من يعود إلى تاريخ المنطقة الشرقية وشواهدها الأثرية لابد له ان يعرج على جزيرة تاروت التي تحتضن قلعة تاروت الشهيرة.. فالجزيرة تعتبر بكاملها موقعا أثريا من المواقع الهامة في المملكة كما انها أيضا من أهم مواقع الاستقرار الحضاري كما جاء في تقرير أعدته الإدارة العامة للآثار والمتاحف عن أعمال التنقيب التي أجرتها في الجزيرة في العام 1411ه حيث أثبتت الدراسات الأكاديمية استمرارية الاستقرار منذ البدايات الأولى للاستقرار الإنساني. فبالإضافة إلى تلك القلعة الشامخة رغم أنف عوامل التعرية والاندثار وصمودها منذ نحو خمسة قرون فإن الجزيرة غنية بالآثار مما سنأتي على ذكر بعضه في هذا السياق. فقد تم بناء قلعة تاروت في الجزيرة بين عامي 1515، 1521م ولكن من غير المعروف حتى الآن من الذي بناها رغم ترجيحات بعض بحاثة الآثار من ان أهالي القطيفوتاروت بنوها لتحميهم من هجمات البرتغاليين إبان غزواتهم إلا ان بعضا آخر من البحاثة يرى ان الغزاة البرتغال هم الذين بنوها لتحميهم من هجمات الأتراك ضدهم إلا أنهم اضطروا لتسليم القلعة عام 1559م وخرجوا من تاروت إلى جزيرة أوآل (البحرين). مدفن فريد يعود لفترات ما قبل الإسلام وحمام باشا بين البرتغاليين والأتراك ومن الثابت تاريخيا ان قلعة تاروت شيدت على أنقاض مستوطنات سابقة تعود إلى خمسة آلاف سنة مضت.