تحتضن العاصمة الرياض مطلع الأسبوع المقبل الدورة ال 19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي؛ حيث اختاروا «اللغة العربية منطلقاً للتكامل الثقافي الإنساني»، موضوعاً رئيساً لمؤتمرهم، مجددين التأكيد على المبادئ الأساسية والأهداف التي نصّت عليها الخطة الشاملة المحدّثة للثقافة العربية. وأوضح المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» الدكتور عبدالله محارب أن أبرز نشاطات المنظمة، ومشاريعها المستقبلية، هو إحداث جوائز مثل الجائزة العربية للتراث، والجائزة العربية للإبداع الثقافي، والبرنامج الذي تستعد المنظمة لتنفيذه بالتعاون مع الدول العربية واعتزامها تنظيم ندوة دولية حول «الحرف العربي» خلال هذا العام. وقال إن الخطة الشاملة المحدّثة للثقافة العربية هي ارتكاز النهضة الثقافية العربية المنشودة إلى رؤية علمية ونقدية للواقع بمستوياته المحلية والإقليمية والعالمية، إلى جانب الدعوة إلى ضرورة التفاعل مع العصر والفكر الآخر، لا الاكتفاء بالاستعارة منه وتقليده. وأكد الدكتور المحارب أن المسؤولين عن الشؤون الثقافية يدركون عمق العلاقة بين اللغة والثقافة، وليس هناك ما هو أهم من اللغة في تطوير الثقافة الإنسانية، ويعتبرون اللغة عنصراً أساسياً لتطوير الثقافة العربية، الأمر الذي يستدعي مزيداً من النهوض بها وتحديث طرق تدريسها لتكون قادرة على التطوّر والصمود أمام اللغات الأجنبية. وقال المدير العام للألكسو إن ما أولاه المؤتمر من توصيات وقرارات في دورات سابقة لاجتماعاته، ركزت كلها على المنزلة الرفيعة التي يجب أن تكون عليها اللغة العربية باعتبارها مكوناً أساسياً للهوية وبناء الشخصية وتحذير القيم، وجعل النهوض بها وتهيئتها لمتطلبات عصر المعلومات على رأس قائمة أولويات السياسة الثقافية والتربوية في الوطن العربي، ومن ذلك القرار المنبثق عن الدورة الثانية عشرة في الرياض 2000م، الذي تم فيه إقرار «دعم اللغة العربية في الصناعات المعلوماتية»، والقرار الصادر عن الدورة الرابعة عشرة في صنعاء 2004م، وتضمن توصية «بدعم اللغة العربية تعزيزا للهوية القومية والتنمية المجتمعية»، ووافقت الدورة السادسة عشرة في دمشق 2008م على «مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة». وأضاف المحارب أن الإعلان الصادر عن الدورة السابعة عشرة للمؤتمر في الدوحة 2010م بشأن القمة الثقافية العربية أكد أن «اللغة العربية عنصر أساسي لتطوير ثقافتنا العربية، ولا بد من النهوض بها»، وحث مؤتمر المنامة 2012م الدول العربية والمنظمة على «مواصلة الجهود في مجال الترجمة والتعريب ونشر اللغة العربية».