أكد نادي الاتحاد أن الظروف والمصاعب التي تعترض طريقه لن تزيده إلا إصرارا على النجاح وتحقيق الإنجازات بعد تتويجه ببطولة كأس ولي العهد إثر فوزه على النصر بهدف حمل توقيع محترفه المصري محمود كهربا في المباراة النهائية التي جمعت الفريقين مساء أمس الأول على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض. ولم يكن أكثر المتفائلين من عشاق عميد الأندية السعودية يتوقع أن ينجح الفريق الكروي في تحقيق إنجاز هذا الموسم عطفا على الظروف الصعبة التي يمر بها حاليا. عانى الاتحاد الأمرين هذا الموسم، بعد أن تكالبت عليه الأزمات من كل حدب وصوب، وكان أبرزها أزمة الديون التي تسببت في حرمانه من ثلاث نقاط مهمة عصفت بآماله في التتويج بلقب دوري جميل للمحترفين. وظهر الاتحاد بشكل أكثر من رائع في بطولة الدوري، وحقق نتائج متميزة كاد أن ينهي بها الدور الأول في الصدارة، وبالتالي تحقيق اللقب الرمزي «بطولة الشتاء» لكن الرياح سارت عكس ما تشتهي جماهيره، إذ استفاقت جماهيره على واقع مرير بعد أن تلقى النادي خطابا من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يفيد بسحب ثلاث نقاط من رصيده على خلفية الشكوى التي تقدم بها محترفه الأرجنتيني مانسو. وفتح خطاب «فيفا» الباب على مصراعيه لأزمات جديدة ضربت العميد، ولم تختلف كثيرا عن قضية مانسو، إذ ظهرت قضايا أخرى مشابهة كان أبطالها مدربين ولاعبين سابقين مثل المدرب البرازيلي كاندينيو الذي وضع الإدارة في مأزق صعب بعدما رفض جدولة مستحقاته. ولم تكن قضية الديون هي الأزمة الوحيدة التي واجهت العميد هذا الموسم، بل سبقتها فاجعة رحيل رئيس النادي أحمد مسعود -رحمه الله- الذي بدأ العمل من الصفر لإعادة الفريق إلى منصات التتويج بعد غياب. وعلى الرغم من أن أحمد مسعود -رحمه الله- تولى رئاسة النادي في ظروف صعبة، إلا أن المؤشرات الأولية كانت تؤكد أنه نجح تماما في مهمته لا سيما أنه راهن كثيرا على روح اللاعبين ووضح ذلك بشكل كبير في عودة الروح إلى اللاعبين. وفي وقت رسمت فيه جماهير الاتحاد واقعا جميلا للفريق هذا الموسم في عهد الرئيس الذهبي، فجعت الأوساط الرياضية برحيل واحد من أفضل الرؤساء الذين مروا على تاريخ عميد الأندية السعودية. وتخوفت الجماهير الاتحادية من فراغ إداري كبير بعد رحيل أحمد مسعود -رحمه الله-، وازدادت المخاوف والأزمات تحاصر النادي من كل حدب وصوب، لكن نائب الرئيس حاتم باعشن الذي تولى مهمة الرئاسة لم يخيب ظن الاتحاديين ونجح في احتواء عديد من المشكلات التي واجهت النادي، قبل أن يقطف الاتحاديون ثمار جهوده بالحصول على لقب كأس ولي العهد للمرة الثامنة في تاريخ العميد. وكان اللافت للنظر في مشوار العميد في بطولة كأس ولي العهد الإصرار الكبير والروح العالية من اللاعبين على استعادة اللقب عن خزائن النادي منذ العام 2003. وبدأ الاتحاد مشواره في البطولة بالفوز على الجيل 3-2 في دور ال 32، وفي دور ال 16 عانى الأمرين أمام القادسية قبل أن يخطف بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي بنتيجة 8-7 بركلات الترجيح بعد تعادلهما1-1 في الوقت الأصلي، وفي دور الثمانية، حقق الفريق فوزا صعبا على الباطن 1-0، ليضرب موعدا مع غريمه التقليدي الأهلي في الدور نصف النهائي. وعلى الرغم من أن كل الترشيحات كانت تصب في صالح الفريق الأهلاوي عطفا على ظروف الفريقين، إلا أن لاعبي الاتحاد كانوا في الموعد في المباراة التي حسموها لصالحهم 3-2. ولم تختلف ترشيحات النهائي عن الدور نصف النهائي، إذ واجه الاتحاد منافسه النصر وكل الترشيحات تصب في صالح الأخير، لكن الاتحاديين قلبوا كل التوقعات رأسا على عقب بتسجيلهم هدفا مبكرا وتحديدا في الدقيقة 16 عبر المصري محمود كهربا كفل لهم التتويج باللقب وإنقاذ موسمهم بعد ابتعادهم عن حسابات المنافسة على لقب دوري جميل للمحترفين، وقبلها الخروج المبكر من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.