استراتيجية قابلة للتنفيذ بشكل صحيح وتحت إشراف مجلس الإدارة. وقد دعت إحدى الجلسات إلى تفعيل دور مجلس الإدارة في الشركات العائلية، دون الاكتفاء بكونه مالكاً للشركة، وذلك من خلال تفعيل العلاقة مع الجهاز التنفيذي، ووضع الرؤية والرسالة، ووضع المعايير الخاصة بالنجاح، ومساعدة الجهاز التنفيذي على تحقيقها. وقد تحدث خلال هذه الجلسة التي حملت عنوان «الحوكمة وتفعيل دور مجلس الإدارة»، رئيس مبادرة كلية إنسياد العالمية للحوكمة البروفيسور، لودو فان دير هايدن، الذي قال إن الحوكمة كلمة صعبة بعض الشيء، لأنها ليست نشاطاً بقدر ما ينطوي عليها من المحاسبة والمتابعة، فهي كيان قانوني يمكن من خلالها إقالة الإدارة التنفيذية. واستعرض من جانبه المدير المُقيم لدى مبادرة إنسياد للحوكمة، فرانك دانجيرد، بعض قصص الشركات الناجحة، التي تم بعضها بمبادرات وقرارات مجالس إداراتها، مؤكداً أنه على أعضاء المجلس المحاولة للحفاظ على الشركة، وإبعاد العناصر السيئة في المجالس التنفيذية، وإدارة الشركة بالتعددية والعمل بروح الفريق الواحد وأن يكون كل عنصر جاهزاً لخدمة الشركة، وأن تتحول القرارات إلى منتجات. وفي جلسة أخرى، جاءت بعنوان «حوكمة الشركات العائلية في الشرق الأوسط»، التي أدارها دانيجيراد، وتحدث خلالها كل من نائب الرئيس للاستثمارات الاستراتيجية بمجموعة المهيدب، عصام المهيدب، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة بارتنرز، وليد البنوي، وسفير جامعة إنسياد لدى مصر والإمارات، ماجد بسطة، الذي نادى بضرورة التركيز على المديرين والطاقم التنفيذي، الذي عليه أن يستخدم خبرته فهو الأكثر وجوداً في العملية، لافتاً إلى أن الثقافة الموجودة للعمل التجاري والتناغم العائلي علينا أن نحافظ عليها ونسعى إلى أن نضيف عليها أبعاداً إضافية من خلال الانفتاح على الشركات في العالم، ومن المهم التأكيد على أن الشركات العائلية في الشرق الأوسط أبدت نجاحاً من المهم الحفاظ عليه والسعي لتحقيق الاستمرارية في هذا النجاح.