في الظلام الدامس، ووسط أجواء هادئة، تميزت بها مدينة العيون في الأحساء، تعودت كلاب ضالة، أن تخرج من مخابئها، لتهاجم المزارع والحظائر في غفلة من أصحابها، وتفتك بالأغنام والماعز، وتنهش لحومها، قبل أن تعود إلى مخابئها مرة ثانية، قبل انكشاف أمرها.المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد آخر، وتهدد الثروة الحيوانية، أقرت المديرية العامة للزراعة في الأحساء، أنها لا تعلم شيئاً عنها، مشيرة إلى عدم تلقيها أي بلاغات بخصوص هذا الشأن، محذرة في الوقت نفسه من تجاهل حماية المزارع.. أحدى المزارع التي يعاني أصحابها من الكلاب المسعورة تصوير: محمد العويس 60 رأساً وبحسب أصحاب الأحواش، فإن هناك أكثر من 60 رأسا من الماعز والأغنام مصابة بجروح غائرة وخطرة، بعد تعرضها للهجوم من الكلاب الضالة، ويخشى ملاك الأغنام وقاطنو المناطق القريبة من المزارع التعرض لهجوم الكلاب المسعورة، وخاصة أثناء فترة الليل حيث تهاجم الكلاب المزارع في الظلام. سنوات طويلة ويقول حمد الفضل، صاحب إحدى المزارع: «منذ سنوات طويلة، لم نتعرض لهجمات الكلاب الضالة بهذه المنطقة نهائياً، خصوصا مع توجه الكثير للسكن في هذه الأماكن، إلا أننا فوجئنا بمجموعة من الكلاب الضالة والمسعورة، تتراوح أعدادها بين خمسة إلى سبعة كلاب، تهاجم أحواش الأغنام والماعز، وتقتل وتنهش أجسادها في كل مكان وبشكل مخيف ومرعب»، مضيفاً «تعرض حوش الأغنام التابع لي، إلى هجوم أدى إلى قتل ما يقارب عشرة من الأغنام، حيث فوجئنا بوجودها ميتة في الصباح، وعلى الفور تم إبعاد هذه الأغنام، وتم أخذ الحيطة الكاملة، وقمت ببناء حوش جديد من الطابوق، وتسوير المكان بتكلفة تصل إلى 15 ألف ريال، كل ذلك بسبب هذه الكلاب الخطرة التي أصبحت تشكل خطراً على الجميع». الكلاب المسعورة وذكر أحد العمال الموجودين في إحدى المزارع ان المزرعة التي يعمل بها يوجد بها حوش للأغنام، وقال: «تعرض هذا الحوش لهجوم من هذه الكلاب المسعورة مرتين، المرة الأولى هاجمت فيها الكلاب الحوش، وقتلت 19 رأساً من الأغنام وأصابت 10، منها إصابات وجروح مختلفة وخطرة»، موضحاً «كان الهجوم في منتصف الليل دون أن نعلم ذلك، وفي الصباح رأيت الخسائر متناثرة هنا وهناك، مما جعلني اتصل بصاحب المزرعة، الذي اكتشف أن الكلاب المسعورة قامت بالحفر من جانب الحوش، والدخول للأغنام، للقتل والنهش»، مبيناً أنه «في اليوم الثاني، قمنا بإبعاد الأغنام المتبقية، ووضعها في مكان آمن، لا يمكن الوصول إليه، علما بأن هذه الكلاب المسعورة عادت، محاولة الهجوم مرة أخرى، إلا أنها لم تستطع الوصول للأغنام». 20 دقيقة وأشار علي الحصحوص صاحب إحدى المزارع إلى أن «مزرعتي أخذت نصيبها من هجوم الكلاب المسعورة، واقتحمت حوش الأغنام، وقتلت ثلاثاً منها، وأصابت بعضها بجروح»، مبدياً اندهاشه كثيراً «من وجود هذه الكلاب المسعورة، التي للمرة الأولى تتواجد في المنطقة، واللافت للنظر أنه بين خروجنا من المزرعة وعودتنا إليها في الليل، لا يتجاوز الوقت 20 دقيقة فقط، حيث عدنا في الليل ووجدنا الأغنام ميتة على الأرض، وبعضها مصاب، وفي اليوم الثاني، قمنا بوضع حماية للحوش من جميع الأطرف، بحيث لا تستطيع الكلاب المسعورة أن تدخل مرة أخرى للحوش». لاتزال حية وأكد فهد الفضل أحد المزارعين أن الدجاج الموجود في المزارع، لم يسلم من هجوم هذه الكلاب المفترسة، التي أعلن أنها تشكل خطراً كبيراً على الثروة الحيوانية»، محذراً بأن «مدينة العيون يوجد بها الكثير من السكان والبيوت، التي تتواجد فيها العائلات والأطفال، مما يشكل خطرا كبيرا على الجميع، إذا لم يتم التعامل معها بحذر، خصوصاً أن هذه الكلاب لا تظهر إلا في الليل، كما حدث، وهي لا تزال حية، وقد شكلت مخاوف كبيرة، بقتلها الأغنام في عدد من المزارع». علاج ومداواة وطالب عدد كبير من الأهالي، الجهات المختصة بسرعة التحرك، والقضاء على هذه الكلاب الضالة التي لا تزال موجودة وتتنقل بحرية تامة، من مكان إلى آخر.وقام عدد من رعاة الأغنام بعملية علاج ومداواة جراح بعض أغنامهم المصابة من عضات الكلاب المسعورة، باستخدام الأدوية والأعشاب.
الزراعة: لا نعرف شيئاً عن المشكلة وليس لدينا شكاوى بشأنها نفت الإدارة العامة للزراعة في محافظة الأحساء، علمها بهذه المشكلة، موضحة أنها لم تتلق أي شكاوى بخصوص هذا الأمر. وأوضحت الإدارة على لسان مديرها المهندس صالح بن ناصر الحميدي أن المديرية لم تتلق حتى هذه اللحظة، أي بلاغات، تفيد بوجود أي مشكلة تخص أحواش مزارع مدينة العيون، وتعرضها لأي هجمات من الكلاب الضالة»، مطالباً في الوقت نفسه ب»أخذ الحذر والحيطة وعدم التهاون في حماية المزارع وحظائر الأغنام من هجمات الكلاب المسعورة، وما يمكن أن تسببه من أمراض خطرة، لعل أهمها مرض «السعار»، إذا لم يتعامل مع الحالات المصابة بالشكل المطلوب»، منوهاً في الوقت نفسه انه يوجد في المديرية مختبر متخصص للكشف عن داء السعار، ولا بد من الاستفادة منه، والاستفادة من الخدمات الطبية البيطرية الأخرى المتوفرة، التي تقدم بالمجان فور تلقي أي بلاغ. وفي المقابل حذر الدكتور صلاح الهاجري أخصائي صحة الحيوان والتشخيص المعملي في مديرية الزراعة في الأحساء من مخاطر عضة الكلاب المسعورة للأغنام أو الماعز أو أي حيوان، مطالباً بأن يتم التوخي والحذر بعزل الحيوانات المصابة، وعدم التعامل معها، حتى يتم فحصها من قبل الأطباء البيطريين، والتأكد من سلامتها من مرض السعار، لأجل اتخاذ الإجراءات اللازمة، وأهمية أخذ اللقاح الذي يقي من مرض «السعار»، خصوصا في المواقع والأماكن التي تكثر فيها الكلاب المسعورة»، مطالباً بأن «يتم التعامل مع الأغنام المصابة والمعضوضة بحذر كبير، وأن يتم أخذ العينات للكشف عن الإصابات، من أجل الوقاية».وقال إن «داء السعار مرض خطر، يجب أن يتم التعامل معه بحذر شديد، وعلى مربي الأغنام والماعز، الانتباه للحالات المصابة، بالتوجه إلى العيادات البيطرية التابعة لمديرية الزراعة، وأخذ العينات واللقاح المناسب في أسرع وقت ممكن.