عين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بديلاً من نائبه وخصمه رياك مشار في خطوة قد تقوض اتفاق السلام الذي أُبرم العام الماضي وتعيد إشعال الحرب في البلاد. كان مشار أدى اليمين الدستورية نائباً أول للرئيس في نيسان (أبريل) الماضي بعد 8 أشهر من اتفاق سلام أنهى سنتين من القتال الذي اندلع بعد المرة السابقة التي عزل فيها سلفاكير نائبه في العام 2013. لكن الخصومة بين الرجلين أدت إلى عنف في العاصمة جوبا في مطلع هذا الشهر مع دخول قواتهما في معارك بالدبابات والطائرات الهليكوبتر والأسلحة الثقيلة الأخرى. وغادر مشار الذي ينتمي إلى أقلية النوير العرقية، جوبا مع قواته قائلاً إنه لن يعود إلا عندما تضع هيئة دولية قوة عازلة بين قواته وقوات سلفاكير الذي يتحدر من قبيلة الدينكا المهيمنة. وأصدر كير تحذيراً الأسبوع الماضي قال فيه إن أمام مشار 48 ساعة للاتصال به والعودة إلى جوبا لإنقاذ اتفاق السلام الذي أُبرم العام الماضي وإلا سيتم تعيين بديل منه. ونفذ هذا التهديد أول من أمس عندما أصدر مرسوماً بتعيين «الجنرال تعبان دينق جاي نائباً أول لرئيس جمهورية جنوب السودان». وكان دينق جاي، وهو وزير سابق للتعدين، كبير المفاوضين نيابةً عن «الحركة الشعبية لتحرير السودان- فصيل المعارضة» في المحادثات التي قادت إلى اتفاق العام الماضي، لكنه انشق الأسبوع الماضي عن مشار وأيّد سلفاكير. في سياق متصل، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 37 ألف شخص من جنوب السودان فروا إلى أوغندا بعد المعارك العنيفة التي دارت بين 8 و 11 تموز (يوليو) الجاري في جوبا. وحملت هذه المعارك 37890 شخصاً على الفرار من جنوب السودان إلى أوغندا. ووصفت المفوضية الوضع بأنه «مقلق للغاية» مع معدل يومي يزيد عن 4 آلاف شخص الأسبوع الماضي. وحذرت المفوضية من أن «هذا التدفق يزيد الضغوط على إمكانات نقاط التجمع ومراكز الاستقبال والعبور التي تعد محدودة جداً نظراً إلى العدد المتزايد من اللاجئين». وعلى سبيل المثال، أكدت المفوضية أن مركز أليغو شمال أوغندا استقبل الأسبوع الماضي 11 ألف شخص وهو قادر على استيعاب ألف شخص عادةً. وأضافت أن «إدارة وتوسيع مراكز الاستقبال وإنشاء منطقة استقبال جديدة من الأولويات المطلقة».