الرياض وأنقرة متفقتان على الحل السياسي في سوريا ودعم المعارضة فيها والأخذ بمبادئ بيان جنيف الأول، بحسب وزيري الخارجية السعودي، عادل الجبير، والتركي، فيريدون سينيرلي أوغلو. وشدَّد الوزيران، خلال مؤتمر صحفي عقداه عصر أمس في العاصمة التركية بعد محادثات بينهما، على هدفٍ مشترك هو إقامة دولة موحّدة في سوريا لا مكان فيها لبشار الأسد بعد تسبُّبه في قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين. وأكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ضرورة إيجاد حل للأزمة يعتمد على مبادئ بيان «جنيف 1»، في وقتٍ لفت نظيره التركي إلى عدم سيطرة الأسد حالياً إلا على 14% من مساحة الأراضي السورية. وبيَّن الجبير أن المملكة دعت الجانب الروسي إلى العمل معاً لإيجاد حل سياسي للأزمة. وشدَّد في الوقت نفسه على التعاون الوثيق بين الرياضوأنقرة، ووصفه ب «المهم جداً ليس فقط للبلدين وإنما للمنطقة برمتها»، مبرزاً تطرق المحادثات بين الجانبين أمس إلى دعم العراق في إطار جهود إرساء دولة تحتوي كل الطوائف، إضافةً إلى القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. بدوره؛ أوضح وزير الخارجية التركي، فيريدون سينيرلي أوغلو، أن «الأولوية لنا هي وحدة أراضي كل من العراقوسوريا وتوفير الاستقرار والسلام في البلدين، لأن هذا مهم للمنطقة بأكلمها». ولفت، خلال المؤتمر الصحفي نفسه، إلى أهمية دعم المعارضة السورية والوقوف إلى جانبها حتى النهاية لتحقيق مطالبها، منتقداً حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD)، وداعياً أعضاءه إلى الحكمة والتعقل. وكان الحزب، برئاسة السياسي صالح مسلم، قد تعهد بالدفاع عن نفسه في مواجهة الحكومة التركية. وعلَّق الوزير أوغلو بقوله «أدعو صالح مسلم إلى الحكمة والتعقل، وإن كانت لديه شكوك حول إرادتنا وعزيمتنا، فهذا لن يكون جيداً له، نحن نواجه الإرهاب، ولا ينبغي لأحد أن يختبر حزمنا في محاربته»، داعياً ال (PYD) إلى «التأدب» حسب تعبيره. ورداً على سؤالٍ صحفي؛ أفاد أوغلو ب «رسالةٍ واضحةٍ إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، مفادها: في حال لجأوا إلى أي تحرك ضدنا، فإنهم سينالون العقاب اللازم دون تردد». إلى ذلك؛ ذكر الوزير أن بلاده والمملكة ستستمران في العمل معا من أجل استقرار وأمن المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً. وأشار إلى بحثه مع نظيره الجبير المرحلة الانتقالية والخطوات الواجب اتخاذها من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.