أطلق مقاتلو المعارضة، الذين يحظون بدعم من الغرب في جنوب غربي سورية، هذا الأسبوع تصريحات معادية لتنظيم "القاعدة"، فيما يمثل مؤشرا على احتكاك بين الجانبين قد يؤدي إلى تجدد الاشتباكات بين خصوم بشار الأسد. ويعد جنوب غربي البلاد المكان الوحيد في سورية الذي تتمتع فيه المعارضة بوجود قوي. وبعد مرور أربع سنوات على تفجر الحرب الأهلية، أصبحت معظم الأراضي السورية تحت سيطرة القوات الحكومية أو الجماعتين المتشددتين الرئيستين "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) في الشرق و"جبهة النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة" في سورية في الشمال الغربي. وتعارض الدول الغربية ودول عربية الأسد والمتشددين على حد سواء. وتقول واشنطن التي تقود حملة دولية لشن ضربات جوية على مقاتلي "داعش"، إن استراتيجيتها تقوم على دعم ما تصفهم بالمقاتلين "المعتدلين". وعلى رغم أن المعارضة "المعتدلة" المدعومة من الغرب تسيطر على مساحات قليلة من الأرض بالمقارنة مع الجماعات المتشددة، فإن تحالفا يعرف باسم الجبهة الجنوبية يسيطر على منطقة مهمة قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل. واستولى هذا التحالف على معبر حدودي ومدينة كانت خاضعة لسيطرة القوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة بعد صد هجوم حكومي. وفي الجنوب تنشط أيضا "جبهة النصرة" التي سحقت المقاتلين المدعومين من الغرب في الشمال، وانضمت في بعض الأحيان لجماعات تنضوي تحت لواء الجبهة الجنوبية في مقاتلة القوات الحكومية. غير أن جماعات الجبهة الجنوبية أصدرت هذا الأسبوع بيانا يدين فكر "جبهة النصرة" ويرفض أي تعاون معها. وقال رئيس جماعة "جيش اليرموك" بشار الزعبي "علينا أن نعلن موقفنا واضحا فلا جبهة النصرة ولا أي شي آخر بهذا الفكر يمثلنا." وفي إشارة إلى زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري قال "لا يمكننا الانتقال من حكم الأسد إلى الظواهري والنصرة." وقال رئيس الهيئة السورية للإعلام أبو المجد الزعبي المرتبطة ب "الجبهة الجنوبية" إن الهدف هو "جبهة النصرة". وأضاف أن "الباب مفتوح لهروب مقاتلي جبهة النصرة للانضمام إلى فصائل الجبهة الجنوبية. نحن لا ندعو للمواجهة، لكن الجبهة الجنوبية أقوى." ويبدو أن الدافع وراء البيان هو حوادث من بينها محاولة من جانب "النصرة" للقبض على قائد ب "الجبهة الجنوبية" والتوتر بين الجانبين عند معبر نصيب مع الأردن. وتم الاستيلاء على المعبر من القوات الحكومية في أول نيسان (أبريل) وأعلن كل من "الجبهة الجنوبية" و"جبهة النصرة" أنه لعب الدور الحاسم في السيطرة عليه. وتضم "الجبهة الجنوبية" جماعات أقوى من المتشددين في المنطقة وفق تقديرات عدة من بينها تقدير لمسؤول بالمخابرات الاميركية. غير أن "النصرة" ما زالت تتمتع بحضور كبير وربما تتطلع أيضا "داعش" للتوسع في المنطقة. وفي الأيام الأخيرة شن مقاتلو "الدولة الاسلامية" هجوما على قاعدة جوية في محافظة السويداء في إطار نمط من الهجمات يتجاوز معاقلها الشرقية. وصد الجيش السوري هذا الهجوم. وقال بشار الزعبي إن الهجوم يمثل محاولة من جانب التنظيم لاعلان وصوله الى المنطقة، وإن من الضروري تقديم المزيد من الدعم الدولي لل "جبهة الجنوبية" لدرء خطر المتشددين.