أصدرت كبرى فصائل الجبهة الجنوبية متمثلة ب «جيش اليرموك والجيش الأول والفيلق الأول، وفرقة فلوجة حوران ولواء التوحيد» بيانا مساء الإثنين رفضت فيه أي تعاون مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الشام، كما جاء في البيان قطع العلاقات مع أي تنظيم تكفيري يحمل فكرًا غريباً عن أهداف الثورة السورية. ونص البيان على أن الممثل الوحيد للثورة السورية في جنوبسوريا هي الجبهة الجنوبية التي ينضوي تحت رايتها الجيش الحر. ولم تصدر «جبهة النصرة» أي تعليق رسمي على بيان الفصائل. وقال الناطق باسم الجبهة الجنوبية محمد الحوراني ل «الشرق»: إن قرار ثوار الجنوب السوري جاء ردا على ممارسات «النصرة» واستفزازاتها لفصائل الجبهة الجنوبية التي منعتها من المشاركة في المعارك الأخيرة، في بصرى الشام ومعبر نصيب الحدودي مع الأردن. حيث قامت النصرة باختطاف سائقين لبنانيين ونشرت حالة من الفوضى في المعبر، كما أنها قامت بالسطو على غنائم اللواء 38 عقب سيطرة «الحر» عليه، إلى جانب اعتقال قائد المجلس العسكري العقيد أحمد فهد النعمة منذ مايو من العام الماضي. ونقل الحوراني عن بشار الزعبي القائد العام لجيش اليرموك أكبر وأهم الفصائل العسكرية في الجبهة الجنوبية «أن النصرة أقدمت على اعتقال أحد عناصر لواء التوحيد في درعا البلد بتهمة مبايعته تنظيم «داعش» التهمة التي أصبحت النصرة تروج لها في الآونة الأخيرة لكل شخص أرادت أن تعتقله، وبهذا تكون النصرة تجاوزت محكمة دار العدل التي اتفقت عليها كل حوران وتنضوي تحتها كافة الفصائل العسكرية». وأكد الزعبي أنه: «ليس إعلان حرب، إنما قد تؤدي مقاطعة هذه الفصائل ذات الفكر المتطرف، إلى إضعافها وإنهائها ثم أننا نطمح إلى أن يتخلى أبناؤنا المتطوعون ضمن هذه الفصائل عنها بتركهم والانضمام إلى أهلهم وإخوانهم في الجيش الحر الذي أسس الكفاح المسلح ضد هذا النظام ولم ينحرف بمثل هذه الأفكار التكفيرية. وتوقع الزعبي «أن تظهر نتائج هذه المقاطعة سريعاً إذا التزمت بها الفصائل العسكرية التي ستحدد وجود هذه الفصائل من عدمها». ونقل الحوراني عن القائد العام في ألوية سيف الشام أبو صلاح الشامي، قوله إن قرار وقف التعاون مع جبهة النصرة أو أي فصيل يحمل فكرًا متطرفًا، هو قرار وطني سوري ثوري لا يمت بصلة لأي رغبة خارجية. وأن جبهة النصرة وتنظيم داعش وجهان لعملة واحدة، وأحد أسباب بقاء النظام، وأكثر من أساء للثورة أمام الرأي العام، مستنكراً تسهيل جبهة النصرة لداعش التسلل إلى مخيم اليرموك بجنوبدمشق والتنكيل بأهله. وأضاف الشامي: «لا نريد أي تكفيري فوق التراب السورية، وليذهب جميع التكفيرين إلى خارج حددونا من حيث جاءوا، فهم يتآمرون على شعبنا، لافتاً إلى أن الثورة قامت من أجل بناء دولة الحرية والمساواة والعدالة ورفع الظلم عن الشعب، وليس من أجل بناء دولة القاعدة أو تكفير الناس».