قالت وكالات تابعة للأمم المتحدة أمس، إن عشرات الآلاف فروا بعد تجدد العنف في جنوب السودان، وتحدثوا عن قتل جماعي وعمليات سلب وتجنيد إجباري للأطفال. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن عديداً من اللاجئين الذين تدفقوا على أوغندا وكينيا والسودان كانوا يحملون أطفالاً يعانون من سوء التغذية وإنهم ضحايا أزمة إنسانية تفاقمت بنقص الغذاء وانتشار الكوليرا. وتشهد دولة جنوب السودان منذ أكثر من عامين قتالاً مشحوناً بنوازع عرقية بين أنصار الرئيس سلفا كير ومنافسه ريك مشار مما أثار مخاوف من انعدام الاستقرار في شرق إفريقيا. وقال أنصار مشار إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا في مطلع الأسبوع على أحد الطرق في ولاية الاستوائية الوسطى التي تضم العاصمة جوبا. وهوَّن المتحدث الحكومي مايكل ماكوي لويث من شأن هذه التقارير، وأكد أن اتفاق السلام الذي وقع العام الماضي والذي يشهد انتهاكات متكررة ما زال سارياً. وقال للصحفيين في العاصمة جوبا أمس «يتعين أن يفهم الناس أن اتفاق السلام لا يخص ريك مشار». وأدى التناحر الشخصي بين كير ابن قبيلة الدنكا ومشار ابن قبيلة النوير إلى تفاقم الانقسامات العرقية في بلد موفور السلاح منذ الحرب الأهلية الطويلة التي أدت إلى انفصال الجنوب عن دولة السودان في عام 2011. وعاد مشار إلى جوبا في أبريل بموجب شروط اتفاق السلام لكنه غادرها مجدداً الشهر الماضي مع تجدد الاشتباكات بين رجاله ورجال كير. وحلقت طائرات هليكوبتر حكومية في سماء العاصمة في مطلع الأسبوع لكن الشوارع اتسمت بالهدوء أمس. وتحدث السكان عن ارتفاعات حادة في أسعار الوقود والخضراوات والطحين (الدقيق) وغيرها من المواد الغذائية الأساسية في حين يلقي التجار اللوم في نقصها على إغلاق طريق التجارة الرئيس إلى أوغندا. وأغلقت البنوك فروعها وأقامت عديداً من الأسر في مراكز إيواء خارج مجمعات تابعة للأمم المتحدة في مختلف أرجاء المدينة. ومن ناحية أخرى استغلت ميليشيات محلية عادة ما تتقاتل على المراعي أو مناطق إنتاج النفط حالة الفوضى لتصعيد عملياتها. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن اللاجئين تحدثوا عن مسلحين حاولوا منعهم من مواصلة السير أو مضايقتهم في الطريق. وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في إفادة في جنيف «هناك جماعات مسلحة في أجزاء مختلفة من جنوب السودان تنهب قرى وتقتل مدنيين وتجند شباناً وصبية بالإكراه لتضمهم لصفوفها». وأضافت أن نحو 60 ألف شخص فروا من جنوب السودان منذ تصاعد العنف في الأسابيع الثلاثة الأخيرة غالبيتهم إلى أوغندا. وتابعت «نحن قلقون للغاية بشأن إمكانية زيادة قدراتنا بسرعة للتعامل مع الأعداد المتزايدة من الأطفال القادمين المصابين بسوء التغذية». وقال ينس لايركي من مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 1.6 مليون شخص آخرين في جنوب السودان نزحوا داخل البلاد. وأضاف «إنها حقاً أعداد ضخمة جداً. هي أزمة هائلة.» وأشار إلى أن 900 ألف لاجئ فروا من جنوب السودان منذ ديسمبرعام2013. وقالت فضيلة شايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن مرض الكوليرا ينتشر في جنوب السودان ويجري تسجيل 35 حالة جديدة في منطقة جوبا يومياً. وظهرت دلائل على انقسام داخل حركة مشار منذ مغادرته العاصمة وشكك محللون فيما إذا كان الرجلان يحكمان سيطرتهما على أتباعهما.