المتمعن والقارئ في الشأن السعودي عبر تاريخه منذ لحظة توحيده، يلاحظ أموراً جلية مختلفة على الصعيدين الدولي والمحلي، وأهم ما يلاحظ هو انتظام أمر البيعة وسهولة وسلاسة انتقالها من السابق إلى اللاحق.. فما أن يتم إعلان وفاة ملك حتى تتم مبايعة ولي عهده على السمع والطاعة، لنثبت للجميع أننا خلف قيادتنا، ومهما بلغت محاولات التشكيك أو النيل من تلاحمنا ووحدتنا فلن تحقق هذه الحملات مرادها وسيكون مصيرها الفشل.. توفي الرجل التاريخي الملك عبدالله - رحمه الله - بعد أن حقق لنا الكثير في أقل من عشر سنوات، ونقلنا إلى مصاف الدول المتقدمة علمياً واقتصادياً وحضارياً.. ثم سلّم الراية إلى خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - حيث بايعه الشعب ملكاً وقائداً لنا على السمع والطاعة.. بايعنا سلمان الوفاء، سلمان الحكمة، سلمان الحب.. ليقود سفينتنا ويعبر بها إلى بر الأمان في وقتٍ العالم كله يموج بمشاكل واضطرابات لا تعد ولا تحصى.. ولكننا بفضل الله ثم بحكمة وحنكة ولاتنا لم نشعر بشيء من ذلك إطلاقاً، فنحن نعيش في أمن وأمان ورغد من العيش.. نسأل الله أن يديمها.. يتفق جميع السعوديين على أن شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز تتسم بصفات سياسية وتاريخية وثقافية وإدارية وإنسانية متعددة عرفوها عنه عن قرب خلال عدة عقود، من بينها: الحزم، والفراسة، والفطنة، والحضور الذهني، والحكمة، والمتابعة الدقيقة لكل شؤون البلاد، وحرصه الشديد على الاستماع لأصحاب المظالم والشكاوى وتوجيه المسؤولين لمتابعتها. ومما لاشك فيه أن هذه المرحلة ستكون مرحلة جديدة من مراحل التنمية السعودية الشاملة، ومحطة عظيمة من محطات البناء، ونقطة انطلاق نحو العالم الأول في ظل المعطيات والإمكانات البشرية المتوفرة والموارد المختلفة، إضافة للفكر وسعة الأفق والقدرة المميزة لدى مليكنا المحبوب. والمتأمل في القرارات الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - يدرك حرصه على بعث الثقة في الشباب والتعويل عليهم، مما يعني وجود رغبة جادة في تطوير البلاد ومواجهة كافة التحديات بالسرعة اللازمة.. وقبل ذلك السعي الجاد في اتخاذ القرارات للمصلحة العامة دون تأخير أو تردّد.. ولذلك يطلق البعض على هذه المرحلة "العصر الذهبي" لثقتهم في قدرة ولاتنا ومسؤولينا، وقبل كل ذلك التفاف مواطنينا حول قيادتهم، لنسير في طريقنا الذي رسمه لنا ولاتنا منذ توحيد هذه البلاد على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وحتى هذا العهد الذهبي عهد سلمان.. إننا اليوم نهنئ أنفسنا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونبايعه من قلب خالص على السمع والطاعة، وندعو له بالتوفيق هو وسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. أسأل الله أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يوفق قيادتنا ومسؤولينا ومواطنينا لما فيه خير هذه البلاد.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..