تمكنت المعارضة السورية في حلب، خلال الأيام الماضية، من قتل وأسر عشرات الجنود و"المستشارين" التابعين للحرس الثوري الإيراني. وقتل ما بين 20 إلى 50 جنديًا من الحرس الثوري الإيراني، في كمين نصبته فصائل المعارضة السورية، خلال معارك شهدتها منطقة خان طومان، جنوب غربي محافظة حلب بالشمال السوري، أمس الجمعة. وذكر موقع "عصر إيران"، المقرب من الرئيس الحالي، حسن روحاني، السبت، أن ما بين 20 إلى 50 جنديًا إيرانيًا، قتلوا في كمين نصبته المعارضة السورية، لوحدة عسكرية مؤلفة من 100 جندي، تابعين للحرس الثوري، في المنطقة المذكورة، وفق ما نقلت وكالة الأناضول. وأشار الموقع إلى تمكن المعارضة السورية من أسر بعض الجنود في الكمين، مؤكدًا عدم إدلاء السلطات الإيرانية بأي تصريحات حول حجم الخسائر التي منيت بها الوحدة العسكرية من جرّاء الاستهداف. بدوره، صرّح حسين علي رضائي، الناطق باسم الحرس الثوري في محافظة مازندران شمالي إيران، اليوم السبت، لوكالتي أنباء "فارس" والطلابية الإيرانية (إيسنا)، أن 13 "مستشارًا عسكريًا" من أعضاء الحرس الثوري الإيراني ينحدرون من منطقته، قتلوا، وأصيب 21 آخرون مؤخرًا في حلب بشمالي سوريا، دون أن يحدد تمامًا أي يوم. جدير بالذكر، أن الخسائر البشرية الإيرانية في سوريا ارتفعت في الفترة الأخيرة، حيث فقدت طهران خلال أبريل الماضي 5 قادة كبار؛ أحدهم برتبة عقيد، إضافة إلى 26 عسكريًا. وتعتبر معركة حلب أولى معارك الجيش الإيراني الرسمية، إلى جانب الحرس الثوري، والمليشيات التي تؤازر جيش الأسد، وبدعم جوي روسي في ريف حلب، وذلك بعد أن أكد مساعد التنسيق في القوة البرية للجيش الإيراني، أمير علي آراسته، مؤخرًا إرسال عناصر من اللواء 65 التابع للجيش الإيراني، إلى جانب وحدات أخرى. ونشرت مواقع إيرانية تقارير في الأيام الأخيرة عن المشاركة البرية للقوات الإيرانية في الخطوط الأمامية للجبهات أثناء المعارك ضد المعارضة السورية، إضافة إلى أخبار قتلى الحرس الثوري والباسيج، الذين يسقطون بشكل شبه يومي خلال المواجهات. وفضلاً عن "مستشاريه" من الحرس الثوري، وقوات الوحدات الخاصة التي أرسل منها قوة مؤخرًا إلى حلب، يرسل النظام الإيراني بعض الباكستانيين المقيمين في إيران إلى سوريا لقتال معارضي بشار الأسد كجزء من لواء "زينبيون"، في حين يرسل الأفغان كجزء من لواء "فاطميون"، ووافق مجلس الشوري مؤخرًا على منح عوائل قتلاهم الجنسية الإيرانية؛ تشجيعًا على تجنيد مزيد من المرتزقة في هذه الحرب.