اجتمع 450 طالباً من مدارس الشرقية على حب الوطن، هدفهم واحد وغايتهم واحدة، أن تصل مشاعرهم عن أغلى وأحب الأوطان إلى أكبر عدد من الناس، وكانت وسيلتهم لتحقيق هذه الغاية مهرجان الساحل الشرقي، ووصفوه بأنه فرصة ذهبية لهم للتعبير عن حبهم وفدائهم لوطنهم بكل ما يملكون، فالوطن هو الحضن الدافئ الذي يستوعب كافة أبنائه. ولم يبخل هؤلاء الطلاب على الوطن وشكَّلوا مجتمعين أكبر لوحة وطنية يندمج فيها الموروث الشعبي والتراثي وقصص التلاحم بين الماضي والحاضر، وعيون كل طالب كانت تعبِّر عن قصة حب مختلفة ومتوهجة للوطن. وتوالت الأهازيج الوطنية المؤثرة بحماس منقطع النظير وبكلمات أجَّجت المشاعر الوطنية، وهزت قلوب زوار المهرجان مثل «ونعشق تراب الوطن وطنَّا ما مثله وطن، لبنه على لبنه نبني الوطن حنا»، كما توشَّح أطفال المهرجان بالأعلام والشعارات الوطنية راسمين لوحة وطنية بديعة أبهرت الحضور. وأوضح معد ومخرج اللوحة الفنية راشد الورثان، أن أوبريت الساحل الشرقي استغرق عدة أشهر حتى تم إخراجه في ثماني لوحات مختلفة تحاكي تراث البحارة والغواصين وقصص البحث عن اللؤلؤ ممزوجاً بكلمات حب للوطن، وقال «لم تتوقف عند ذلك فحسب، بل استرجعت أحداث سنة الطبعة عام 1344ه الموافق 1925م التي راح ضحيتها مجموعة من البحارة يفوق عددهم 70 ألف فقيد من المملكة ومن دول الخليج»، مضيفاً أن المسرح المفتوح ساهم في استيعاب الأعداد الكبيرة من زوار المهرجان الذين اطلعوا على كافة اللوحات الفنية والوطنية التي تعرض يومياً بواقع أربعة عروض في أوقات مختلفة تبدأ من بعد صلاة العصر حتى التاسعة مساءً، وتتنوع الأهازيج فيها ما بين «المووايل البحرية، وفن الصوت، وزفة العريس، ووقت دشة البحارة، وأخيراً سنة الطبعة». من جهته، أكد مدير قرية مهرجان الساحل الشرقي للتراث البحري أحمد العثمان أن تصميم القرية جاء متوافقاً مع طبيعة حياة أهالي المنطقة الشرقية قديماً، حيث تم تصميمها بطريقة احترافية موزعة على عدة أركان يفوق عددها 150 ركناً وُزِّعت على الأسر المنتجة لتقدم منتجاتها المتنوعة للزوار بشروط وضوابط صحية.