بعيدا عن مغامرات التفحيط والمغامرات الدارجة التي تظهر بين الفينة والأخرى في مواقع التواصل الاجتماعي ابتكرت مجموعة من الشباب أخيرا مقاطع جديدة حظيت بنسب مشاهدة عالية، إذ ظهر مقطع لشاب سعودي وهو يركب سيارته من طراز "بيك أب" وهو يجدف بقطعة خشبية وكأنها زورق. وما إن انتشر هذا المقطع حتى بدأت مقاطع مشابهة في الظهور ولكن على نحو مختلف، فمن شاب يمتطي السيارة وكأنها حصان إلى مجموعة أخرى تضرم النار في صندوق سيارتهم مطلقين على المقطع "شبة ضو". وأسهمت مواقع التواصل الاجتماعي كتطبيق "كيك" و"واتس أب" في انتشار هذه المقاطع بشكل كبير بين الشباب وتداولها الأمر الذي جعل الشباب يبحثون عن المغامرة والإثارة حتى لو كان الأمر يعرضهم إلى الخطر. من جهته، قال عبدالله المسلط وهو أحد الشباب الذين يهوون جمع هذه المقاطع إنه يحرص على جمع المقاطع الكوميدية، مشيرا إلى أنه ينبغي على الشباب الاستمرار في إبداعاتهم الكوميدية والغريبة، شريطة أن يحافظوا على سلامتهم ودون أن يلحقوا الضرر بغيرهم. إلى ذلك، أوضح استشاري الطب النفسي رئيس مركز النخيل للطب النفسي بجدة الدكتور علي الزائري أن أصحاب مقاطع الفيديو التي تنتشر على "كيك" و"يوتيوب" يبحثون عن الشهرة والإثارة وحب الظهور، لافتا إلى أن من دوافع الانتشار البحث عن المتعة والترفيه بسبب الفراغ. وبين زائري ل"الوطن" أن المراهقين هم من يعمدون إلى فعل هذه السلوكيات، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تسمى عندهم بالبحث عن الهوية. وأضاف: "المجتمع أحيانا قد لا يساعد المراهق على إيجاد هويته بسرعة وأحيانا يقاومه بالانتقاد اللاذع، والشباب دائما في سن المراهقة يبحثون عن هويتهم بتصرفات معاكسة أو مناقضة لكي يبرزون مثل التدخين أو سماع الأغاني وغيرها من التصرفات". وتابع "من أسباب الانتشار السريع لتلك المقاطع هو أن المجتمع تستهويه الأشياء الجديدة مما يدل على أن هؤلاء الشباب يملكون خيالا ابداعيا"، طالبا منهم تحويل هذا الإبداع إلى عمل مفيد للمجتمع والابتعاد عن الترفيه الخطر والمؤذي، إضافة إلى تحذير الأطفال من تلك المقاطع لعدم تقليدها، وأضاف: "عليهم احترام اللائقة الاجتماعية وعدم الاستهزاء بالدين وتجاوز الأخلاقيات المجتمعية".