أكدت ندوة متخصصة في الكويت يوم أمس الأول أن الشواهد الأثرية والمصادر التاريخية تؤكد الوجود البرتغالي القديم في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية. جاء ذلك خلال مناقشة المحور الأخير للندوة التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعنوان (الشواهد الأثرية والمصادر التاريخية لوجود البرتغال في الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية). وقدم باحث الآثار البحريني خالد السندي بحثا بعنوان (الشواهد الأثرية البرتغالية في مملكة البحرين.. قلعة البحرين نموذجا) أكد فيه أن موقع قلعة البحرين أو ما يعرف سابقا ب(قلعة البرتغال) هي أحد أهم المواقع الأثرية في البحرين وأنها جزء بارز من موقع كبير يطل على الساحل الشمالي للبحرين مباشرة ما أكسبها ميزة فريدة منذ آلاف السنين حيث كانت مقرا وعاصمة للاستيطان الأول في حقبة دلمون المبكرة منذ نحو 5 آلاف سنة. وذكر أن موقع قلعة البحرين عبارة عن تل يرتفع 8 أمتار عن سطح البحر تكون نتيجة تراكم بقايا أثرية قديمة تمتد ما بين سنة 2500 قبل الميلاد وحتى الخمسينيات من القرن الماضي ونتيجة لهذه الظاهرة في التواصل الزمني في استخدام الموقع دون انقطاع فقد أهله ليكون أحد المواقع المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو في عام 2005. وأشار إلى أن التنقيبات الأثرية كشفت في السنوات الماضية أن 25 % من مساحة التل تضم بقايا معمارية عبارة عن منشآت سكنية وتجارية ودينية وعسكرية فيما تتوج أعلى التل بقلعة ضخمة بنيت من قبل سكان البحرين القدماء إبان القرن ال15 الميلادي. ومن جانبه ذكر الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب شهاب الشهاب في بحث حول (القلاع في دولة الكويت) أن المصادر التاريخية تشير إلى قلاع برتغالية شيدت على أرض الكويت وبعض الجزر التابعة لها وهي فيلكا وأم النمل وجزيرة الشويخ والعكاز. وأفاد بأن أقدم قلعة بنيت على أرض الكويت هي القلعة الهلنستية (تل سعيد) بجزيرة فيلكا وأرخت في القرن الثالث قبل الميلاد خلال الفترة السلوقية مضيفا أنه بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد قسمت إمبراطوريته بين القادة العسكريين ووقعت جزيرة فيلكا ضمن الممتلكات السلوقية حيث بنيت هذه القلعة كموقع دفاعي متقدم ونقطة أمنية لمراقبة الطريق التجاري البحري من جنوب الخليج إلى بلاد الرافدين. وذكر أن أعمال المسح والتنقيب الأثري في منطقة الصبية كشفت عن أسس لمبنى من الحجارة وأبراج وزوايا وتم العثور على فخاريات في الموقع ترجع إلى الفترة العباسية حيث شيد الموقع على ربوة تطل على أرض مستوية بالإمكان رصد أي تحركات من مسافات بعيدة حيث إن هذا الموقع يكشف الساحل الشمالي لجون الكويت وهو موقع استراتيجي. وناقش الباحثون في الندوة التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مكتبة الكويت الوطنية ما بين 9 و11 مارس الجاري 4 محاور عن الوجود البرتغالي بالخليج حيث حمل المحور الأول (الخلفية التاريخية للوجود البرتغالي في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية) والمحور الثاني (الوجود البرتغالي في الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية وردود الفعل المحلية والإقليمية). أما المحور الثالث فتناول (الأسس الاقتصادية والتاريخية للوجود البرتغالي في الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية) وكان المحور الأخير هو(الشواهد الأثرية والمصادر التاريخية لوجود البرتغال في الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية) بمشاركة مجموعة من الباحثين والاختصاصيين من دول الخليج والبرتغال وتركيا وهولندا.