أكد القيادي بالحراك الجنوبي في اليمن ورئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي “تاج” صالح اليافعي في حوار خاص ل “الشرق” أن موقف الحراك من الانتخابات الرئاسية المبكرة، والتي تجري اليوم، سيصل إلى حدّ تعطيلها ولو بالقوة. وصف اليافعي الانتخابات بالاستفتاء كونها تفتقر إلى معايير وقواعد الانتخاب، عكس ما يرى البعض من أنها تحقق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وقال إن مشكلة اليمن في الجنوب لا تكمن في تسمية رئيس أو حكومة أو قيادات من أبناء الجنوب، معتبرا الوحدة الشعبية أهم وأسمى من الوحدة السياسية بين اليمنين، فإلى نص الحوار: - هناك دعوات لمقاطعة ومنع الانتخابات الرئاسية في اليمن، فما موقفكم؟ - هناك إجماع جنوبي على رفض هذه الانتخابات، والحراك الجنوبي حدّد موقفه مبكراً برفضها ومنع إجرائها في الجنوب، لأن من قواعد الانتخاب الديموقراطي التنافس بين عدة مرشحين، أما ما يحدث الآن فهو استفتاء. - هل تقصد أنكم ستمنعون الانتخابات بالقوة في الجنوب؟ - سنمنعها بالقوة حين تستطيع القوة منعها، وبالتعطيل والمقاطعة حينما لا يمكننا اللجوء للقوة، تلك هي رؤيتنا نحن في التجمع الديمقراطي الجنوبي “تاج – فرع الجنوب”. - بعد الانتخابات سيكون رئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء السياديون جنوبيون، وهناك أنباء عن تسلم ضابط جنوبي لقيادة القوات الجوية وآخر للحرس الجمهوري، فماذا بقي للجنوبيين من عذر، ومن الذي يحتلهم؟ - هذا فكر ضيق ورؤية ناقصة لقضية الجنوب التي يتم اختزالها في شخص رئيس ووزراء وقيادات جنوبيين، قضيتنا هي استعادة الشعب والأرض والهوية، ومشكلتنا ليست مع عبدربه منصور أو رئيس الحكومة سالم باسندوة، مشكلتنا فيمن احتل أرضنا وشرد الشعب ولا يزال يقتلهم. - ألا يعتبر حصول الجنوبيين على منصب رئيس جمهورية جزءا من حل القضية؟ - هدفنا استعادة دولتنا ودحر الاحتلال، سواءً كان عبدربه رئيسا أو غيره، نحن لا نبحث عن مناصب، فنحن من ضحّى من أجل الوحدة وتنازل عن أي ضمانات دولية، ولكن الوحدة السياسية تحوّلت إلى احتلال في حرب 1994 باعتراف جميع الأطراف اليمنية، وحل الاحتلال هو الاستقلال وليس كرسي رئاسة، وليعلم اليمنيون أن الوحدة الشعبية والتعايش أهم من الوحدة السياسية. - ما هي علاقتكم بالحوثيين، وما قيل عن تحالف حراكي حوثي؟ وماذا عن خلافاتكم مع إيران؟ - لا علاقة لنا بالحوثيين فهم قضيتهم سياسية ونحن قضيتنا سيادية، ولم تكن لنا علاقة بإيران حتى نختلف معهم. - هل خلافكم مع الرئيس الجنوبي السابق علي البيض بسبب علاقته السرية مع إيران أم لأنه انفرد بقرار الوحدة؟ - البيض نفى أن يكون له أي علاقة مع إيران، وهي لم تعترف بالجنوب كدولة حتى نقول بارتمائه في أحضانها، ونحن نرحب بالدعم الإيراني سياسيا لقضيتنا في المحافل الدولية وبأي طرف عالمي يساعدنا في قضيتنا، وإن كان الإيرانيون أنفسهم بحاجة لمن يساندهم. - وماذا عن أنباء المد الشيعي في الجنوب؟ - يبدو أن الكثير يجهلون تاريخ الجنوب، في نهاية القرن الماضي كان هناك صراع بين الفكر الاشتراكي الشيوعي وشعب الجنوب، وخلال 23 سنة ظلت البيئة الجنوبية رافضة لهذه الأفكار حتى قضينا عليها بأيدٍ جنوبية بعد أن قدمنا آلاف الشهداء، فكيف لنا أن نقبل مدّاً لأفكار لا تنسجم أصلا مع البيئة في الأرض؟ علما بأننا شوافع سنّة بنسبة 100% ولكن لسنا طائفيين أو دمويين ضد الأقليات. - لماذا يرفض كثير من الجنوبيين مخاطبة البيض برئيس الجنوب الشرعي، أليس هو آخر رئيس للجنوب؟ - البيض رمز من رموز الجنوب، وصفة الرئاسة شرفية، ولا يمكن القول إن لنا رئيسا شرعيا فلا شرعية في ظل احتلال، بالنسبة لكونه آخر رئيس للجنوب قبل الوحدة فهذا غير صحيح، فآخر رئيس كان المهندس رئيس مجلس الشعب الأعلى حيدر العطاس، ولكن بسبب الحكم الشمولي كان أمين عام الحزب هو السلطة الأعلى، وعلى افتراض أن البعض يصر على كون البيض الرئيس الشرعي، فهذا يعتبر إدانة له فهو من ورّط الجنوب بالوحدة بقرار انفرادي. - ألم يعلن البيض فكّ الارتباط عن الشمال في 21 مايو 1994 بصفته رئيس جمهورية؟ - مجلس الرئاسة المكون من خمسة أشخاص هو صاحب القرار، والبيض كان رئيسا للمجلس ولكن القرار صدر عن المجلس، وإذا قبلنا بهذه المشروعية فينبغي قبولنا بإعادة كل أعضاء المجلس، ولا يُعقَل أن يناضل الشعب الجنوبي سلميا لسنوات من أجل إعادة مشروعية لهؤلاء، لذا لابد أن يتفهم البيض الوضع ويقدم مصلحة الجنوب على مصالحه الشخصية، وليكن جزءا من جهود الحراك الجنوبي.