يقتدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في إدارته للحكم بوالده الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه»، فهو يقول عنه «في شباب الملك عبدالعزيز دروس ومواقف تستحق التأمل والاقتداء»، ويؤكد سلمان بن عبدالعزيز في أكثر من مرة أن «حكومة المملكة ليس بينها وبين شعبها الوفي أي حواجز»، ويقول دوما «إنَّ الدولة دأبت منذ عهد الملك المؤسس- رحمه الله- على سياسة الباب المفتوح، وسار عليها أبناؤه من بعده، كمظهر من مظاهر الحكم في المملكة». ويتفق جميع السعوديين على ان شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز تتسم بصفات سياسية وتاريخية وثقافية وإدارية وإنسانية متعددة عرفوها عنه عن قرب خلال عدة عقود، ومن بين هذه الصفات: الحزم، والفراسة، والفطنة والحضور الذهني والحكمة والمتابعة الدقيقة لكل شؤون البلاد، وحرصه الشديد على الاستماع لأصحاب المظالم والشكاوى وتوجيه المسؤولين لمتابعتها. وقد جمع الملك سلمان في تعليمه بين تلقي العلوم الشرعية على أيدي كبار العلماء، والمشايخ وبين التثقيف الذاتي من خلال القراءة والاطلاع على مختلف جوانب المعرفة، خصوصا ما يتعلق منها بالعلوم الشرعية والتاريخ والسياسة والأدب ولما يتمتع به من بعد سياسي وفكر بناء، فقد كلف بالعديد من القضايا المهمة داخلياً وخارجياً، واستطاع أن يحصل على لقب «رجل المهمات الصعبة». كما أسهمت ثقافته وحبه للقراءة- التاريخ خصوصاً- في عنايته بالتراث، وإدراكه قيمه وفوائده، واختلاف مناهج التعاطي معه، وأثره في بقية الجوانب الحضرية الثقافية والاجتماعية. الانضباطية في العمل وعرف عنه الانضباطية في العمل وتقديره الفائق للوقت، فهما من السمات التي يتمتع بها الملك سلمان، حيث انه حريص جداً على الالتزام بأوقات العمل، والجد والتفاني والإخلاص في الأداء، والكل يشهد له بذلك حيث يصل مكتبه في العمل غالباً قبل موظفيه. يقول عنه زين العابدين الركابي في كتابه المعنون «سلمان بن عبدالعزيز.. الجانب الآخر»: «كنت أسمع أن موظفي الإمارة يضبطون ساعاتهم على وقت مجيئه إليها، فأحببت أن أزداد استيثاقاً بطريقة ميدانية مباشرة، فذهبت إلى مكتبه مبكراً قبل أن يجيء، فلما أخذ مؤشر الساعة يتجه إلى الوقت المعين، قلت: لعل شيئاً قد أخَّره هذه المرة، ولم يكد هذا الخاطر يجول في الذهن، حتى طلع علينا بادئاً يومه المنتظم.. إن هذا الالتزام الصارم ب (الدوام) -جيئةً وذهاباً- وعلى نحو مطرد على مدار اليوم والأسبوع والشهر والعام، برهان عملي يومي على جعل الوقت (أولوية حضارية).. ويمكن وصفه- على الحقيقة أو المجاز- بأنه (مقاتل دون وقته) أي: انه لا يسمح لأحد بتضييع وقته ولا يجامل أحدا في ذلك قط، وهذا حزم لا يباشره إلا من عظمت في حسه وتفكيره وإرادته (قيمة الوقت)». ويحضر الملك سلمان منذ شبابه الآلاف من المناسبات اما بشكل رسمي كأحد المسؤولين في الدولة، او من الجانب الاجتماعي، حيث يقول في احدى هذه المناسبات «رحم الله من أهدانا عيوبنا»، ويقول ايضا «من يأتني أو يتصل بي أو يكتب إليَّ فأهلا ومرحباً به»، في اشارة واضحة الى ان الجميع تربطهم علاقة اخوة وصداقة معه، ويرغب في ان تتخطى هذه العلاقة الجوانب الرسمية. أما على المستوى العائلي، فيظهر الحزم والحكمة والمودة والرحمة، في تعامل الملك سلمان مع جميع أبناء العائلة وهو بهذا يقتدي بوالده المؤسس- رحمه الله- فقد قال في والده: (الملك عبدالعزيز كان يتفقدنا في الصلاة في الفجر والظهر والعصر والمغرب وكذا العشاء.. لذلك كانت تربيته الحزم مع أبنائه في الأشياء الأساسية المتعلقة بعقيدتهم وصلاتهم، وتهذيب سلوكهم وتعاملهم مع شعبهم، وكان في الوقت نفسه يتعاطف ويتفكه معهم ويرعاهم باستمرار، ويسأل عنهم ويحنو عليهم إذا مرضوا، وعلى الرغم من أن مسؤولياته لا تعطيه الوقت الكافي، إلا أنه كان يرعى أبناءه ويتفقدهم)، وهذا هو المنوال والنهج الذي سار عليه الملك سلمان بن عبدالعزيز في التعامل مع أبنائه. وحين يتحدث الملك سلمان بن عبدالعزيز عن سلوك الملك عبدالعزيز– رحمه الله- مع أبنائه، فإنه يقتدي بوالده في هذه الخاصية، ويطبق ما يخبر به؛ فهو يحرص على أن يتناول أبناؤه معه الغداء في كل يوم وهذا (الاجتماع اليومي المنتظم) هو من أقوى الروابط الأسرية في البيت كما يقول علماء التربية والاجتماع، ويتابع أبناءه في الدراسة والتعليم، ويقترح عليهم من باب الترشيح أن يطلعوا على كتب معينة ولكن دون إملاء أو إلزام. مرجعية سياسية وتاريخية ويُعدّ سلمان بن عبدالعزيز أحد أهم أعمدة وأركان الحكم في المملكة العربية السعودية منذ وقت مبكر، وأمين سر العائلة المالكة، والمستشار الخاص لملوك المملكة، وذلك لما عُرف عنه من حكمة ومعرفة وسعةِ اطلاعٍ وقدرة في المحاورة والاستماع، ومعرفته الدقيقة بمجتمعه، ومؤسسات بلاده. فالسنوات العديدة التي قضاها أميرًا لمنطقة الرياض، إضافة إلى مركزه الرئيس في مفاصل الدولة وشؤون الحكم، ونظرًا لمكانته لدى الملوك والأمراء والمسؤولين في الدولة- كل ذلك- جعل منه مرجعية سياسية وتاريخية وإعلامية وإدارية يُعتد بها. وقد حباه الله برؤية ثاقبة وقدرة تحليلية، وفراسة فطرية جعلته قادراً على استشراف المستقبل وتوقع مآلاته ونتائجه، فمعرفته الواسعة بالتطورات العالمية والمستجدات السياسية، منحته تلك القدرة على الاستشراف بواقعية قوامها العقل لا العاطفة، لذا كانت القرارات السياسية والتحليلات العلمية التي يقدمها أقرب للواقع وهذا ما جعله (رجل كل المراحل). وعرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سعة الاطلاع وتنوع الخلفية الثقافية والمعرفية لديه، وهي إحدى السمات البارزة في شخصيته، وبفضل ثقافته واحتكاكه بالمثقفين والأدباء والمفكرين تجاوزت شهرته كمفكر المحلية إلى العالمية. صديق الصحفيين والاعلاميين كما عُرف عنه قربه من الإعلاميين عامة، وكُتّاب الرأي خاصة، وتواصله الدائم معهم، واهتمامه بنتاجهم الفكري، ومتابعته لما يكتبون.. بفكر منفتح وقلب كبير يحمل الحب والتقدير حتى مع من يختلف معهم في الكتابة، فهو يرتبط بعلاقة وثيقة بالصحفيين والكتاب السعوديين والعرب، الذين من فرط حبهم وشغفهم بشخصيته أطلقوا عليه «صديق الصحفيين والإعلاميين». ويعتبر العديد من الاعلاميين والمفكرين ان سلمان بن عبدالعزيز يملك قدرات فائقة وطاقات هائلة على المتابعة الدقيقة والقراءة المتفحصة لكافة تفاصيل ما يُنشر في مختلف وسائل الإعلام- وخاصة الصحف المحلية والعربية والقنوات الإخبارية-، رغم المشاغل الضخمة- سواء من قبل في إمارة الرياض أو عقب توليه وزارة الدفاع، ومن بعدها ولاية عهد المملكة. ولا يكتفي سلمان بن عبدالعزيز- في علاقته المميزة بالصحافة والإعلام- بالقراءة والمتابعة، بل يحرص على التواصل الدائم والمستمر مع الصحفيين والكتاب والإعلاميين- سواء السعوديون أم العرب من مختلف الجنسيات-، ويرتبط الكثير منهم بصداقة طيبة معه وذكريات رائعة، كثيراً ما يفتخرون بها عبر مقالاتهم وكتاباتهم. تصف الاميرة حصة بنت سلمان والدها الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنه «قارئ مميز ومتابع دائم لما ينشر في الصحافة من مقالات سياسية وتاريخية، وعلى تواصلٍ مع ما ينشر عبر التعقيب أو الإيضاح». ويعد الملك سلمان رجل إعلام من الطراز الأول، ومتابعاً جيداً لشؤون السياسة والأحداث الدولية؛ فهو يبدأ صباحه بقراءة أهم الصحف العربية والمحلية أثناء ذهابه للعمل، ويتلقى- في نهايته- تقارير مختصرة عن أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية، ويناقش رؤساء التحرير في أبرز ما نشرته صحفهم هذا اليوم، ويوزع عليهم نسخاً منها، في نفس الوقت الذي يتابع فيه الأحداث الآنية على القنوات الإخبارية، ينصح دائماً الوزراء والمسؤولين بتقبل ما تنشره وسائل الإعلام بصدر رحب، بل وشكرها على التنبيه لمواضع الخلل أو التواصل معها- إن كان هناك ما يستوجب تصحيح النظرة أو تعديلها-. متابع دقيق رغم انشغاله وينظر الصحافيون- الذين يلتقون به– بإعجاب الى دقة المعلومات التي لديه، وان اهتمامه بالقراءة والاطلاع لا يتوقف ذلك عند حد المتابعة فقط، بل إنه يعقب على بعض الكتابات بالثناء في بعض الأحيان، أو بالاعتراض ومخالفة الرأي في أحيان أخرى رغم انشغالاته الكبيرة. يقول الملك سلمان بن عبدالعزيز في احد تصريحاته «أنا أُجلّ وأحترم صحفيي بلادي وصحفيي دول الخليج وصحفيي الدول العربية بصفة عامة، وأكن لهم كل الاحترام، وفي نفس الوقت، أشجعهم وألومهم، إذا أحسنوا شجعت، وإن اعتقدت أنهم أساءوا لُمت، ولكن- والحمد لله- أجد منهم دائماً التجاوب؛ لأن حسن النية موجودة بيني وبينهم، ولأن الثقة- ولله الحمد- موجودة». ويعلق الكاتب الكويتي سعد بن طفلة في حديثه لإحدى الإذاعات عن قرب سلمان بن عبدالعزيز من الإعلاميين: «كان يتصل بي شخصياً، إما مشيداً أو مصححاً لمعلومات تناولتها في إحدى مقالاتي». فيما يقول عنه الكاتب جهاد الخازن «لو لم يولد سلمان بن عبدالعزيز أميراً سعودياً، لكان يرأس الآن دار نشر عربية كبرى؛ فالصحافة هوايته الأولى». ويتمتع الملك سلمان بالحنكة والدراية الكافية برعاية المصالح وإنهاء المهام بكل جدارة واقتدار، فهو شخصية قيادية فذة، مشهود له ببُعد النظر والحكمة كما يمتلك خلفية كبيرة عن واقع الحياة الاجتماعية والثقافية في الداخل السعودي، كما يتمتع بذكاء متقد، تتضح ملامحه جلية في سرعة البديهة وقوة الذاكرة واسترجاع الماضي. حسن الاصغاء للناس ويؤكد العديد ممن التقوا بسلمان بن عبدالعزيز، أن من أهم مزاياه دقة الملاحظة، والذاكرة القوية، والعلاقة الودية مع كل من عمل في معيته، وأنه منظم في وقته، ويملك مقدرة عجيبة في التعامل مع الناس على اختلاف مستوياتهم وثقافاتهم، يتضح ذلك من حرصه على مناقشة أصحاب المشكلات والمطالب الذين يلتقيهم في مجالسه الأسبوعية أو في المناسبات العامة، حيث يحرص على الإصغاء لمقدم الشكوى وتدوين الملاحظات مما يسمع، ودائماً ما يؤكد أنه مسؤول ويعمل بحدود واجبه وإمكانياته وأنه لا يُشكر على عمل يقوم به، ويؤكد أن: «الشكر لله أولاً، والشكر لي يأتي في كل عمل صالح وخير في هذه البلاد»، ويؤكد الملك سلمان بن عبدالعزيز على اهمية كل مواطن في استقرار البلاد، بقوله «إن أبناء هذا الوطن هم درعٌ لبلدنا من كل شر ونسعى للخير والاستقرار للجميع». يقول زين العابدين الركابي في كتابه عن سلمان بن عبدالعزيز «إذا تحدَّثت مع سلمان بن عبدالعزيز في موضوعٍ ما، فلا تكاد تنطق بالعبارة الأولى، حتى يدرك ما تريد ويستفيض فيه، وكأنه قد أعدَّ العدة له من قبل سواء أكان الموضوع سياسياً أم اجتماعيا أم إعلاميا أم ثقافيا.. فأول الكلام لدى المصغي الذكي قدح لذهنه ومفتاح يستدعي مخزونه المكنون فالسرعة الفائقة في الجواب أو التعليق تختصر المقدمات وتختزل الوقت وتقطع حبال التكرار ومسلسل الحشو الذي يضيع الوقت ويهدر الطاقة الذهنية دون نفع». وبالرغم من وجود كثيرين يتمتعون بقدرات إدارية وخبرات نظرية وتنظيمية، إلا ان قلة من هؤلاء يتمتع كما بالقيادة الحقة، والقدرة الفائقة على اتخاذ القرار بالتوقيت الملائم والمكان والمناسبة اللازمتن لنجاح القرار. ولذا تجاوزت شهرته المستويين المحلي والإقليمي إلى العالمي فكان يُستقبل استقبال رؤساء الدول متجاوزين البرتوكولات الرسمية تقديراً لأهمية الرجل. عنايته بالتاريخ والتراث ولاقتناعه الراسخ بأهمية التاريخ وضرورة الاستفادة منه -بإحياء واقعه وعبره- رصد جائزة ومنحة للدراسات التاريخية واسم هذه الجائزة الرسمي هو (جائزة ومنحة سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية).. وهي جوائز متعددة في حقيقة الأمر: جائزة المقالة العلمية (في التاريخ) وجائزة أفضل رسالة دكتوراه ومنحة الدراسات والبحوث. وأقام الملك سلمان أثناء توليه إمارة الرياض مشروعات نوعية مخصصة للعناية بالتراث العمراني، ومشروعات حضرية في مختلف قطاعات التطوير الحضري لا تخلو من عناية بالتراث العمراني والقيم الثقافية لمجتمع المدينة، وعلى مدار العام تتواصل الفعاليات والمناسبات الثقافية والتراثية، وهذا الحضور البارز لتراث المدينة العمراني لا يقتصر على المنشآت الثقافية والعامة وبرامج المؤسسات العاملة في المدينة؛ وإنما أصبح ذوقاً عاماً يتسابق سكان المدينة إلى الإفادة منه والتعبير عن هويتهم الثقافية عبر صيغ متعددة من الاقتباسات الذكية في تصميم المساكن الخاصة، والمباني التجارية، والمطاعم ومرافق الترفيه. وبما ان قضية السكن تتصدر اهم مطالب السعوديين، فقد طالب الملك سلمان بن عبدالعزيز المواطنين في وقت سابق بتجنب الإحباط أمام قضايا السكن والخدمات الأخرى، مؤكداً أن الدولة تجتهد دون كلل في تحقيق رفاهية المواطنين وتتلمس مواطن القصور في قضايا الإسكان وتوفير فرص العمل والرعاية الصحية وجودة التعليم وكفاءة عمل الأجهزة الخدمية، ويجب منحها الوقت والفرصة لتحقيق ذلك. وفور توليه مقاليد الحكم في البلاد وحرصاً منا على أهمية توفير السكن للمواطنين، وإضافة لما سبق من أوامر بهذا الخصوص وإسهاماً في سرعة استفادة المواطنين من مخططات المنح في مناطق المملكة، امر باعتماد 20 مليار ريال لتنفيذ خدمات الكهرباء والمياه. سلمان.. ملك الوفاء لم يقتصر وفاء سلمان بن عبدالعزيز على إخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله وجميع أفراد الأسرة المالكة، بل تخطاه إلى أبناء شعبه ومجتمعه، فها هو يقدِّر الكبير ويزور المريض ويشارك في الأفراح ويعزي في الأتراح ويسأل عن الغائب ونادرا ما يخلو حديث سلمان، أو خطاب من خطبه، عن قيمة الوفاء، أو التذكير به ومن شدة وفائه وقربه من الناس تجد أن كل من عرفه، يعتقد أنه هو الأقرب الى سلمان. وتعددت الاراء والتوجهات حيال الشخصية القيادية للملك سلمان بن عبدالعزيز، باخلاقه الكريمة وصفاته وخصاله الحميدة، فهو رجل الوفاء والصدق والشفقة على الضعيف ومؤازرته ونصرة المظلوم.. والعدل بين الناس القريب من شعبه والتواضع، ورجل الدولة الحكيم والسياسي المحنك صاحب الخبرة والتجارب الطويلة والانجازات العظيمة، وصمام الامان والاستقرار للمملكة. وأجمع الكتاب والمحللون والمراقبون سواء السعوديون او العرب على ان الملك سلمان رجل دولة من طراز رفيع وسياسي محنك يمتلك الشخصية القيادية الآسرة. يقول الكاتب سمير عطا الله «إن الكثيرين في العالم العربي- رسميين وغير رسميين- يعرفون عن الملك سلمان أنه رجل الدولة النادر متعدد الصفات والخبرات والصداقات الرفيعة، سواء في العالم العربي أو على الصعيد العالمي، وأن سلمان عُرف عنه أنه الرجل الصبور والمتبصر الذي يمضي أكثر وقته في القراءة ومتابعة الأحداث العالمية، وأنه على خُلُق كبير، وهو ما يُعرف عنه في جميع الأوساط الشعبية والرسمية». ويصف الدكتور حسن أبو طالب، الخبير الاستراتيجي بمركز دراسات الأهرام، الملك سلمان بأنه أحد الذين يوصفون بأنهم يراعون التغيرات الإقليمية في المنطقة، مع مراعاة المصلحة العليا للمملكة، وهاتان سمتان لازمتان له، وهو ما يعد من أبرز الصفات التي يتم اختيار القيادات على أساسها في هذه المرحلة، كما أنه معروف بحرصه الشديد على المملكة، فضلاً عن أنه مُجدد، لكنه غير مغامر في اتخاذ القرارات، بمعنى أنه متابع جيد للتطورات والأحداث الجارية. ويقول عنه الكاتب المصري أسامة سرايا «انه شخصية محبوبة لدى الجميع، وهو صمام من صمامات الأمان في السعودية، مؤكداً أنه ومن واقع خبرته ومعرفته بسلمان بن عبدالعزيز عن قرب، يُعد شخصية تتمتع بصفات القيادة والقدرة على حل المشاكل واتخاذ القرار المناسب». صديق الكتاب وتطبع خاصية (الشغف بالمعرفة) و(الحرص على التنوع الثقافي)، حياة الملك سلمان في مقامه وتنقلاته وسفره، يقول الركابي: إنه (صديق الكتاب) وقد جرى بيننا حوار حول مستقبل الكتاب في عصر الفضائيات والإنترنت فقال: (دون تقليل من مكانة وقيمة الفضائيات والإنترنت وما يبتكر بعد ذلك من وسائل فإنني أؤمن بأن (الكتاب) سيظل حامل المعرفة الرصينة والثقافة الراقية، فالكلمة المكتوبة كانت سجل الحضارة والإنسانية، ولا تزال كذلك وستظل كذلك)، وفي الشأن العربي والإسلامي، يحدثك الملك سلمان بن عبدالعزيز عن الحقبة المنصرمة عن الخمسين سنة الماضية، وكأنه يقرأ من كتاب وقد رصد الوقائع بشخصياتها ورموزها وتواريخها رصد المؤرخ المحقق والمثقف الذي يحمل هموم أمته والسياسي المسؤول والشاهد الأمين والمحلل الذي يجمع بين رصد الحالة، وبين تحليلها بعقلانية صارمة، وفي الشأن الدولي، يتحدث بعمقٍ وإسهابٍ عن أوروبا وأمريكا واليابان والصين وروسيا والبلقان وعن بقية دول العالم، وكأنه متخصص بهذه (الملفات) بفكر منفتح على العالم ورؤية واقعية وأمانة تنصف الآخرين وأمانة تعتز بما عند الذات من مبادئ وقيم وانتماء حضاري عربي وإسلامي. ويقول الركابي في كتابه المعنون «سلمان بن عبدالعزيز.. الجانب الآخر»: «إذا حاورتَ سلمان في شؤون الوطن العربي وأحوال العالم الإسلامي والأوضاع الدولية، وجدتَ عنده آخر الأنباء والمعلومات الجديدة في الأحداث وهذه الخاصية التي يحملها والده نفسه هي ثمرة (علوّ الهمة) في الاطلاع على أحوال الإقليم والعالم». ويضيف الركابي: من تجربتي عرفت أنه (حاضر المعلومة) دوماً.. ما طرقت معه موضوعاً فوجدته يحتاج إلى تذكير بمعلومة ما وهو يردد باستمرار (عندي خبر) ويمكن أن يقولها أو يزعمها كل أحد بيد أن الفرق هو أنك تجد الخبر أو المعلومة عنده على الحقيقة لا على المجاز أو التخمين أو الظن ففي الشأن الداخلي: أهله اطلاعه الواسع المتجدد لأن يكون مرجعاً يومياً حياً لتفاصيل ما يجري في السعودية من أحداث وما تشهده من علاقات وإنجازات اقتصادية واجتماعية ودبلوماسية وثقافية وإعلامية وعمرانية. وعلى صعيد العمل الاجتماعي فالملك سلمان بن عبدالعزيز ومنذ وقت مبكر يرأس العشرات من الجمعيات، وقد أعطى جل جهده في المساهمة بالجهد والجاه والمال في سبيل نجاح هذه الجمعيات التي استطاعت أن تُسهم في استقطاب الفقراء والمساكين واليتامى، وهو بحق يستحق أن يطلق عليه لقب ملك الفقراء والمساكين. إن دور وخدمات سلمان بن عبدالعزيز على المستوى الخيري والإنساني موضع تقدير وإشادة من الجميع؛ فقد عرف انه رجل محبّ للعمل الخيري ويشجع ويحث الآخرين على الإقبال عليه تحقيقاً للتكافل والتراحم المجتمعي. وقد اصدر الاسبوع الماضي امرا جاء فيه «انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه كافة فئات شعبنا وخاصة المشمولين بالضمان الاجتماعي وأمثالهم، وسعياً منا في توفير سبل العيش الكريم لهم، وإيماناً منا بأهمية دعم الجمعيات الخيرية والتعاونية والمهنية، امرنا بتعديل سلم معاش الضمان الشهري وصرف مكافأة راتب شهرين لمستفيدي الضمان الاجتماعي وصرف مكافأة إعانة شهرين للمعاقين وضم قوائم الانتظار للمعاقين لإعانة المعاقين وصرف مبلغ ملياري ريال دعماً للجمعيات المرخصة بوزارة الشؤون الاجتماعية». تعزيز مكانة المملكة وفي إطار اهتمامه بقضية الإرهاب وسبل مكافحته، أكد في مناسبات سابقة أنه لن يتم السماح لكائن من كان أن يمس أمن البلاد أو يعبث بها، مضيفاً أن ما يشهده العالم العربي من حروب ومعضلات وفتن يتطلّب التعاضد والتآزر؛ لتجنيب المملكة هذه المخاطر، وأشار إلى أن المملكة ستظل دائماً بتلاحم قيادتها مع الشعب قويّة أبيّة متصدّية لكل أشكال الفتن ومستمرة في العمل على تحقيق الأمن والاستقرار. ولتعزيز مكانة المملكة خارجيا، اكتسبت مواقف سلمان بن عبدالعزيز، وزياراته الخارجية أهمية كبيرة للغاية وساهمت كثيراً في تعزيز مكانة المملكة عالمياً، كما ان ترؤسه لوفد المملكة في قمة مجموعة العشرين بأستراليا اعتبرت مشاركة فعالة تعكس المكانة الدولية للمملكة كواحدة من الدول التي تحدد السياسات الاقتصادية في العالم. واتسمت جهود سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالتفاني والسعي الجاد للنهوض بالمملكة داخلياً وخارجياً، والتي وضعت بلاده ضمن صناع القرار في العالم، حيث أصبح موقع المملكة السياسي والاقتصادي ضمن مجموعة الكبار من دول العالم المتقدم صانعي القرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي, لتوافر قائمة طويلة من المعايير والأسس واللوائح الدولية انطبقت على المملكة. حريص على المشاركة في كافة المناسبات يعد خادم الحرمين الشريفين أحد أهم أعمدة وأركان الحكم في المملكة منذ وقت مبكر عرف عنه الانضباطية في العمل وتقديره الفائق للوقت يظهر الحزم والحكمة والمودة في تعامله