عُرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- الكثير من الخصال الفريدة منها على سبيل المثال لا الحصر: أنه قارئ للتاريخ ومتابع بشكل مذهل لكل ما يُكتب عن تاريخ المملكة والجزيرة العربية بالخصوص، والتاريخ بشكل عام. فقد ذكر الشيخ عبد الرحمن الملا- منذ أكثر من سنتين تقريبا- في محاضرة له في النادي الأدبي بالدمام عن أن خادم الحرمين الشريفين- الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان وليا للعهد- أذهله بسعة اطلاعه في الجانب الثقافي والعلمي، وبالخصوص في الجانب التاريخي. فقد كان- حفظه الله- له مجلسان أسبوعيا: مجلس يستقبل به عموم الناس والزوار، ومجلس للمثقفين وأصحاب الفكر والأدب. ويذكر الشيخ عبد الرحمن الملا حادثة أذهلته وبيّنت عمق ثقافة الملك سلمان بن عبد العزيز في التاريخ، وكيف أنه- اي الشيخ الملا- عندما كان يعدّ كتابه «تاريخ هجر» أخذه حمد العبيكان لزيارته ووجد الأمير سلمان آن ذاك، يناقشه في الكثير مما ورد في الكتاب، مع ضيق وقته واتساع مهامه وكيف أنه كان قد قرأ ما كتبه الشيخ الملا مع علمه- أي الشيخ الملا- أن 80% من المثقفين لم يقرؤوه!! ويضيف الشيخ الملا قائلا: «كان مستمعا لكل ما يُطرح وإن اختلف معك في مسألة علمية، كان يقول رأيه بإنسانية ولا يفرضه عليك»، وحينما سأله كيف يجد الوقت- برغم كثرة مشاغله كرجل دولة- قال: «أنا لا أفوت وقتاً- حتى وأنا قادم إليكم كنت أقرأ موضوعا». إضافة إلى ذلك، عندما كان الشيخ عبد الله بن إدريس مشرفا على مجلة «اليمامة»، كثيرا ما اتصل عليه يسأله عن بعض الأمور العلمية، ويذكر الشيخ ابن إدريس أنه مرة اتصل عليه وهو في الطائرة ليناقشه في قضية ثقافية، فقد عُرف بحواراته ومناقشاته العميقة مع أهل الفكر والأدب والتاريخ التي كثيرا ما كانت محل إعجاب شديد لكل من التقى به- حفظه الله-. وهذا ما كان ليتحقق لولا توفيق الله، ومن ثم احترامه للوقت بشكل أذهل كل مَن التقى به. ومَن يعرف سلمان بن عبد العزيز عن قرب لا يستغرب ذلك، خصوصا أنه عُرف عنه منذ صدور الأمر السامي بتعيينه أميرا لمنطقة الرياض، أنه كان يحضر قبل جميع موظفي الإمارة، ليقدم لهم نموذجا وأسوة عملية في احترام العمل والوقت وخدمة الوطن والمواطنين. بل أكثر من هذا، حينما كان صبيا، يذكر أنه كان مواظبا على درس القرآن الكريم حتى حفظه على يد الشيخ عبد الرزاق القشعمي والد الباحث المعروف محمد بن عبد الرزاق القشعمي. وهذا الأمر لا يُستغرب على أبناء موحّد هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز- رحمه الله-، فسلمان بن عبدالعزيز تربّى وترعرع في كنف رجل عظيم اسمه عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس وموحّد المملكة العربية السعودية، فلا عجب أن يكون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز صفات وخصال فذة تحدّث عنها القاصي والداني. الملك سلمان يستثمر جل وقته في خدمة دينه ووطنه، منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض إلى أن حمل مسؤولية قيادة وطن الأمن والرخاء. لهذا واجب علينا- نحن أمراء ووزراء ومسؤولين في الدولة وموظفين ومواطنين- أن نقتدي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان- حفظه الله-، في مخافته لله عز وجل، ومن ثم احترامه لوقته ومحافظته على أمن ورخاء ووحدة هذا الوطن، سائرا على خطى مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز- رحمه الله-. لهذا أتمنى من كل السعوديين أن يضبطوا ساعاتهم على ساعة سلمان بن عبد العزيز. * إعلامي متخصص بالشأن الثقافي