كنت ممن استبشروا خيراً بإنشاء الهيئة العامة للترفيه، وأشرت إلى أن إهمال هذه الصناعة التي تصل إيراداتها على مستوى العالم إلى أكثر من تريليوني دولار أمريكي يشبه إهمال نفط داخل الأرض دون استغلال واستثمار. كان إنشاء هذه الهيئة دلالة على الوعي الحكومي بكل مصدر دخل قومي متاح، واستثماره لتقليل الاعتماد على النفط بصفته مصدرَ دخيلٍ وحيداً. لكن ما قدمته الهيئة حتى الآن أقرب إلى إنجازات شركة قابضة للترفيه منه إلى مهام هيئة حكومية منوط بها التخطيط والتنظيم والتنسيق والإشراف والرقابة. فتنظيم الأمسيات لا يحتاج إلا إلى سجل تجاري لشركة تنافس متعهدي الحفلات. أما الدور المهم الذي كان من المؤمَّل اهتمام الهيئة به، فهو دعم القطاع الخاص في تأسيس المنشآتن وتنظيم الفعاليات، والتنسيق مع الأجهزة الحكومية مثل إمارات المناطق والأمانات والوزارات المعنية لتشجيعها، ودعم جهودها في تنفيذ خطة سنوية للترفيه العام، والترفيه الموجه إلى فئات مستهدفة، والترفيه متنوع الأهداف سواء كان الثقافي، أو التعليمي، أو الفني وغيره من أنواع الترفيه. أتمنى أن يكون هذا الانشغال التنفيذي بتنظيم فعالياتٍ وإقامة حفلاتٍ مجرد اندفاع وربكة البدايات لمنظمة تتلمَّس طريقها، ما تلبث أن تعود سريعاً إلى مهمتها الأهم ووظيفتها الأعم، وهي أن تكون غطاء تنظيمياً تنسيقياً مرجعياً لكل مناشط الترفيه، ومحفزاً وميسراً للاستثمارات المحلية والأجنبية لدخول هذه الصناعة ذات المستقبل الواعد.