ناقشت جلسة «تراجع دور النخب الثقافية»، التي عقدت مساء أمس الأول، ضمن مؤتمر «فكر13»، دور المثقفين في ظل الواقع العربي الراهن، من خلال المتحدثين فيها: مدير برنامج «إثراء المعرفة» في شركة أرامكو السعودية، عمر بدر، ومدير البحث في مخبر أديان، مجتمعيات وعلمانيات في المركز الوطني للبحث العلمي في باريس، زعيم خنشلاوي، والباحث العراقي عبدالحسين شعبان، والباحث في الفلسفة محمد المصباحي، والأكاديمي محمد حساوي، والشاعر والأديب محمد زايد الألمعي. وقدم بدر خلال الجلسة، التي أدارها رئيس تحرير جريدة الرأي الأردنية سمير الحياري، ملخَّصاً حول أهم الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي يتضمنها برنامج «إثراء المعرفة»، مشيراً إلى أن مهمته اكتشاف المواهب وتعزيزها، وخصوصاً لدى الأطفال وفئة الشباب وتعليم الإبداع النوعي والثقافة والفنون والعلوم والابتكار. واعتبر خنشلاوي أن الشباب يحتاج إلى خطط علمية وعملية تقدم لهم، لأن مثلهم الأعلى هم النجوم الذين هم اليوم على الساحة الفنية، أما موضوع «الأمة» فهو غير مألوف لديهم، لأن انتماءهم اختصر بالأمم «الفيسبوكية»، التي اختزلت اهتماماتهم. وقال شعبان إن المجتمعات العربية تنقسم إلى حكومات وأحزاب، ومن ثمّ مجتمع مدني، وأخيراً الأفراد، وبالتالي فالنخب تنقسم إلى نخب دينية، علمانية، محافظة، وتنويرية، وغيرها، أما الحرية والعدالة فهي الشغل الشاغل في أوطاننا وهي عبارة عن امتداد للمعرفة والأفكار والتصوّرات والرؤى لدى هذه النخب، مقسماً النخب الثقافية إلى نخب قريبة من واقع السلطة، تحاول الوصول إلى مصالحها الخاصة، وأخرى تريد الإطاحة بالحاكم وتغيير السلطة، ونخب انعزلت، واتجهت نحو عدم المشاركة في الحياة العامة بسبب اليأس. وشدد المصباحي على أن المثقَّف النخبوي هو مثقَّف نادر رؤيوي استراتيجي، ويجب أن يكون حراً لا ينتمي إلى العصبيات الفكرية الدينية والعنصرية. وأشار حساوي إلى أنه يجب تحديد كيفية التعامل مع مصطلح المثقف، موضحاً أن هناك من يعتقد أن الثقافة تختصر في التحصيل العلمي وتأليف الكتب والشعر، لافتاً إلى أن الثقافة هي المقاربة النضالية والكفاحية والتداول في مسألة كانت واضحة. وختم الألمعي الجلسة بقوله: إننا ضحية مرحلة كاملة، لأننا نسينا مكونات الثقافة، وعندما نتحدث عن الثقافة ننسى الاختلاف والتنوع والفسيفساء بين أوطاننا العربية.