تربة – مضحي البقمي يوجد بشكل يومي في مركز شعر شمال تربة عدد غير قليل من الكلاب الضالة.. تحوم حول المنازل وتقتحمها.. وتفترس ضالتها، أحياناً طفلاً يلعب في الشارع، وأحياناً أخرى حظيرة أغنام.. فرائس سهلة وجدتها هذه الكلاب فراحت تعيث في المنطقة مسببة الإزعاج والهلع للأهالي ولأصحاب الماشية. المواطنون الذين شعروا بالهلع والخوف سارعوا بمناشدة بلدية تربة سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على الكلاب الضالة حسب الطرق المتعارفة. ليأتي الرد سريعاً من البلدية بأنها لم تتلقَ أي شكوى من الأهالي بخصوص هذه المشكلة. مؤكدة أنها سترسل فرقها المتخصصة لتخليص المركز من هذه الحيوانات. «الشرق» زارت المركز والتقت عدداً من المتضررين، وسجلت معاناتهم. البداية كانت مع عمر ماجد الذي أكد أن الكلاب الضالة أخذت في التزايد بمركز شعر؛ فهي تجوب الأحياء السكنية على شكل مجموعات، وتهاجم المواشي، بل إن خطورتها امتدت إلى أحد الأطفال في إحدى المرات. مشيراً إلى أنها هاجمت طفلاً في العاشرة كان يمشي في الشارع بمفرده، وقامت بنهشه في الذراع والقدم بعد أن أسقطته أرضاً لولا تدخل بعض المارة الذين استطاعوا إنقاذه بصعوبة بالغة، وذلك بعد إصابته بجروح ورضوض نتيجة نهش الكلاب وسقوطه على الأرض. مطالباً بلدية تربة بالتدخل للقضاء على الكلاب الضالة التي تقلق السكان وتسلبهم راحتهم. وأضاف قائلاً: نحن نخاف أيضاً على الماشية؛ فهذه الكلاب تتحول إلى ذئاب مفترسة عندما تُترك هكذا لتفتك بالأغنام التي يعتاش عليها بعض من الأهالي. وبيّن منصور النجيمي أن الكلاب الضالة في مركز شعر تحولت بسبب الجوع إلى ذئاب مفترسة تقتحم زرائب الماشية وتفتك بالأغنام. لافتاً إلى أنها قد فتكت ب4 رؤوس من أغنامه في رابعة النهار قبل عدة أيام. وأضاف: إذا لم توقف شراهة هذه الكلاب في التعرض للمواشي فإننا ربما نواجه مشكلة كبيرة قد لا نستطيع إيقافها عند حدها. مناشداً الجهات المختصة سرعة التدخل لإنقاذ المركز من تلك الكلاب بالطرق المتبعة. وأوضح النجيمي أن بعض المواطنين واجتهاداً منهم حاولوا التخلص من الكلاب الضالة بوضع السم في اللحوم التي تقدم لهم؛ لكي يتم القضاء عليها، إلا أن الكلاب تعرفت على السم وامتنعت عن الأكل عندما شمت رائحته في الطعام المقدم لها. مؤكداً أن المواطنين ربما لا يعرفون الطرق المتبعة في التخلص منها؛ لذا تأتي أهمية تدخل الجهة المختصة للقيام بذلك. ووصف سالم حدري أصوات الكلاب ونباحها المتواصل ليلاً ونهاراً بالمزعج. وقال: هذه الأصوات المتكررة تخيف الصغار وتثير الرعب في قلوبهم. لافتاً إلى أن تلك الكلاب قد تسبب بعض الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق مخلفات الكلاب التي تتركها في الشوارع والأماكن العامة. فضلاً عن الأمراض المتعارفة التي تنقلها مثل السعار وغيره. إلى ذلك، حذر الدكتور عبدالله فايز اختصاصي باطنة في أحد المراكز المتخصصة بالطائف من الأمراض التي تنتقل من الكلاب إلى الإنسان مثل توكسراكلينس، وهو غالباً ما يصيب الأطفال عن طريق البويضات المسببة للمرض في حال ملامسة الكلاب أو الاقتراب من فضلاتها. محذراً في الوقت ذاته من مرض السعار الذي يؤدي أحياناً إلى الموت عند نهش الكلاب الإنسان. وطالب اختصاصي الباطنة جميع المواطنين بالتطعيم الخاص بعضة الكلاب، وخاصة من يتعرض للنهش، وذلك في أسرع وقت بعد أن يغسل موقع الجرح بالماء والصابون. مشدداً على عدم خياطة الجرح حفاظاً على سلامة المصاب. أما رئيس بلدية تربة المهندس عبدالله بن علي مكي، فأكد أنه لم تصل إلى البلدية شكوى من سكان شعر شمال تربة عن تكاثر الكلاب الضالة هناك. ووعد بتوجيه فرق مكافحة الحيوانات الضالة إلى هناك لكي يتم القضاء عليها بالطرق المتبعة. مبيناً أن الأهالي أسهموا في تكاثرها من خلال إطعامها أو إحضارها من مناطق أخرى حتى أصبح المركز موقعاً لتلك الحيوانات.