توقع في معرض جدة الدولي للكتاب الدكتورة الناقدة الرِّيم مفوَّز الفوَّاز، كتابها الموسوم ب «سيميائيَّة الشَّخصيَّة في الرِّواية السُّعوديَّة»، يوم السبت المقبل، في جناح النادي الأدبي الثقافي بجدة. وعبرت الفواز عن كتابها قائلة: «اهتمَّ السّيميائيُّون اهتمامًا عميقًا بدراسة الشَّخصيَّة بُغيةَ البحث عن معناها ودلالتِها، وذلك من خلال التَّركيز على الوظائف والعوامل ضمن مسارَاتِهَا السَّرديَّة السَّطحيَّة والعميقة.. ومن الملاحظ أنَّ الرِّواية السُّعوديَّة حقَّقَت في العقود الأخيرة تراكمًا كبيرًا على مستوى الإنتاج كمًّا وكيفًا؛ نظرًا إلى تأثُّرِها بالرِّوايتين العربيَّة والعالميَّة ترجمةً وقراءةً وتفاعلًا. وقد تناولَت الرِّواية السُّعوديَّة مواضعٍ عدِّة متنوِّعةً وقضايا متشعِّبةً، كما كانت متنوِّعة في طُرق البناء، واستغلال التَّقنيات السَّرديَّة الحديثة؛ لذا جاء هذا الكتاب من أجل الاهتمام بمكوِّن الشَّخصيَّة ودراستِه بِنيةً ووظيفةً وودِلالةً؛ حيث إنَّ الشَّخصيَّةَ تحظى في الإبداع الرِّوائيِّ السُّعوديِّ بحضور قويٍّ ومتنوِّع وثريٍّ؛ ممَّا يدعو إلى تخصيص دراسة لتصنيف هذه الشَّخصيَّات وتحليلها بصفَتِها علاماتٍ سيميائيَّةً دالّةً. واعتمدت الباحثة في كتابها على آراء فيليب هامون كما هي مُثبتة في مقاله «من أجل نظام سميولوجي للشَّخصيَّة»، إضافةً إلى النَّموذج العامليِّ عند جريماس. وكان من أهم مما وصى به الكتاب: «تبقى الدِّراسات السِّيميائيَّة بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى مزيدٍ من الحفر والتَّنقيب؛ من أجل التقاط السِّمات الثَّقافيَّة وفهم الذَّات والآخر سواء على مستوى السَّرديَّات أو الشِّعريَّات في الأدب السُّعودي، فحبَّذا لو أُعطي هذا النَّوع من الدِّراسات أولويَّةً، خاصَّةً أنَّه يقوم على مبادئ علميَّة قادرة».