قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف امس الجمعة إن روسيا سوف تبحث إرسال قوات الى سوريا اذا طلبت، ولكن من الصعب الحديث عن ذلك بشكل افتراضي، "ما يؤشر لقرب دخول الدب الروسي الى المستنقع السوري"، فيما اشار وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى امكانية طلب قوات روسية على ارض بلاده اذا دعت الضرورة الى ذلك، وأعلنت القيادة المركزية للقوات الأمريكية "سنتكوم"، الليلة قبل الماضية، عن شن مقاتلات اسدية 25 غارة على مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم داعش، فيما شن طيران التحالف غارة واحدة في سوريا قرب "الرقة"، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 21 مدنيا على الأقل، بينهم طفلان، إثر إلقاء طيران الأسد براميل متفجرة على مدينة تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب درعا. وأبدت الولاياتالمتحدة استعدادها لإجراء مناقشات "تكتيكية" مع روسيا بشأن الحرب في سوريا، وذلك في وقت يتزايد فيه الوجود العسكري لروسيا في سوريا ما قد يدفع خصمي الحرب الباردة للتنسيق بشكل محدود. وقال البيت الأبيض إنه "لا يزال مستعدا لإجراء مناقشات تكتيكية وعملية" مع موسكو. واعترفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن مثل هذه المحادثات ربما تكون ضرورية لتجنب "حسابات خاطئة". ولا يزال من غير الواضح متى ستعقد هذه المحادثات ووفق أي شروط ستجرى. وتعارض واشنطن بقوة دعم موسكو الرئيس السوري بشار الأسد، لكن تعزيز التواجد العسكري الروسي في قاعدة اللاذقية يثير احتمال القيام بعمليات في المجال الجوي السوري. ويقول مسؤولون أمريكيون إن معدات روسية ثقيلة تشمل دبابات وطائرات هليكوبتر وقوات من مشاة البحرية نقلت إلى اللاذقية. وفي تصريح صحفي، قال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك "نريد تجنب حسابات خاطئة. نريد تجنب المشاكل". لكنه أشار إلى أن روسيا لا تنفذ حاليا مثل هذه العمليات، وأنها لم تفصح بعد عن نواياها. وأثار المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست احتمال مشاركة روسيا في الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا. وقال إيرنست "سنرحب بمساهمات بناءة من الروس في التحالف ضد تنظيم داعش"، مضيفا "لهذا السبب سنظل مستعدين لإجراء مناقشات تكتيكية وعملية مع الروس بهدف دعم أهداف التحالف ضد تنظيم داعش. وزيرا الدفاع وأمس، تحدّث وزيرا الدفاع الأمريكي والروسي للمرة الأولى منذ أكثر من عام، ليكسرا حاجز الصمت بغية مناقشة الأزمة في سوريا بعد أن زاد التواجد العسكري الروسي المتنامي هناك من هامش التنسيق بين الخصمين اللدودين السابقين إبّان الحرب الباردة. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن المكالمة الهاتفية بين الوزيرين الأمريكي آشتون كارتر والروسي سيرجي شويجو دامت 50 دقيقة تخللها اتفاق على المزيد من المحادثات الأمريكية الروسية بشأن سبل إبقاء جيشيهما بعيدين عن بعضهما فيما يعرف في اللغة العسكرية ب«تفادي الصدام». وأشار البنتاجون إلى أن كارتر أبلغ نظيره الروسي أن المحادثات في المستقبل ستجري بالتوازي مع «محادثات دبلوماسية تضمن الانتقال السياسي (للسلطة) في سوريا». وأضاف البنتاجون: «أشار إلى أن هزيمة (مقاتلي تنظيم داعش) وضمان (حدوث) عملية انتقال سياسية (للسلطة)، هما هدفان يجب السعي لتحقيقهما في نفس الوقت». وفي لندن، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إن الولاياتالمتحدة تسعى «للعثور على أرضية مشتركة» مع روسيا. وقال: «الجميع استولت عليهم العجلة. كنا كذلك طوال الوقت غير أن مستويات الهجرة والدمار المستمر وخطر توسيع رقعة الصراع عبر خطوات أحادية الجانب تضع ثقلا كبيرا على الدبلوماسية في هذه اللحظة». 2400 داعشي روسي ونقل عن النائب الأول لمدير جهاز الأمن الاتحادي الروسي سيرجي سميرنوف قوله امس الجمعة إن نحو 2400 روسي يقاتلون مع تنظيم داعش. ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن سميرنوف قوله أيضا إن هناك حوالي ثلاثة آلاف من مواطني آسيا الوسطى في المجمل يقاتلون في صفوف داعش. وذكر سميرنوف في تصريحات للصحفيين أن مشكلة اللاجئين الفارين من الشرق الأوسط إلى أوروبا ستزيد في الارجح ما سيمثل "تهديدا كبيرا" محتملا على روسيا. وتابع "إن التأكيد على أن دعم موسكو يؤثر سلبا على الوضع في سوريا وتدفق اللاجئين على نحو خاص ليس صحيحا. السبب في ذلك هو توسع داعش في المنطقة". وقال إن هناك دولا تحاول تفادي "التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب" في تلميح إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف "هناك تعاون لكن ليس بالمستوى المطلوب خاصة مع الولاياتالمتحدة". غارات النظام ميدانيا، كثّف طيران النظام خلال اليومين الماضيين ضرباته الجوية ضد تنظيم داعش؛ إذ استهدف الجمعة تدمر (وسط) بأكثر من 25 غارة في هجوم يُعد الأعنف على المدينة منذ سيطرة المتطرفين عليها في 21 من مايو، بحسب المرصد. وقال المرصد: إن الغارات أسفرت عن مقتل «ثمانية مدنيين على الأقل والكثير من عناصر التنظيم»، مشيرا إلى أن عدد قتلى المتطرفين غير محدد كون التنظيم «يحاصر المناطق التي يسقط فيها قتلى منه». كما أشار المرصد إلى سقوط جرحى من المدنيين، بينهم حالات خطيرة. وفي محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، «استهدفت جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى بخمسة تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة مراكز للجان الشعبية الموالية للنظام في محيط بلدتي الفوعة وكفريا، حيث يقطن مواطنون شيعة»، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أن المعارضة: «تحضّر منذ البارحة لهجوم واسع ضد البلدتين» الواقعتين تحت سيطرة اللجان الشعبية الموالية للنظام بدعم من حزب الله اللبناني. وأشار المرصد إلى «استمرار القصف المكثّف للفصائل الإسلامية للبلدتين، إذ استهدفتهما حتى الآن بأكثر من 250 قذيفة صاروخية، كما تدور اشتباكات كثيفة في محيط الفوعة». وبحسب المرصد، فإن طيران النظام يقصف بلدات محيطة بالفوعة تتواجد فيها الفصائل الإسلامية.