أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن طاعة ولي الأمر أمانة، وله السمع والطاعة له في المعروف والتعاون معه، فيما ينفع الأمة ويوحد صفها ويعلي شأنها، أما الخارجون عن طاعة ولي الأمر أو الذين يخالفونه في تنفيذ أمره فهؤلاء خونة لدينهم وأمتهم. وأضاف في خطبة الجمعة من جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أمس إن الإسلام حذَّر من الخيانة، فهي ليست من كمال الإيمان، وفي حديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له. وحقيقة الخيانة هو الإخلال بالواجب والسعي في نقض المواثيق بالسر فإن هذا منافٍ لكمال الإيمان ومن أخلاق المنافق وليست من أخلاق المسلمين، وقد تواردت النصوص من الكتاب والسنَّة في تحريم الخيانة وذم المتخلق بها فأخبرنا جلّ وعلى أولاً أنه لا يحب الخائنين قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ). وأردف ومن أنواع الخيانة خيانة الأمة، فإنها من أعظم أنواع الخيانة، وذلك بالتعرض لما يضرها والسعي للتفريق في قضايا الأمة الكبيرة أو أن تكون من الأعداء ضد أمتك فيما يفرق شملهم ويشتت كلمتهم ويؤلب جمعهم ويذهب قوتهم فهذه خيانة، والخائن لأمته هم الذين يقفون مع أعداء الأمة، يظهرون في الظاهر أنهم معهم وهم بالباطن خونة يساندون الأعداء. وقال: ومن أنواع الخيانة خيانة الأوطان وتخريبها وتدميرها والإخلال بأمنها والتعاون مع الأعداء، وعلينا أن نكون عيوناً ساهرة ضد من يخرِّب وطن المسلمين والسعي إلى الشر فيه أو زعزعة أمنه. وكذلك فإن تهريب المخدرات ونشرها بين الناس وترويجها بين الناس خيانة أيضاً للدين والوطن والأمانة فهي شر وبلاء عظيم. وأضاف المفتي: ومن أنواع الخيانة أن تخون المشاريع العامة التي وكل إليك تنفيذها فتخونها ولا تؤدي الواجب بل تنفذ تنفيذاً سيئاً. ومن الخيانة خيانة تجار المسلمين، فالتجار المسلمون يجب عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يتقوا الله ويبتعدوا عن الغش والخيانة، فمن خيانتهم احتكار الأموال والتربص حتى يبيعوها بأعلى الأسعار، ومن الخيانة في التعاملات أن تباع سلع قد انتهت صلاحيتها وأصبح لا فائد فيها، وغير ذلك كثير من أنواع الخيانة وكلها شر.