جاء إعلان هيئة عامة ومستقلة للترفيه في السعودية، قفزة كبيرة ومبشرة بخير كثير لعمل المشتغلين في هذا الحقل، إذ اعتبره عدد من الفنانين والعاملين في قطاعات الترفيه معيناً على العمل ومعيلاً يعالج إشكالاته ويرفع من فرص الاستثمار فيه بما يعود بخير كثير على المواطن والمقيم، الذي عانى من قلة ذات الترفيه وينشد مزيداً من فرصه وفعالياته منذ إعلان الرؤية الجديدة للمملكة. المرشد السياحي أحمد الجعيد بارك خطوة تأسيس هيئة مستقلة للترفيه في السعودية، وأنها تأتي ضمن التحرك الجاد من الدولة في تنفيذ أهداف ومشاريع رؤيتها الجديدة التي أطلقتها منذ أيام، ويرى أن إنشاء كيان مستقل يعنى بجوانب الترفيه يتجاوز الطموح، الذي راود المشتغلين في هذا الحقل، إذ اعتقدوا أن الأمر لن يعدوا زيادة الاهتمام والتوسع في دعم مشاريع الترفيه، ولكن إطلاق هيئة منفردة بذلك يعد نقلة نوعية ومميزة. وقال الجعيد: «الخطوة إضافة مميزة للهيئات الحكومية وبداية لتحقيق رؤية المملكة 2030، ويلزم معها زيادة الاهتمام بقطاع الشباب الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان المملكة ويعانون شحاً كبيراً في جوانب الترفيه، ونتمنى أن تكون تساعد الهيئة في تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم وزيادة الفعاليات، التي تشبع رغباتهم وتنمي مهاراتهم وتحقق تطلعاتهم وتواجه حجم الغياب الصارخ لنوافذ الترفيه في حياتهم»، وشدد الجعيد على أهمية التوسع في إنشاء المشاريع والخدمات، التي تساعد في الاهتمام والعناية بالترفيه بما يناسب جميع فئات المجتمع ولا سيما الشباب. فيما قال الفنان خالد الحربي ل«الحياة»: «وجود هيئة للترفيه شيء جيد ورائع، وهو نتاج الوعود التي هطلت بها الرؤية منذ إعلان تفاصيلها من الأمير محمد بن سلمان في مقابلته التلفزيونية والمؤتمر الصحافي الذي عقده لتوضيحها، وأكد ضرورة توفير أفضل فرص الترفيه للمواطن والمقيم داخل السعودية، وصدور القرارات في وقت قياسي يؤكد الجدية والحرص، في ظل توقعاتنا بحاجة هذه الخطوات إلى وقت طويل حتى تحصل على حق الظهور والإعلان عنها، ولكن الأوامر الملكية الصادرة أمس كانت سريعة وفي أيام قليلة يبشر بالخير». وأضاف الحربي: «بانتظار توضيح الآليات واللوائح التنفيذية لعمل الهيئة، ونتمنى منها أداء المهمات المنوطة بها على نحو يرضي المواطن، إذ يعتبر إعلان هيئة مستقلة نقلة كبيرة في جوانب الترفيه لدينا بالسعودية». ومن موقعه بصفته فناناً وابناً لهذا الحقل الواسع قال الحربي: «أعتقد أن المحتوى يلعب الدور الأكثر أهمية في مسألة الترفيه، وبخاصة أننا نعاني من «فقر ترفيه»، فلدي الخوف من الاندفاع بشكل كبير من دون وعي يؤدي إلى إخفاق الهيئة في مهماتها، وندخل في دوامة التشكيك بجدوى خلق هيئة مستقلة للترفيه، ما يتطلب من القائمين عليها والمكلفين بتسيير مهماتها العناية بالمحتوى، لأن الترفيه لا يعني السطحية أو غياب القيمة حتى إذا كان الهدف هو إسعاد الناس والتخفيف عليهم من ضغوط العمل والحياة والتخفيف من استنزاف أموال المواطنين خارج البلد بحجة البحث عن ترفيه ومتعة، ويلزم إعادتهم إلى البلد واستثمارهم فيه عبر زيادة جرعات الترفيه بمحتوى قيم وحقيقي وبأسعار معقولة تناسب كافة المستويات الاجتماعية المتوافرة لدينا».وشدد على ضرورة التنسيق مع بقية الجهات المتخصصة والمشاركة في مسألة الترفيه. وقال المسرحي ريان ثقة: «إن إنشاء هيئة مستقلة للترفيه مؤشر ومبشر بالخير، ولكن ينتظر توضيح اللوائح والأهداف التي تسعى إليها، وضرورة التخلص من العقلية البيروقراطية التقليدية والعمل على خلق عقلية استثمارية تدير هذه الهيئات لتدعم وتشغل أعمالها من دون الاتكاء على الموازنة الحكومية، وهو الأسلوب الذي لم يدعم كثيراً من الهيئات الحكومية مسبقاً». ويمكن الاعتماد على تجربة هيئة السياحة في دعم المتاحف الخاصة وهو ما أنتج تجارب مميزة في عدد من الأرياف والقرى بعد تشغيلها عبر داعم ذاتي ودافع شخصي تقدم له الهيئة الغطاء. وطالب ثقة بإشراك رجال الأعمال وفق قوانين تسنها الهيئات لضبط جموح الجانب الربحي والتجاري والاشتغال على الواجب الوطني وزيادة فرص الترفيه لدينا.