اسحقوهم أو اكتسحوهم، مفردتان كانتا سبباً مُضافاً إليه بعض الأسباب الأخرى الرئيسة، في أن يُسلم الهلال الشوط الأول في الدور نصف النهائي من البطولة الآسيوية. قوة الأهلي الإماراتي مع اعترافنا بوجودها ليست كل المشكلة، والحكم الأزبكي كان هو الآخر جزءا من المشكلة، لكن كل المشكلة ومن وجهة نظر متواضعة تتحملها الإدارات الزرقاء، التي تتوارث التوتر وتحقن به المدرج واللاعبين في كل بطولة آسيوية يُشارف فيها الفريق على خط النهاية، فالهلال يا أهل الهلال كان تائهاً على الصعيد الفني، ولم يكن قادراً على بناء هجمة واحدة من الخلف بشكل سليم، ساهم في ذلك حنكة السيد أولاريو كوزمين وتواضع الأسماء الزرقاء في خط الظهر، التي تمتاز بقطع الكرة وتعطيل الهجمة، لكنها تفتقد لخاصية بناء الهجمة من الخلف. الكابتن سلمان الفرج، كان ممنوعاً من ملامسة الكرة وتنظيم طريقة اللعب من الخلف بأمر ليما البرازيلي وأحمد خليل، وكان من الممكن التغلب على ذلك العك بخبرة اللاعبين وإمكاناتهم الفنية، التي غيبتها أحداث ماقبل المباراة. نام الهلال شوطاً ونيفا حتى خرج أحمد خليل وتراخى لاعبو الأهلي بعد هدف التقدم، لنبدأ مباراتنا التي أنهيناها بتعادل وصفه لاعبو الفريق (صعبناها علينا). اقتصر حديث الهلاليين وبعض أعضاء شرفهم وإعلامهم قُبيل المباراة عن السيد ديجاو، وتأخر لجنة العقوبات الآسيوية في إخطارهم بالعقوبة كماً وكيفاً، وسعوا إلى توسيع دائرة الخلاف أكبر بحثاً عن نصر مؤقت، تاركين خلف ظهورهم فريقاً أحوج ما يكون إلى الهدوء. فعلوا ذلك وكأن لاعبيهم يسكنون المريخ، وفعلوه رغم يقينهم بأن العقوبة قادمة لا محالة. «شوط ليس إلا» متى غير الهلاليون من طريقتهم في التعاطي مع الأحداث خارج الملعب، وأبقوا لاعبيهم داخله بالحكمة والعقلانية. و«شوط ليس إلا» متى لعب السيد دونيس بواقعية أكبر، و«شوط ليس إلا» إن لعب الهلال بمستواه وروحه المعهودة.