img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/mnsa.gif" alt=""اللؤلؤ والمرجان والشال الحرير" بعض ما يباع في تاروت" title=""اللؤلؤ والمرجان والشال الحرير" بعض ما يباع في تاروت" width="280" height="180" / تميزت الطرق التجارية القديمة بأسماء البضائع التي تمرّ من خلالها مثل طريق البخور الذي يصل جنوب الجزيرة بشمالها حتى يصل إلى أسواق القدس وغزة ودمشق، وهذا الطريق يطلق عليه أيضاً طريق القرى الظاهرة ومن القرى الظاهرة الطائف ومكة وخيبر و ديدان ( العلا ) وتيماء إلخ وقد ورد ذكره في القرآن الكريم وهناك طريق يسمى طريق الحرير، كما أن بعض الأسواق تميّزت بما يباع فيها أيضاً مثل أسواق جزيرة تاروت الموغلة في القِدم حيث يباع ما يستخرج من الخليج العربي من اللؤلؤ والمرجان، وتقع جزيرة تاروت إلى الشرق من القطيف وكانت تاروت هي أهم مراكز مملكة دلمون خلال أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد واستمر فيها الاستقرار البشري بكل عنفوان ونشاط دللت عليه المعثورات الأثرية فيها خلال هذه القرون المتتالية، وأحياناً يطلق على جزيرة تاروت جزءٌ من تلك الجزيرة تعرف باسم دارين واشتهرت دارين منذ القدم أكثر من تاروت حيث اشتهرت أي – دارين – بالعطور ولاسيما المسك يقال « مسك دارين « . وتوجد في مدينة تاروت قلعة تسمى قلعة تاروت وهي في الطرف الشمالي الغربي من الجزيرة، تحتل القلعة قمة تل أثري مرتفع بشكل بارز ولافت للأنظار، ويتكون التل من خليط من الطين والأتربة، وقطع الحجارة الضخمة التي يزيد طول بعضها على المتر الواحد، والقلعة تتكون من بناء شبه بيضاوي غير منتظم الشكل، ولها سور خارجي دعم بأربعة أبراج مخروطية بقي منها البرجان الغربيان ومعلومٌ أن الأبراج تستخدم للدفاع عن القلعة وكذا المراقبة. وأقدم ذكر لهذه القلعة ورد في الوثائق الخطية البرتغالية والعثمانية، فتذكر الوثائق البرتغالية أن مجموعة القوات البرتغالية تمركزت في جزيرة تاروت، وسارعت إلى ترميم القلعة في عام 951ه . ومن المؤكد لدى الكاتب أن القلعة قديمة استغلت لفترة قصيرة من قبل القوات البرتغالية ثم العثمانية ، ورغم أنه ليس لقلعة تاروت ذكر في المصادر التاريخية القديمة فإنه من الأرجح أنها ربما كانت من قلاع الدولة العيونية التي حكمت البحرين قديماً أو ما يطلق عليه المنطقة الشرقية حالياً خلال المدة 469- 639ه و شيدت هذه القلعة فوق أنقاض أساسات مبان قديمة تعود إلى المائة الثالثة قبل الميلاد حيث يمكن للزائر أن يشاهد تحت أساسات القلعة مجموعة من الحجارة المصقولة والمتراصة بشكل منتظم تمثل مبنى أقدم من القلعة مع وجود بعض بقايا البرك داخل القلعة ( قد يصل بين تلك البقايا قنوات مائية ). وأخيراً فإن زيارة واحدة لمحبّ الآثار والبقايا القديمة إلى شاطئ تاروت سيُتْبِعُهَا بأخرى لما تولّد فيه تلك الآثار من إحساس ومشاعر حبّ لجزيرة تاروت. ويتساءل الكاتب هل هناك خطط لدى إدارات التربية والتعليم لتنظيم رحلات علمية لجزيرة تاروت وغيرها من المواقع التاريخية في أرجاء الوطن الحبيب خلال الإجازة الصيفية ؟!