قبل أن نبارك لولي عهدنا الأمين وعضيد الملوك، نبارك ونهنئ أنفسنا وجميع أبناء مملكتنا الحبيبة بسلمان بن عبدالعزيز، ونحمد الله سبحانه وتعالى ونشكره أولاً ثم لقائد هذه البلاد المحب والمخلص لها ولشعبها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله وأمد في عمره ومتعه بالصحة والعافية - على اختيار سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، فنعم الاختيار، ونعم من اخترت يا سيدي الكل يعرف من هو سلمان بن عبدالعزيز ويعرف هذا الرجل العظيم ويعرف صفاته وأفعاله التي يتحدث بها القاصي والداني، فسمو سيدي نشأ وترعرع بمدرسة الملوك حتى أصبح يلقب - حفظه الله - بعضيد الملوك والمستشار لهم في كثير من الأمور لما يمتلكه من صفات القائد المحنك لثقافاته المتعددة، فهو بحر للمعلومات التي جعلته ملماً بالأمور السياسية والتاريخية والثقافية والقيادة الإدارية، فهو - حفظه الله - مجموعة رجال في رجل متعدد الصفات والقدرات والمواهب، فهو قيادي من الدرجة الأولى، حمل هموم وطنه من بداية ريعان شبابه ولأكثر من خمسين عاماً حافلة بالعطاء والإخلاص لهذا الوطن الغالي. سلمان بن عبدالعزيز الذي تعلم من إدارته وقيادته لأعماله ومهامه والتزامه وكيفية انضباطية الرجل المسؤول البعيدين منه قبل القريبين منه، ومن عمل تحت قيادته وإدارته، فهو معروف، ومشهود لسموه بالانضباط في العمل والحزم والشدة وفي نفس الوقت الرحمة والرأفة، فهو الذي يلتمس ويخفف معاناة الناس ويستمع ويحل مشاكلهم وهمومهم لأكثر من خمسة عقود قضاها في إنجاز وخدمة أبناء وطنه من غير ملل ولا منّة، يقابل الصغير قبل الكبير، يقضي حوائجهم ويبادلهم الحب بالحب، ويشعر بهم، فهو - حفظه الله - لماح ودقيق الملاحظة، سريع البديهة، حكيم يتصرف مع الجميع بقدر واحترام، قريب منهم رغم اختلاف أعمارهم وثقافتهم، سياسته سياسة الباب المفتوح، علاقاته قوية مع أبناء شعبه، وأيضاً علاقاته وصداقاته قوية في الداخل والخارج ومتنوعة مع الساسة والمثقفين والمفكرين والأدباء والباحثين والمؤرخين لما يملكه - حفظه الله - من ثقافات متعددة وخبرات جعلته يتقلد مناصب عدة ما كان يبحث عنها حتى أنني كتبت في مقال سابق لي أن سلمان بن عبدالعزيز لا يحب أن يلقب بغير سلمان بن عبدالعزيز، وأن الألقاب هي من تبحث عنه وتتشرف أن تكون ملاصقة ومجانبة لاسم هذا القائد العظيم سلمان بن عبدالعزيز حتى عُرف عنه أنه - حفظه الله - لا يحرص ولا يبحث عن المناصب، ولكن جُلَّ همه واهتمامه خدمة هذا الدين وهذا الوطن الغالي، ولكن، كيف لرجل يعمل ويخلص ويضحي بوقته وصحته وشبابه في خدمة هذه البلاد الطاهرة، وشخص بحكمة وقوة وعظمة سلمان بن عبدالعزيز ألا يكون أحد أهم أركان هذه الدولة وأحد أهم رجالها الذين يتشرفون بخدمتها وتحمل المسؤولية مهما كانت، وفي أي موقع، فالمسؤوليات التي تحملها ويتحملها كثيرة ومهمة ولكنه سلمان بن عبدالعزيز قائد محنك يستطيع بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم دعم وعون قائد هذه البلاد المباركة، وبما عرف عن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالعمل على رقي وتطور ورفعة هذا الوطن والسير على منهج هذه الأرض المباركة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية السمحة وما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنَّة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أسأل الله لكم يا سيدي ولي العهد التوفيق والسداد، فالمسؤولية كبيرة ولكن ثقتنا فيك أكبر، فأنت سلمان بن عبدالعزيز الذي تسهل أمامه المصاعب والمهام، سر يا سيدي على طريق الخير ونحن خلفك نبايعك عضيداً لقائدنا العظيم على السمع الطاعة، سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يعينك ويوفقك ويعز بك شأن الإسلام وشأن هذه البلاد المباركة لما فيه خير وصلاح المسلمين.