اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس أن «الوقت حان» لإنهاء المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، فيما يعود وزراء خارجية الدول الكبرى إلى فيينا قبل انتهاء المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق يوم غد الثلاثاء. وأكد كيري في تصريحات للصحافيين في فيينا أنه بعد نحو عامين من المفاوضات، وفي اليوم التاسع من أحدث جولة من المحادثات، «فقد تم إحراز تقدم حقيقي». ولكن وبعد ثلاثة اجتماعات منفردة أمس مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حذّر كيري من أن مصير المفاوضات لا يزال غير معروف «ومفتوح على كل الاحتمالات». ومن المقرر أن يعود وزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وروسياوبريطانيا إلى العاصمة النمساوية في وقت لاحق أمس، فيما يتوقع وصول نظيرهم الصيني اليوم. وقال الوزير الأمريكي «خلال الأيام القليلة الماضية أحرزنا في الواقع تقدماً حقيقياً، ولكنني أريد أن أكون واضحاً تماماً مع الجميع، إننا لم نصل بعد إلى المرحلة التي نريدها بشأن عديد من أصعب القضايا». وأضاف «إذا تمكنا من الاتفاق على خيارات صعبة خلال اليومين المقبلين وبسرعة، فقد نتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع. ولكن إذا لم يحدث ذلك فلن نتوصل إلى اتفاق. ولذلك فإن فرقنا ستعمل بجد كبير خلال الساعات والأيام المقبلة، وسنبذل أقصى جهودنا». وتسعى مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا) إلى التوصل إلى اتفاق يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية مقابل رفع مجموعة من العقوبات المفروضة عليها. من جهته قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أمس إن الوقت قد حان الآن كي تقرر إيران ما إذا كانت ستقدم تعهدات بشأن القضايا مثار الخلاف في المحادثات النووية مع القوى الكبرى. وأضاف فابيوس «نحن على بعد 72 ساعة من اللحظة التي يفترض فيها أن تنتهي (هذه المفاوضات).» وقال «المسألة الأساسية هي أن نرى ما إذا كانت إيران ستقبل بتقديم تعهدات واضحة بشأن المسائل التي لم يتم توضيحها. نأمل ذلك.» وتابع «يجب توضيح كل شيء وموقف فرنسا ثابت دائماً وهو الحزم البناء.» وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عند وصولها إلى فيينا بعد ظهر أمس، أن اتفاقاً حول الملف النووي الإيراني «وشيك جداً». وقالت موغيريني «لقد آن الأوان، نحن قريبون جداً من اتفاق» قبل أن تدخل قصر كوبورغ، حيث تستمر المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى حول الملف النووي الإيراني منذ تسعة أيام. وأشار دبلوماسيون إلى أنه فيما يتعلق بمسألة العقوبات، إحدى أكثر القضايا الشائكة، ظهرت مؤشرات على بدء نوع من التفاهم بالظهور أقله بين الخبراء. وأكد مسؤول إيراني «لا تزال هناك خلافات»، كما قال دبلوماسي غربي «ليس هناك اتفاق» حتى الآن فيما يتعلق بمسألة العقوبات التي تفرضها الأممالمتحدة بعكس تلك الأمريكية والأوروبية. ومن شأن اتفاق نهائي بين إيران ومجموعة 5+1 أن ينهي أزمة تعود إلى العام 2002 حين تم الكشف عن وجود منشآت نووية إيرانية غير معلنة.