يقتدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إدارته للحكم بوالده الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه – فهو يقول عنه «في شباب الملك عبدالعزيز دروس ومواقف تستحق التأمل والاقتداء»، ويؤكد سلمان بن عبدالعزيز في أكثر من مرة أن «حكومة المملكة ليس بينها وبين شعبها الوفي أي حواجز»، ويقول دوماً «إنَّ الدولة دأبت منذ عهد الملك المؤسس- رحمه الله- على سياسة الباب المفتوح، وسار عليها أبناؤه من بعده، كمظهر من مظاهر الحكم في المملكة». ويتفق جميع السعوديين على أن شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز تتسم بصفات سياسية وتاريخية وثقافية وإدارية وإنسانية متعددة عرفوها عنه عن قرب خلال عدة عقود، ومن بين هذه الصفات: الحزم، والفراسة، والفطنة والحضور الذهني والحكمة والمتابعة الدقيقة لكل شؤون البلاد، وحرصه الشديد على الاستماع لأصحاب المظالم والشكاوى وتوجيه المسؤولين لمتابعتها. وقد جمع الملك سلمان في تعليمه بين تلقي العلوم الشرعية على أيدي كبار العلماء، والمشايخ، وبين التثقيف الذاتي من خلال القراءة والاطلاع على مختلف جوانب المعرفة، خصوصاً ما يتعلق منها بالعلوم الشرعية والتاريخ والسياسة والأدب، ولما يتمتع به من بُعد سياسي وفكر بنَّاء، فقد كُلِّف بعديد من القضايا المهمة داخلياً وخارجياً، واستطاع أن يحصل على لقب «رجل المهمات الصعبة». كما ساهمت ثقافته وحبه للقراءة – التاريخ خصوصاً- في عنايته بالتراث، وإدراكه قيمه وفوائده، واختلاف مناهج التعاطي معه، وأثره في بقية الجوانب الحضرية الثقافية والاجتماعية. وعرف عنه الانضباطية في العمل وتقديره الفائق للوقت، فهما من السمات التي يتمتع بها الملك سلمان، حيث إنه حريص جداً على الالتزام بأوقات العمل، والجد والتفاني والإخلاص في الأداء، والكل يشهد له بذلك، حيث يصل مكتبه في العمل غالباً قبل موظفيه.