لا يوجد سوى «الهياط» دافعا رئيسيا خلف عديد من التصرفات والسلوكيات الممقوتة دينا وعرفا وعقلا التي أصبحت تحيط بمجتمعنا من كل اتجاه وأضحى أصحابها يتفننون في سبلهم وطرق عرضهم التي لا ترضي أحدا سوى غريزة حب الظهور في دواخلهم والمديح المرتقب من أشخاص لا يستحقون عناء تحمل الخطيئة لأجلهم من الأساس. وكما أن التوثيق والمشاركة عبر وسائل التواصل كانت نعمة للبعض فمن الطبيعي أن تصبح نقمة على آخرين ممن اعتبروها وسيلة مساعدة في رفع مستوى «هياطهم» الممقوت. الأمر لم يقتصر على مقطع صاحب «الغسيل بدهن العود» الذي قاده سوء حظه إلى أيدي أعداد كبيرة من المتلقين فقد انتشرت وما زالت تنتشر مقاطع وصور مشابهة إن لم تكن أكثر سوءا وتعديا، ونتلقاها بشيء من التعجب والتداول في البداية ثم ننكرها في أنفسنا وننساها وينتهي الأمر إلى وقت ظهور مقاطع أخرى وتستمر الدوامة في الدوران حولنا دون توقف ودون أن نصاب بالكلل أو الدوار. الجهل والشعور بنقص في الإنجازات والثقة بالذات خلفت لنا نماذج اجتماعية ذات تصرفات سيئة وغير مقبولة، والأسوأ من ظهور هذه النماذج أن نتقبلها أو نتجاهلها بسلبية دون الإسهام في تغييرها أو محو صورها السلبية التي تبثها أمامنا وأمام المجتمعات الأخرى مما يعكس انطباعا خاطئا وغير دقيق عنا وعن مجتمعنا. قد يكون من الخطأ أن ننتقد بشكل لاذع وجارح دون الرفق والتماس العذر لو في جانب من جوانب الأمر لكن المسألة لم تعد بحاجة إلى الرفق والنظر للجوانب الإيجابية بل أصبح من الضرورة اتخاذ عقوبات صارمة بحق كل من يجعل من نفسه أداة لتشويه صورة مجتمع بأكمله.