عبدالحسين شعبان أديب وباحث عراقي وله مجموعة من الكتب المتنوعة ، شارك في مهرجان الجنادرية كضيف تحدثنا معه حول المشهد الثقافي السعودي والعراقي ورؤيته حول مهرجان الجنادرية 27: يؤكد عبدالحسين شعبان أن ملتقى الجنادرية ملتقى فكري سنوي يتجدد ويتواصل من خلال نخبة مميزة تشارك فيه وترفده بطاقات وقدرات جديدة خصوصا جيل الشباب وأعتقد أن المهرجان مناسبة فكرية جديرة بأن تضاء وأن يكتب عنها ويتم تعميقها على صعيد الوطن العربي في مجالات الفكر والفلسفة والبحث العلمي والمسرح والسينما، ويلاحظ أن حرية التعبير علامة واضحة في الملتقيات والفعاليات من خلال النقاشات التي تجمع الألوان والتوجهات المختلفة من مفكرين ومثقفين وأدباء ويتجدد اللقاء سنويا ويتحدثون بهموم عامة ومتنوعة وخاصة الهم العربي. روح الراحل التويجري ويتذكر شعبان عبدالعزيز التويجري: أشعر دائما في المهرجان بروح الراحل الرائد عبدالعزيز التويجري تهيمن عليها بحجمه الكبير بما فيها من رصانة وصدق وتسامح والقائمون الآن يواصلون المشوار، وأقدم التحية الى التويجري الذي ساهم بإقامة الجسور مع العديد من المثقفين العرب الذين أصبحوا أصدقاء للمملكة. المشهد الثقافي السعودي ويتابع شعبان حديثه عن المشهد الثقافي في المملكة: لا شك أن المشهد السعودي تطور خلال السنوات الأخيرة والدليل الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي بأسماء لامعة وخاصة القطاع الشبابي وكذلك النساء المبدعات أصبحن أسماء متميزة على الصعيد الثقافي العربي في كل المجالات الثقافية والإعلامية والإدارية. ويضيف شعبان: أعتقد ستكون هناك نهضة سعودية قادمة لرفد الثقافة العربية المتميزة خلال السنوات القادمة لعدة أسباب منها تأمين بعض الحقوق الاجتماعية والاقتصادية واتساع دائرة حرية التعبير وتوفير الضمانات للكتاب والمبدعين والمبدعات لا سيما الجوائز التقديرية من الدولة والمنتديات الثقافية، وذلك يتطلب رعاية كاملة وشاملة لكل الإنتاج الثقافي والفكري والعلمية حتى يكون هناك أسس راسخة ومتينة لرعاية المبدعين والاهتمام بإصداراتهم. ويتمنى شعبان: لو كان هناك تفكير لتأسيس دور لرعاية المثقفين كبيوت راحة وأماكن للتفرع والإبداع، وضمانات للتقاعد وللعيش الكريم وهذه ستكون مبادرة مهمة وجليلة وإنسانية وقد أخذت العديد من الدول المتقدمة بمثل هذه المبادرات لكفالة الإبداع الثقافي والحياة الإنسانية للمبدعين والمبدعات. المشهد الثقافي العراقي وفيما يخص المشهد الثقافي العراقي يقول شعبان: المشهد العراقي مازال ملتبسا ومشوشا ومتناقضا أحيانا فيه الغث والسمين وهناك أعمال إبداعية مهمة لكنها محاصرة ولا ترى النور ولا يركز الضوء عليها على حساب أعمال أخرى تكاد تكون عادية ولكن الإعلام والدعم يرفعان بها للظهور في الواجهة. ويرى شعبان أن تغير المشهد العراقي يعود لعدة أسباب: إنهاء النظرة الوحدوية الشمولية التي عانى منها طيلة عقود من التعسف والعنف والقهر، ولكن الحرية التي جاءت تداخلت معها عوامل أضرت وساهمت في تخريب جزء منها مثل الطائفية والمذهبية والاحتراب الأهلي والقتل والفساد المالي والإداري ، فما يصرف على الثقافة بسيط جدا والواضع الأمني له الصدارة وهناك عشرات الآلاف من الحمايات لبعض المسئولين وتدفع لهم رواتب عالية في حين كان من باب أولى أن تصرف على المؤسسات الثقافية ويختم: نحن بحاجة إلى مزيد من الاستقرار ومزيد من الاعتراف الثقافي والتعددية الفكرية والثقافية والسياسية ولا يمكن لمجتمع ان يتقدم دون إقرار بالتنوع والحق في الاختلاف وكل ذلك يكون مصحوبا بالتسامح والحب علينا ان نؤطر السياسة بملمح الخير والسلام.