هذا وطني لن تعصف به ريح شرذمة قليلة ضالة سفكت دماء ثلة من المؤمنين في الدالوة والقديح وآخرها في تفجير مسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- في الدمام في أطهر البقاع، ألا وهي المساجد، وفي يوم الجمعة، وفي وقت الصلاة! وقبلها كثير من التفجيرات التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء شهداء وجرحى في مدن كثيرة في وطني. ولن يفت في عضدنا هذا الغدر الذي تواجهنا به هذه الفئة الضالة التي تدعي زوراً وبهتاناً أنها بهذه التفجيرات تجاهد في سبيل الله، والإسلام منها براء. ونحن كلنا شعب واحد لا فرق بين جميع طوائفه وأطيافه وأفراده إلا بالمواطنة. نعيش في وطن واحد ولد على ثراه ونشأ أفضل إنسان ألا وهو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكةالمكرمة. وفي المدينةالمنورة أسس أول دولة إسلامية. وكيف لا تكون بلادنا عظيمة وفيها وُلد كثير من الصحابة الكرام والتابعين العظام والأئمة والعلماء ذوي الأفهام الذين حملوا مشعل الإسلام إلى العالم. بلادنا مهبط الوحي محفوظة بتوحيدها لله -عز وجل- ثم بفضل دعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام: «وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر…»، والثابت أن دعوات الأنبياء مستجابة. نعم كلنا وطن واحد زادتنا هذه الأحداث وحدة، ولم تفرقنا كما كان يظن المتربصون بنا شراً، يجمعنا دين واحد وهو الإسلام، ولغة واحدة وهي العربية، وقيادة واحدة »خادم الحرمين الملك سلمان» الذي بايعه الشعب على السمع والطاعة، وعلى الوحدة حول راية التوحيد. فيجب علينا أن نحافظ على هذا الوطن بالوقوف متَّحدين على كلمة سواء ضد الإرهاب، وضد دعاة الطائفية والفتن؛ لأن الوطن يستحق الحب ورد الجميل والدفاع عنه؛ فهو المجد والتاريخ والعزة والحاضر والمستقبل، فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.