اتَّهمت تركيا الدول الأوروبية بتحويل البحر المتوسط إلى «مقبرة للمهاجرين» بعد يومٍ من نشر صورة لطفل سوري غرِقَ على شاطئ تركي خلال محاولة أسرته الهجرة نحو اليونان، فيما أقرَّت المصوِّرة التي وثَّقت الواقعة بأنها أصيبت بالجمود ثم أدًّت عملها، مؤكدةً أنها لم تتوقع إحداث الصورة هذا الأثر. وحمَّل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الدول الأوروبية قسماً من المسؤولية عن مقتل كل لاجئ، واتهمها بتحويل البحر المتوسط الذي وصفه بمهد الحضارات القديمة إلى مقبرة للمهاجرين، مندداً برفضها استقبال مزيد من اللاجئين السوريين. واعتبر أردوغان، في خطابٍ أمس أمام مجموعة من رجال الأعمال عشيَّة اجتماع لممثلي دول مجموعة العشرين في أنقرة، أن «المهاجرين لم يغرقوا وحدهم في المتوسط، بل كذلك إنسانيتنا». وقال «أن تدفع الأمواج جثة طفل في الثالثة إلى شواطئنا، ألا يتحتم محاسبة البشرية أجمع على ذلك؟»، مذكِّراً بأن بلاده تستضيف اليوم حوالي مليوني لاجئ سوري عملاً بسياسة «الباب المفتوح». وفيما شدَّد أردوغان على أن أنقرة لم تتخلَّ عن الذين كانوا يفرّون من القنابل «لأننا إنسانيون»؛ اعتبر أن «الدول الأوروبية التي وضعت المعايير للحقوق والحريات الإنسانية الأساسية تبتعد الآن عن هذه المبادئ». ورأى أن «من غير العدل تحميلنا عبء مشكلة يواجهها العالم بأسره». وتعهد رئيس وزرائه، أحمد داود أوغلو، بأن «نُبقِي أبوابنا مفتوحة أمام اللاجئين»، فيما دعا أوروبا إلى تحمل نصيبها من تبعات الأزمة. وأحدثت صورة الطفل السوري الغريق آلان (كردي) صدمة حقيقية وموجة تأثُّر في العالم بعد نشرها أمس الأول، إذ ظهر فيها وهو ملقى على بطنه على رمال الشاطئ في بودروم (جنوب غرب تركيا). وعُثِرَ في الشاطئ نفسه على جثتي شقيقه غالب (5 سنوات) ووالدتهما ريحانة. وغرِقَ الثلاثة بعد انقلاب مركبهم ليل الثلاثاء- الأربعاء أثناء محاولته التوجه من بودروم إلى جزيرة كوس اليونانية الموصِلة إلى الاتحاد الأوروبي. وأوقفت الشرطة التركية أمس 4 سوريين يُشتبَه أنهم مهربون بعد غرق المركب الذي أدى إجمالاً إلى مقتل 12 مهاجراً. وبيَّنت مصادر أن الأشخاص الأربعة أوقفوا في منتجع بودروم. ورفعت مصادر إعلامية أخرى عدد المهربين الموقوفين إلى 14، وقالت إن لهم صلة بغرق المركب. بدورها؛ أقرت المصوِّرة في وكالة دوغان التركية الخاصة، نيلوفير دمير، بأنها أصيبت ب «الجمود والتسمر» عندما شاهدت آلان وشقيقه على الشاطئ. وقالت «عندما رأيته أصابني الجمود، تسمَّرتُ في مكاني، مع الأسف لم يعد ممكناً فعل أي شيء لمساعدة هذا الطفل، فقمت بعملي». وأوضحت «نتنزه دائماً على هذه الشواطئ منذ أشهر، لكن الأمر كان مختلفاً البارحة، رأينا أولاً جثة الصبي الأصغر الهامدة، ثم جثة شقيقه، أردت عبر التقاط صورهما نقل مأساة هؤلاء الناس». وبدا الطفل الأصغر آلان مرتدياً قميصاً أحمر وسروالاً قصيراً أزرق وهو ملقى على بطنه على رمال الشاطئ. وأفادت المصوِّرة بأن جثتي شقيقه غالب (5 سنوات) ووالدتهما ريحانة عُثِرَ عليهما على الشاطئ نفسه. وكانت هذه العائلة تسعى للهجرة إلى كندا حيث لها أقارب، بحسب الصحافة الكندية. وأشار موقع صحيفة «أوتاوا سيتيزن» الكندية نقلاً عن أحد الأقارب أن رب العائلة عبدالله الذي نجا من الغرق أكد اعتزامه العودة إلى كوباني في سوريا لدفن زوجته وابنيه. وانتشرت الصور الصادمة للطفلين حول العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتناقلتها الصحف الأوروبية. وأكدت دمير «لم أكن أتصور أن تحدث تلك الصور هذا الوقع»، موضحةً أنها التقطت سابقاً صور جثث لاجئين على شواطئ تركية.