أعلنت موسكو مواصلة حملتها في الأجواء السورية قصف مواقعَ إرهابية في عدة محافظات، في وقتٍ أظهر استطلاعٌ للرأي موافقة 3 من كل 4 من الروس على هذه الغارات. وأفادت وزارة الدفاع الروسية ب «قصف 27 هدفاً إرهابياً» في محافظات حمص وحماة والرقة ليل أمس الأول الأربعاء «ما أسفر عن تدمير مستودعات أسلحة ومخابئ».ووفقاً لبيان الوزارة؛ استهدفت طائرات «سوخوي» هجومية من طراز «سو-25» و«سو-24» 11 موقعاً في حماة والرقة توجد فيها معسكرات تدريب تابعة لتنظيم «داعش»، بينما استهدفت قاذفات «سو- 34» التكتيكية 8 معاقل قرب قرى في حمص. كما استُخدِمَت قنابل خارقة للدروع لاستهداف مخابئ تحت الأرض قُربَ بلدتي عرافيت وسلمى في محافظة اللاذقية، بحسب ما ورد في البيان الذي أشار إلى «22 طلعة طاولت 27 هدفاً إرهابياً». ومنذ بدء حملتها في الأجواء السورية في 30 سبتمبر الفائت؛ تعتمد موسكو على غاراتٍ تنفذها طائرات قتالية أو سفن حربية في بحر قزوين، لكنها لم تُنزِل قوات برية. وربط المتحدث باسم الكرملين (الرئاسة الروسية) بين «عمليات قواتنا الجوية في سوريا» و«ضمان سلامة هذا البلد بما يساهم في ضمان الاستقرار والأمن في المنطقة التي تقع على حدود تركيا». وشدَّد المتحدث ديميتري بيسكوف على سعي بلاده إلى الحفاظ على علاقات طيبة مع أنقرة. في الوقت نفسه؛ أبدى بيسكوف، خلال محادثةٍ مع صحفيين أمس، معارضةً لأي زيادةٍ في عدد القوات البريطانية في شرق أوروبا. ورأى أن «ذلك سيكون أمراً مؤسفاً وبمنزلة استغلالٍ بريطاني لما يتردد عن خطرٍ روسي كتمويهٍ للمُضي قدماً في توسيع نطاق وجود حلف شمال الأطلسي»، مبيِّناً أن موسكو ستتحرك بدورها إذا أقدمت لندن على هذه الخطوة. في غضون ذلك؛ أظهر استطلاعٌ للرأي نُشِرَت نتائجه أمس تأييد 3 من كل 4 من الروس الغارات الجوية التي بدأتها بلادهم في سوريا. وأفادت نتائج الاستطلاع، الذي أعدَّه مركز «ليفادا» المستقل، بموافقة 31% من الروس تماماً على الغارات، فيما يقول 41% إنهم «يؤيدون الغارات الجوية على مواقع تنظيم داعش». أما الرافضون لهذه العملية فبلغت نسبتهم 14%. وشملت العيِّنة المستطلَعة 1600 شخص من 46 منطقة خلال الفترة بين ال2 وال5 من أكتوبر الجاري. وكشفت النتائج عن موافقة حوالى نصف الأشخاص (46%) على «احتمال إرسال قوات روسية إلى الخارج». واعتبر العدد نفسه تقريباً (47%) أن على موسكو دعم بشار الأسد في مواجهة «داعش» والمعارضة. وقبل 10 أيام من بدء الغارات الروسية؛ كان 69% من الأشخاص الذين استطلع مركز «ليفادا» آراءهم يعارضون إرسال قوات إلى سوريا. لكن التقارير عن تكبيد إرهابيي «داعش» خسائر أثار على ما يبدو مشاعر الفخر والاعتزاز. وأبدى المتحدث باسم الكرملين ارتياحه ل «هذا الدعم المطلق من جانب المواطنين». ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن بيسكوف قوله «نلاحظ من خلال الأرقام التي في حوزتنا أن سياسة الرئيس فلاديمير بوتين الدولية تحظى في الواقع بتأييدٍ مطلق من الشعب». بدوره؛ اعتبر المحلل في مركز «كارنيغي» بموسكو، ديمتري فولكوف، أن «المواطنين ينظرون إلى النزاع السوري من منظار معارضة بلادهم للولايات المتحدة والدفاع عن المصالح الجيوبوليتيكة الشهيرة». ويعتقد المحلل أن «هذه المعارضة للولايات المتحدة تتيح لأكثرية المواطنين استعادة الشعور بالقوة الذي فقدوه مع انهيار الاتحاد السوفييتي». وتؤكد موسكو أنها تستهدف تدمير إمكانات «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى. من جهته؛ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن مقاتلي التنظيم المتطرف قتلو 3 مسيحيين آشوريين كانوا ضمن قرابة 200 مسيحي خُطِفوا هذا العام في شمال شرق سوريا. ونقل المرصد عن مراسليه أن المسيحيين الثلاثة قُتِلوا أواخر الشهر الماضي مع حلول أول أيام عيد الأضحى، لكن نبأ مقتلهم عُرِفَ هذا الأسبوع عند بث مقطع فيديو لقتلهم. وأكدت الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان هذه الحصيلة، وبيَّنت أن «الثلاثة كانوا ضمن 187 آشورياً يحتجزهم داعش». وخطَف التنظيم المتطرف الآشوريين في فبراير الماضي أثناء معارك مع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا.