اكتظت قاعة المحاضرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالعديد من المهتمين والباحثين من المثقفين والمثقفات لحضور مناقشة درجة الدكتوراه للباحثة الريم الفواز في النقد الحدیث بعنوان "الشَّخصيَّةِ في الرِّوايةِ السُّعوديَّةِ 1410ه 1430ه دراسةً سيميائيَّةً". وتكونت اللجنة العلمية من د.عبدالله الحيدري مقررًا وعضوية أ.د عامر بن المختار حلواني و أ.د خالد الجديع. وتكونت الأطروحة من خمسة فصول مسبوقة بتمهيد عن (الشَّخصيَّة من منظور سيميائي)، جاء الفصل الأول بعنوان (فئات الشخصية في الرواية السعوديَّة)، والفصل الثَّاني ب(دالّ الشَّخصيَّة في الرِّواية السُّعوديَّة)، كما تناولت في الفصل الثالث (مدلول الشَّخصيَّة في الرِّواية السُّعوديَّة)، وجاء الفصل الرَّابع بعنوان (مستويات وصف الشَّخصيَّة في الرِّواية السُّعوديَّة)، وأمَّا الفصل الخامس والأخير فقد وسمته الباحثة ب(البطولة في الرِّواية السُّعوديَّة). واستفتح جلسة المناقشة، الدكتور عامر حلواني، الذي أشار إلى أن الباحثة كانت جادة غامرت بالبحث في موضوع لا يخلو من مآزق ومزالق وصعاب، وهذا ما يؤكد شجاعتها العلمية، ومما أعجبني نبذها الموضوعات المكرورة والمبحوثة والمعروفة وحرصها على الإضافة المعرفية والمنهجية. وقال حلواني، "لقد فاجأني البحث ولم أكن أتصور أن أقرأ بحثًا كهذا في السعودية ، حيث سلكت منهجًا واضحًا فكان بلوغ المقاصد حاصل بلغة دقيقة ما شابها هنات لا يفهمها إلا الراسخون في السيميائية وأن هذا العمل يشهد لكِ بمؤهلات على مستوى التفكير والتصور والتطبيق أقل ما يقال فيها أنها جيدة إذا وبعد تنقية العمل من هذه الشوائب أؤكد أنه يحق لكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لها أن تفخر بهذا العمل الذي أنجز ويناقش الآن في قسمها وكذلك أنا أوصي بنشر هذا البحث بعد نبذ بعض الشوائب التي علقت فيه، فهذه الأطروحة مهمة جدًا للباحثين والمهتمين بهذا الاختصاص". من جانبه أوضح الدكتور خالد الجديع إلى أن الباحثة اختارت موضوعًا مواكبًا، واستقصت في جمع مصادرها النقدية وكانت شخصيتها واضحة في عملها، وما أقدمه من ملحوظات هو من قبيل خروج هذا المنجز على أكمل وجه. وأكد مقرر اللجنة د. عبدالله الحيدري، أن "هذا المنجز البحثي الذي نهضت به الأخت الكريمة والباحثة الجادة الريم الفوّاز، وتصدت من خلاله لدراسة الرواية السعودية وفق المنهج السيميائي، ونالت عنه درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى ليُعلن عن ولادة ناقدة سعودية مهمة سيكون لها بإذن الله دراسات قادمة تثري الساحة النقدية في المملكة، وهي ساحة تحتاج إلى باحثات أكاديميات مختصات يستندن إلى منهج نقدي، وليس إلى اجتهادات. هذا العمل إضافة مهمة لحقل الدراسات في الأدب السعودي، وأبارك للباحثة الحصول على الدرجة، وننتظر منها نشاطا نقديا وحراكا مبهجا في المقبل من الأيام. وقالت الباحثة الريم الفواز في معرض حديثها عن الرسالة وموضوعها، إن مجموعة من الأسباب الَّتي دفعتها إلى البحث في هذا الموضوع منهَا جدَّته إذ لم أجد إبَّان اختياري الموضوع أيَّ دراسة للشَّخصيَّة في الرِّواية السُّعوديَّة منْ منظور سيميائيّ، مضيفة: " الساحة النَّقديَّة في المملكة العربيَّة السُّعوديَّة في حاجة إلى الاهتمام بمكوِّن الشَّخصيَّة ودراسته بنيةً ووظيفةً ودلالةً، إذ إنَّ الشَّخصيَّة تحظى في الإبداع الرِّوائيّ السُّعوديّ بحضور قويّ ومتنوِّع وثريّ". من جانبها، أشارت الدكتورة سعاد المانع، إلى أن "الباحثة تمتعت بشخصية هادئة رصينة تتقبل النقاش والنقد بصدر رحب وأيضًا بصورة تبعث الثقة أنها تطمح إلى مستقبل علمي يملؤه الجد والتطور دومًا إلى ما هو أفضل. لكِ يالريم أطيب المنى أن تكوني زميلة نعتز بها في مجال النقد والأدب". ويقول الدكتور محمد القسومي رئيس قسم الأدب أثناء مدة دراسة الباحثة "الريم الفواز جادة وطالبة علم مخلصة لتخصصها ذات خلق عالٍ وأدب جم ونشاط ملحوظ في مشهدنا الثقافي في المملكة العربية السعودية، هكذا عرفتها بوصفها إحدى طالبات مرحلة الدكتوراه في جامعة الإمام ثم حضرت مناقشتها فصدَّق الخَبَرَ الخُبرُ حين شهدتُ حوارها الهادئ وثقتها بأداتها النقدية التي أوصلتها إلى نتائج غير مسبوقة في موضوعها.