يحرص مدير المركز الثقافي العربي بسام الكردي منذ 15 عاماً على المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، بوصفه عُرساً ثقافياً، وليس فقط معرضاً للكتاب، بحسب تعبيره. ويقول الكردي إن المركز يحضر سنوياً عدداً من العناوين العربية، وأخرى لأسماء سعودية للمشاركة في المعرض. ويرى أن المعرض من أفضل المعارض على مستوى الوطن العربي، حيث تعيش مدينة الرياض عشرة أيام على إيقاعه. ويضيف «نحن ملزمون تجاه القارئ العربي والمثقف السعودي بالحضور سنوياً، ونرجوأن نستمر». ويؤكد الكردي أنه ما من مشكلات تواجه المركز بخصوص الرقابة، مضيفاً «يجب على كل ناشر قبل أن يأتي إلى بلد معين أن يعمل رقابة ذاتية، فمن الطبيعي أن تكون هناك خطوط حمراء في أي دولة، ليس فقط في السعودية، ولا لبنان، ولا العراق، ولا أوروبا، ونحن كناشرين ملزمين أدبياً باحترام كل بلد ومعتقداته». ويرى أنه بالإجمال، وفي السنوات الأخيرة، كان هناك مساحة من الحرية، وهذه الفسحة يفترض أن يحافظ عليها الناشر قبل الرقابة إذا كان حريصاً على المشاركة، فهو حسب اعتقاده وجه الدار قبل أي أمر آخر. ويؤكد أن المركز لا يمكن أن ينشر مؤلفاً قد يسبب حساسية في مكان ما، أو بلد معين، وفي الوقت نفسه يعترف بوجود الهفوات أحياناً، لكن «نحاول بقدر الإمكان أن نلتزم بالخط المحايد في النشر». مضيفاً «نحن ننشر الرأي والرأي الآخر، وعلى الرأي الآخر أن يفهم أننا كما نشرنا الرأي سننشر له رأيه يوماً». وبدا متضايقاً لأن مساحة المعرض المسموحة قلصت مساحة المركز «ثلاثة أرباع الكتب لم نجلبها لأننا محكومون بمساحة معينة، كنا نأمل أن تكون أكبر، وطالبنا بذلك، لكنهم لم يستجيبوا لنا، ولهم أسبابهم بسبب كثرة المشاركين»، ويبلغ عدد المؤلفات التي شارك بها المركز حوالي 400 مؤلف. ويرى الكردي أن نوعية الكتب التي يقدمها المركز بحاجة إلى «هدوء ومزاج وجو رائق» ليلقي القارئ نظرة على الفهرس والفصول، لكن هذه الإمكانية غير متاحة بسبب ضيق الجناح، فغالباً ما يأتي القارئ و»يشيل ويطلع!». ويرفض تحديد وطن القارئ مؤكداً «لا أحب التصنيفات. أنا أنشر للقارئ العربي بالعموم، وآخذ بعين الاعتبار توجهات القراء في المؤلفات، فنحن لسنا فقط ناشرين، بل ومكتبة أيضاً، وعلى اتصال بالمثقف العربي». ويرى أن الناشر الناجح هو الذي يعرض ما يطلبه المثقف، لا أن يكون في واد، والآخر في واد. ويعتقد أن مبيعات الكتابين اللذين فازا بجائزة وزارة الثقافة ستزداد، وهما «الرياض – نوفمبر 90» لسعد الدوسري، و»عن لغة الشعر» لسعد البازعي. ومن بين الكتب الأكثر مبيعاً في الدار أعمال طه عبدالرحمن، و»اليد واللسان» للدكتور عبد الله الغذامي. ويرى الكردي أن القارئ المثقف يشتري الكتب الجيدة دون أن ينظر للمؤلف، أو وطنه، أو هويته، ولا يؤثر كون الكتاب سعوديين، أو غيرسعوديين، في شراء مثقفي المملكة للكتب، إلا بنسبة ضئيلة جداً. وعما إذا كان الناشر يتدخل في توجيه رغبات القارئ، يؤكد أنها إحدى مهامه، فقد يأتي قارئ يسأل عن كتاب معيَّن، ومن الممكن أن يرشده لكتاب بديل شبيه بما طلبه، وأحياناً قد لا يكون عند الزائر الوقت الكافي، فيوجهه الناشر مع ترك مطلق الحرية له. ويؤكد أنه يحرص على الثقة المتبادلة بينه وبين المثقف، ولأن غالبية المثقفين يتابعون إصدارات المركز، بل ونسبة كبيرة منهم يقتنون إصداراتنا كافة، ودون استثناء. ويذكر مثالاً على هذه الثقة «الآن بعد كل السنوات، تجدوني أبيع كتاباً، وأسلم على عشرة أشخاص». ولا ينكر وجود هفوات أو أمور نشرت كان من المفترض ألا تنشر، لكن كل الدور معرضة لذلك. وفي ثاني يوم للمعرض، يؤكد الكردي أنه لن يتفاجأ مهما كانت نتائج المعرض إيجابية «تعودنا على معرض الرياض بالتحديد أنه من الدرجة الأولى بدون منازع».