الخطوط السعودية ووزارة الإعلام ترفعان مستوى التنسيق والتعاون المشترك    رئيسا «الشورى» والبرلمان الباكستاني يبحثان تعزيز التعاون المشترك    رغم المخاوف والشكوك.. «سورية الجديدة» تتحسس الخطى    5 إستراتيجيات لإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا    كأس العالم    «التعليم»: التحول المؤسسي في الإدارات والمكاتب لا يرتبط بالموظف مباشرة    لسرعة الفصل في النزاعات الطبية.. وزير العدل يوجه بتدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية    «الاستدامة المالية».. تنوِّع مصادر الدخل وتعزز النمو الاقتصادي    خير جليس يودّع «عروس البحر» بتلويحة «جدّة تقرأ»    دروس قيادية من الرجل الذي سقى الكلب    الحصبة.. فايروس الصغار والكبار    مدربون يصيبون اللاعبين    تقطير البول .. حقيقة أم وهم !    328 سعودية ينضممن إلى سوق العمل يومياً    نجاحات رياضية متواصلة    بحضور تركي آل الشيخ ... فيوري وأوسيك يرفعان التحدي قبل النزال التاريخي    النصر ومعسكر الاتحاد!    "رينارد" يعلن قائمة الأخضر المشاركة في خليجي 26    25 ألف سعودية يثرين الأسواق الناشئة    التأمين يكسب .. والعميل يخسر    الإخلاء الطبي يشترط التأمين التعاوني للممارسين الصحيين    الدفاع المدني يؤكد ضرورة إطفاء النار الناتجة عن الفحم والحطب قبل النوم    «سكن».. خيرٌ مستدام    مشاعل الشميمري: أول مهندسة في هندسة الصواريخ والمركبات الفضائية في الخليج العربي    تمارا أبو خضرا: إنجاز جديد في عالم ريادة الأعمال والأزياء    إبراهيم فودة.. الحضور والتأثير    رسائل    تفسير المؤامرة    استغلال الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي يهدد صحتهم النفسية والاجتماعية    واقع جديد    الإسلامُ السياسيُّ حَمَلٌ وديع    السعوديون في هيثرو!    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء ينقذ مراجعاً عانى من انسداد الشرايين التاجية    أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة لكن مخاطرها لا تزال قائمة    المنتخب السعودي يُعلن مشاركته في كأس كونكاكاف الذهبية    انفراد العربيّة عن غيرها من لغاتٍ حيّة    تبوك على موعد مع الثلوج    الإصابة تبعد الخيبري عن منتخب السعودية    أدبي جازان يحتفل بفوز المملكة بتنظيم كأس العالم ٢٠٣٤ بندوة رياضية أدبية    بمشاركة أكثر من 1300 متسابق .. "هيا نمشي معاً 2024" على كورنيش الراكة بالخبر    كاسبرسكي تتوقع نمواً سنوياً متوسطاً بنسبة 23% في السعودية بفضل خبرتها المحلية على مدى 17 عاماً    الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الشرقية يكرم المتطوعين المتميزين في عام 2024م    طارق السعيد يكتب.. السعودية أرض الحلم واستضافة كأس العالم    فيصل بن مشعل يستقبل العميد العبداللطيف بمناسبة تكليفه مديرا لمرور القصيم    وزير العدل يوجه بتدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية بالمحكمة العامة بالرياض    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    أمير القصيم يرعى ورشة عمل إطلاق التقرير الطوعي لأهداف التنمية المستدامة في بريدة    محافظ بدر الجنوب يستقبل مدير عام فرع الأمر بالمعروف    التجارة تضبط 6 أطنان مواد غذائية منتهية الصلاحية بمستودع في جدة    صحة الحديث وحدها لا تكفي!    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة    د. هلا التويجري خلال الحوار السعودي- الأوروبي: المملكة عززت حقوق الإنسان تجسيداً لرؤيتها 2030    وزير الدفاع يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأسترالي    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان "الحفاظ على مقدرات الوطن والمرافق العامة من أهم عوامل تعزيز اللحمة الوطنية"    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    الأمير تركي الفيصل يفتتح مبنى كلية الطب بجامعة الفيصل بتكلفة 160 مليون ريال    محافظ محايل يلتقي مدير المرور الجديد    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البحث عن دور النخب الثقافية والمنظّمات الإقليمية في وحدة الوطن العربي ومستقبل استثماراته
ضمن جلسات «فكر13» المنعقدة في المغرب
نشر في الرياض يوم 06 - 12 - 2014

استكمل مؤتمر "فكر 13" فعّالياته بمناقشة مستويات التكامل العربي بأوجهه المختلفة. حيث انعقدت ثلاث جلسات متوازية، بحثت التكامل العربي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فيما خُصّصت الجلسة الرابعة لبحث أهمّية اللغة العربية كهوية جامعة. ناقشت الجلسة الخاصة بموضوع التكامل الاقتصادي "الموارد الطبيعية في الوطن العربي: محفّز تكامل أم مؤشّر للصراعات المخاوف المتعلّقة باستمرارية توافر المياه والأمن الغذائي، فضلاً عن المسائل المرتبطة بالحدود الساحلية، وتوزيع السكان كأسباب لزيادة حدّة التوتّرات القائمة وتولّد صراعات جديدة. وتحدث الدكتور تامر محمود العاني، مدير إدارة العلاقات الاقتصادية في جامعة الدول العربية، إلى أثَر الإخفاق في تكامل الاقتصاد العربي على إرساء الأمن القومي العربي، والمعوّقات التي تواجه السوق العربية المشتركة، والتي من المنتظر دخولها حيّز التنفيذ في 2020، منبّها إلى أن الفجوة الغذائية انتقلت بين 2012 و 2013 من سبعة وعشرين مليار دولار إلى خمسة وثلاثين مليار دولار. وختم العاني مداخلته بالقول: "إننا نمتلك مقوّمات التكامل القويّ كافة، إلّا أن الوطن العربي يمرّ بوضع صعب، ما يوجب العودة إلى التكامل الاقتصادي العربي من أجل إرساء الأمن القومي العربي". من جهتها أكّدت الدكتورة رشيدة نافع، عميدة كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة المحمدية المغربية، أن الموارد العربية موروث طبيعي قابل للإنهاك، فالموارد المائية ستصبح نادرة في زمن التغيّرات المناخية؛ لذلك لا بدّ من برنامج عربي عاجل لمواجهة الأخطار، لأن مستقبل الموارد الطبيعية مرتبط بالاهتمام بالموارد البشرية. وأكّد الدكتور كمال حمدان، المدير التنفيذي لمؤسّسة البحوث والاستشارات في الجمهورية اللبنانية، أن تفاقم التباينات بين الدول العربية نتج عنه اختلافات جوهرية في بنيان هذه الدول. وفي السياق ذاته أشار الدكتور فخري الدين الفقي، أستاذ الاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، إلى أن الصراعات في جوهرها تدور حول الموارد الطبيعية، كما أن التكامل الاقتصادي ليس هدفاً في حدّ ذاته بقدر ماهو وسيلة. وختم الدكتور محمد نظيف، الأستاذ في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في الرباط، بالتأكيد على أن المستوى الذي وصلت إليه الشعوب العربية من اندحار لا يمكن إلا أن يحسّن الأوضاع، مشيراً إلى أن العامل البشري أهمّ عنصر في التكامل العربي. فيما بحثت جلسة التكامل الثقافي التي انعقدت تحت عنوان "تراجع دور النخب الثقافية"، في دور هذه النخب في ظلّ الواقع العربي الراهن، حيث أدار الجلسة رئيس تحرير جريدة الرأي الأردنية الأستاذ سمير الحياري، وتحّدث فيها كلٌ من مدير برنامج "إثراء المعرفة" في شركة أرامكو السعودية الأستاذ عمر بدر، ومدير البحث في مخبر أديان، مجتمعيات وعلمانيات في المركز الوطني للبحث العلمي في باريس الأستاذ زعيم خنشلاوي، والمفكر والباحث العراقي الأستاذ عبد الحسين شعبان، والباحث في الفلسفة الأستاذ محمد المصباحي، وأستاذ كلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد حساوي، والشاعر والأديب الأستاذ محمد زايد الألمعي. قدّم الأستاذ عمر بدر ملخّصاً حول أهمّ الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي يتضمّنها برنامج "إثراء المعرفة"، والذي يضمّ أكثر من 22 دولة عربية وأجنبية شاركت في إنشائه، وهو صديق للبيئة، جمع الحضارات من كلّ أنحاء
تركي الفيصل: كي يكون العرب «فاعلين» عليهم أن يبادروا بطرح وجهات نظرهم لحل قضاياهم
العالم، ومهمّته اكتشاف المواهب وتعزيزها، وخصوصاً لدى الأطفال وفئة الشباب وتعليم الإبداع النوعي والثقافة والفنون والعلوم والابتكار، مؤكدًا أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي من أضخم المبادرات الاجتماعية والتنموية التي أطلقتها شركة أرامكو السعودية وبرنامج "إثراء المعرفة" من أبرز مبادراته. واعتبر خنشلاوي أن الشباب يحتاج إلى خطط علمية وعملية نقدّمها لهم، لأن مثلهم الأعلى هم النجوم الذين هم اليوم على الساحة الفنية، أما موضوع "الأمّة" فهو غير مألوف لديهم، لأن انتماءهم اختصر بالأمم "الفيسبوكية"، التي اختزلت اهتماماتهم. ورأى الأستاذ عبدالحسين شعبان أن مجتمعاتنا تنقسم إلى حكومات وأحزاب ومن ثمّ مجتمع مدني وأخيراً الأفراد، وبالتالي فالنخب تنقسم إلى نخب دينية، نخب علمانية، نخب محافظة، ونخب تنويرية، وغيرها، أما الحرية والعدالة فهي الشغل الشاغل في أوطاننا وهي عبارة عن امتداد للمعرفة والأفكار والتصوّرات والرؤى لدى هذه النخب. وقسّم شعبان النخب الثقافية إلى نخبٍ قريبة من واقع السلطة أي أنّها تشاؤمية توافقية، تحاول تملّك صاحب القرار للوصول الى مصالحها الخاصّة، وأخرى تريد الإطاحة بالحاكم وتغيير السلطة، ونخب انعزلت، واتجهت نحو عدم المشاركة بالحياة العامة بسبب اليأس. من جهة أخرى، رفض الأستاذ محمد المصباحي إسقاط مفهوم المثقف، كالأفغاني ومحمد عبده وطه حسين وغيرهم، وأكّد مدافعته عن المثقف العربي؛ لأن زمن الجامعات ومجتمع المعرفة وثورة التكنولوجيا المعرفية وزمن الإعلام حولت العالم إلى قرية واحدة، ملفتاً إلى أن المثقّف النخبوي هو مثقّف نادر رؤيوي إستراتيجي، ويجب أن يكون حرّاً لا ينتمي الى العصبيات الفكرية الدينية والعنصرية. فيما أشار الأستاذ محمد حساوي إلى ضرورة عدم الخلط بين المفاهيم والمصطلحات، وخصوصاً بين شعاريّ الوحدة والتكامل، فالوحدة رفعت كشعار لعدّة عقود، وتبيّن أن هذا الحلم لا يمكن تحقيقه دون خطة علمية وإشراك كلّ الأمة العربية بها، أما التكامل فهو عبارة عن مرحلة. واعتبر أنه يجب تحديد كيفية التعامل مع مصطلح المثقف، فهناك من يعتقد أن الثقافة تختصر في التحصيل العلمي والتأليف الكتب والشعر، ولكّنه أكد أن الثقافة هي المقاربة النضالية والكفاحية والتداول في مسألة كانت واضحة. وختم الشاعر والأديب الأستاذ محمد زايد الألمعي الجلسة مؤكداً أن العنوانين "التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم" و"تراجع دور النخب الثقافية"، ليسا جديدين، وإنما طرحا منذ 30 عاماً، لكّنهما لم يحدثا أو يغيّرا شيئاً وكانت وماتزال العناوين والوجوه والمثقفين والهموم ذاتها. معتبرًا الواقع ضحية مرحلة كاملة. في ذات السياق انعقدت جلسة التكامل السياسي تحت عنوان: "تعزيز دور المنظّمات الإقليمية" في تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية في الوطن العربي، وعنايتها بمصالح الشعوب العربية، وتجاوب العرب داخل هذه المنظّمات، كما طرحت قضية إصلاح الجامعة العربية أو إلغائها. شارك في الجلسة الأكاديمي المتخصّص في العلاقات الدولية الحسن بوقنطار، ورئيس المنتدى الخليجي لمؤسّسات المجتمع المدني أنور رشيد، ومستشار سياسات العلم والتكنولوجيا في المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان حسن الشريف، والأستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في المغرب الأستاذ محمد أنفلوس، والخبيرة في المجتمع المدني اللبناني مي عون، وأدار الجلسة رئيس قسم المشاركة والعدالة الاجتماعية في الإسكوا أسامة صفا. تحدث بداية الأستاذ الحسن بو قنطار، فرأى أن جامعة الدول العربية لم تحقّق الهدف الذي قامت من أجله، وحذّر من أن الجامعة العربية بصيغتها الحالية لا تستطيع مجاراة الأحداث التي تحصل في الوطن العربي، ولا بدّ من تجديد آليات عملها أيضاً لتستجيب للتحدّيات الجديدة. وأكّد أن تجاوز هذه الأزمة لا يتحقّق إلا بإعادة بناء الخطاب السياسي العربي، بحيث يتمكّن من مواكبة القضايا العربية الكبرى، وتصبح أول أهدافه إعطاء الوحدة العربية الأولوية، وكذلك تفعيل دور المجتمع المدني الذي لا دور له في الدينامية السياسية العربية، وخصوصاً داخل الجامعة العربية. وتحدث الأستاذ حسن الشريف عن الاتحادات والنقابات والشركات التي تعمل تحت مظلّة الجامعة العربية، والتي لا نسمع بها كثيراً على الرغم من أنها حقّقت نجاحاً عربياً بينياً، ولعبت دوراً كبيراً في التكامل ما بين العرب، وأنتجت تفاعلاً حقيقياً بين المجتمعات العربية أبعد من الأطر السياسية، مثل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وصندوق النقد العربي، واتحاد المصارف، ونقابة الفنانين العرب وغيرها. وأشار إلى أن حرمان الشباب العرب من المشاركة السياسية الفاعلة، ساعد في إفشال التكامل السياسي. بدوره، رأى الأستاذ محمد أنفلوس، أن أهمّ القيم التي تستند إليها المنظّمات الإقليمية هي الديمقراطية، إضافة إلى تحدّيات الأمن والأمن الغذائي والتكامل الاقتصادي والنمو الاجتماعي، على أن تشكّل هذه التحدّيات فرصة للنظر بأولويات التنمية. وكشف أن مؤشرّات التنمية البشرية في الوطن العربي متدنّية جداً، مقابل تفاقم الهشاشة والفقر، ومع ذلك فإن الاهتمام بها ضعيف وحضورها في الأجندة العربية ضعيف أيضاً، مستعيداً الأرقام ونسب مؤشّرات الهشاشة الاجتماعية في الوطن العربي، وفق ما جاء في الإعلان الوزاري العربي، معتبراً أنه خلف هذه الحقائق يكمن الحراك الذي شهدته بعض الدول العربية منذ أربع سنوات. كما تحدث أنفلوس عن الانتقال الديمغرافي الضخم في الوطن العربي على مستوى هجرة الأدمغة الشابة والهجرة الريفية.ونبّه من أن الدول الأوروبية تمارس نوعاً من الإنتقائية في الموافقة على بعض طلبات الهجرة، فتستقبل الطاقات الشبابية فقط، مما سيؤدي إلى إفراغ العالم العربي من طاقاته ومبدعيه. وأضاء الأستاذ أنور الرشيد على قضية التضييق على منظّمات المجتمع المدني في دول الخليج، لجهة إعطاء التراخيص أو تسهيل التمويل أو إيجاد المقرّ.
المتحدثون في جلسة: التكامل سبيلاً لنهضة إنسانية
وتحدث عن الحساسية التي تتعامل بها الحكومات الخليجية مع نشطاء المجتمع المدني، مؤكّداً أن لا تنمية حقيقية في المجتمعات العربية من دون المجتمع المدني، الذي يكمّل أدوار الحكومات ويدعم الأنظمة ويساعدها في المحافل الدولية وليس العكس.كما انتقد الإشكالية العربية في التعامل مع منظّمات المجتمع العربي، حيث يتعامل معها الأفراد كهواة وليس محترفين، إضافة إلى عدم وجود رغبة غير حقيقية في التفرغ للعمل المدني. وقدّمت الأستاذة مي عون عرضاً حول أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، وكيفية توزّعهم عشوائياً على المناطق اللبنانية، الأمر الذي أدّى إلى حدوث أزمات إضافية فوق أزمة اللجوء. وتحدث عن الإمكانات الضعيفة لبلد صغير مثل لبنان من جراء الارتفاع المطرد لأعداد اللاجئين الذي مازال محافظاً على نشاطه نتيجة استمرار الأحداث في سوريا. كما قدّمت عرضاً تفصيلياً حول عدد اللاجئين وصعوبة وصول المساعدات إليهم أحيانا، وعن الأزمات الإنسانية المنبثقة عن اللجوء، وخصوصاً لدى الأطفال والنساء.كما وانعقدت الجلسة الرابعة والأخيرة تحت عنوان "اللغة العربية: إحدى أبرز عناصر الهوية العربية الجامعة"، وتناولت التدابير الاحترازية المسبّقة لإفشال شتّى المؤمرات على لغتنا القومية، والتي تتّخذ أساليب عدّة ناعمة ومستترة حيناً، ومباشرة وفجّة في أحيان أخرى. تحدث في الجلسة الأستاذ في قسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة الملك سعود الأستاذ أحمد الضبيب، ومدير تحرير جريدة "الجريدة" الكويتية الأستاذ بشارة شربل، والأستاذ الأكاديمي رياض القاسم، ومدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط الأستاذ عبد الفتاح الحجمري، والأستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في المحمدية- المغرب مصطفى الشليح، والعميدة المشاركة في كلية البحرين المعلمين في جامعة البحرين الأستاذة هنادا طه، وأدار الجلسة الأستاذ الباحث في جمعية اللسانيات في جامعة محمد الخامس عبدالقادر الفاسي الفهري. انطلقت الجلسة مع الأستاذ الفاسي الفهري، الذي أكّد أن اللغة العربية هي هوية وذاتية، وذات طبيعة عاطفية، فالمواطنون والحكّام يشعرون بعلاقة عاطفية لأنها لغة القرآن. ولفت إلى أن اللغة العربية في وضع يتماهى بين المتفائلين والمتشائمين، والأهمّ أننا ملزمون بالعمل، لكن قبل العمل هناك الفكر والرؤية. وأكّد الأستاذ أحمد الضبيب أن اللغة العربية هي أبرز العناصر، وليست أحد أهمّها، وأنها مُنجزة وموجودة ومستمرّة ومتجدّدة، ومشكلتنا في محاولتنا الاستغناء عنها، وليس في وجودها، علماً أنها تشكّل أحد أبرز مكوّنات الوحدة والتكامل العربيين. ورأى أن اللغة العربية مُهملة في الكثير من الدول العربية، لأن العلاقة الوجدانية بين اللغة والساسة ضعيفة جداً، لأنها ليست قضية جوائز وتشجيع باحثين، وإنما قضية تشجيع اللغة عن طريق عدم إقصائها من السوق، واجبار الناس على تعلّم لغة أخرى من أجل العمل. وتناولت الأستاذة هنادا طه مشكلة التعليم في العالم العربي، ومسألة تحديث اللغة العربية لأنها أساس التواصل، وليست لغة النحو والصرف فقط. وأكدّت أنه علينا أن نقدّم للطلاب لغتنا كلغة علم أيضاً، وليست لغة شعر وإعراب وحركات، مؤكّدة على الحاجة إلى تغيير الطريقة التي نفكّر فيها، والتي يعدّ فيها المعلّمون لأنّه في مدارسنا هناك تعليم وليس تعلّم. من جهته، اقترح الأستاذ رياض قاسم أن نبدأ بالفاعلية ومن ثمّ بالآليات. فالأولى فيها سمات علم الاجتماع اللغوي، وأهمها المعلّقات. واعتبر أن من لا يرتقي لا تتعلّق قصيدته، وهذا النوع من الإيعاز للآخرين أدّى إلى ارتفاع المستوى في الكلام والشعر. والثانية هي حاجتنا الى قرار ملزم، حتى نستطيع أن نترجم ما نقوله إلى عمل. واعتبر الأستاذ عبدالفتاح الحجمري، أن الواقع اللغوي العربي هو واقع مركّب ومعقّد وموسوم بالكثير من الارتباك على صعيد المنظومة التربوية والتعليمية، وعلى صعيد التنسيق العربي بين المنظمّات العربية، وتعثّر إيجاد سياسة لغوية موحّدة لمختلف التنوّعات السياسية والاجتماعية. وعقد مقارنة ما بين اللغة العربية واللغات الأجنبية تساعد على فهم اللغات والمكانة الجيوسياسية التي تقترن بكلّ لغة، فاللغة العربية والإنكليزية هي لغة عالمية، ولكن هناك عولمة للغة وهي تفيد أن كلّ اللغات متساوية. وتحدث الأستاذ بشارة شربل، فرأى أنه على الرغم من وجود عناصر قويّة في اللغة العربية، لكننا نعاني من أزمة لغوية متمثّلة في حاجتنا لتعلّم غيرها، لأنها ليست كافية لنا للتعلّم والتواصل. ورأى أن أزمتنا لا تعود إلى الفشل الذاتي في اللغة، بل إلى إشكالية التعامل معها والنظر اليها، فتراجع العالم العربي سبّب في تخلّف لغتنا، داعياً إلى القيام بامتحان عربي موحّد لكّل العالم العربي على غرار امتحان اللغة الانجليزية "التوفل". كما عُقدت جلسة عامة تحت عنوان "العقل العربي ونظرية المؤامرة"، وأسباب انتشار فكرة المؤامرة في الفكر السياسي العربي. شارك فيها أستاذ كلية الآداب والعلوم الإنسانية في المحمدية – المغرب الأستاذ سعيد المغربي، والكاتب السياسي الدكتور عبد الحميد الأنصاري، الرئيس والمدير العام لدراغومان بارتنرزل الأستاذ علي الخضيري، وأستاذ كلية الآداب والعلوم الإنسانية في المحمدية- المغرب مراد زوين، وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية مسعود الضاهر، وأدارتها الإعلامية في قناة سكاي نيوزعربية إيمان لحرش. بداية تحدّث الأستاذ سعيد المغربي عن بدايات المؤامرة لدى الإنسان، مؤكّداً أنها تبدأ مع الأصدقاء، ثم تنتقل إلى المدينة، الدول، ثم إلى جبهات خارجية. ورأى أن هناك من يعتمد على نظرية المؤامرة كبرهان على جبروته والاستحواذ على السلطة، وهناك الكثير من المؤامرات تأتي نتيجة الإقصاء أو الجريمة السياسية. وأكّد أن هناك الكثير من التجارب في العالم العربي هي ضحية الجهل والتخلّف السياسي والاجتماعي والقهر، نتيجة لغياب الديمقراطية التي هي من أهمّ روافد الاستقرار والتنمية الشاملة. بعد ذلك تحدث عبد الحميد الأنصاري، فاعتبر أن المؤامرة الحقيقية هي مؤامرتنا على أنفسنا، شارحاً ظاهرة العقل العربي وارتباطه بفكرة المؤامرة. ولفت إلى وجود سمات إيجابية تميّز العقل العربي عن غيره، كما أن هناك سمات سلبية وأوهام تتحكّم بالعقل العربي، وتحتلّ مساحات من عقل الجماهير. ولخّص الانصاري أهم الأوهام التي تسهم في انتشار ظاهرة المؤامرة، ومنها سهولة تفسير الشواهد التاريخية والعامل النفسي الذي يبرّر الضعف بالمؤامرة. من جهته، تمنى الأستاذ علي الخضيري على العرب أن ينسوا فكرة المؤامرة ويركزوا على مصالحهم المشتركة، مؤكداً أن ليس هناك مؤامرة أميركية أدت إلى كارثة في العراق بل عدم فهم الأميركيين للمنطقة وثقافاتها، من هنا يجب العمل على حل هذه المشكلة من دون ملامة الآخر. وقسّم الأستاذ مراد زوين محور الجلسة إلى قسمين، العقل الذي ربطه بالثقافة، ونظرية المؤامرة المتعلق بالسياسة. وأكّد أن ليس هناك عقل واحد، بل هناك عقل العامة وعقل الخاصة، وفي حين لا يمكن التحدث عن عقل كوني عربي، نجد أن العقل أثّر في بدايات الحضارة الغربية.
واعتبر زوين أن نظرية المؤامرة مصطلح جديد لم يكن في تراثنا، بل كان هناك الحيلة والخدعة. وقدّم تعريفاً بسيطاً لنظرية المؤامرة، معتبراً أنها تبرير للإخفاقات الداخلية، ومحاولة تحميلها للآخر، مشيراً إلى أن هذه النظرية ظهرت بعد نشوء الدولة القطرية.وأكد أن التكامل بداية لوحدة عربية، لكنه لن يتحقّق إلّا بعد الخروج من نظرية المؤامرة، وهذا لن يتحقق إلّا من خلال أربع ثورات هي الديمقراطية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية. وربط الأستاذ مسعود الضاهر نظرية المؤامرة التي تسيطر على العقل العربي، بالموقع الجغرافي للعالم العربي، وتاريخه. وأوضح أن الرقعة الجغرافية للعالم العربي، هي أرض الحضارات والديانات، وهي الأكثر حيوية في تاريخ العالم، وزاد تأثيرها بعد اكتشاف النفط والغاز، ولهذا بدأت التدخلات الأجنبية فيها. وختم الضاهر بأننا أمام تحدّ غربي كنا نسبقه حضارياً ثم استوعب الغرب ثقافتنا فأصبح متقدّماً علين، معتبراً أنهلا بديل للرد على هذا التحدّي إلّا من خلال الحضارة، والعرب لديهم كل الإمكانات للخروج من الظلام، وليس المستقبل خلفهم بل أمامهم. كما انعقدت في الفترة المسائية جلسة عامة بعنوان "مشروع الشرق الأوسط الجديد"، عرّف المحاضرون فيها بمشروع الشرق الأوسط الجديد كما يتمّ تداوله غربياً، وكما يتمّ تداوله أيضاً على مستوى المنطقة. وقد دارت المداخلات حول إمكانية تحقّق نبوءة برنارد لويس بقيام الدويلات الدينية والطائفية والإثنية.
أدار الجلسة الإعلامي سمير عمر، مدير مكتب قناة سكاي نيوز في القاهرة، وشارك فيها كلٌّ من صاحب السموّ الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ورئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، والسيّد محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسّسة منتدى الأصيلة، والشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي السابق.
البداية كانت مع كلمة الرئيس السنيورة الذي رأى أن مشروع الشرق الأوسط الجديد يهدف إلى جعل إسرائيل مقبولة في المنطقة، ثم علّق على تجارب الوحدة العربية التي باءت بالفشل لأنها كانت تقوم على أفكار رومانسية من دون إيجاد قاعدة صلبة تقوم على أساسها. وطالب الدول العربية بتعظيم المصالح الاقتصادية المشتركة التي قد تؤدّي في النهاية إلى نوع من أنواع الوحدة. ثم تحدّث عن "الربيع العربي"، فوصفه على أنه بمثابة روح جديدة تسري في جسد الأمة، لولا التدخّلات الخارجية التي تعمل على إحباطه من جهة، واستخفاف الأنظمة العربية بتطلّعات شعوبها من جهة ثانية. واعتبر أن المواطن الحرّ هو الضمانة من أجل بناء الدول، وأن بناء المواطن الحّر يكون ببناء دولة المؤسّسات. إذ إنّ دولة المؤسّسات تبدأ بتكريس مفهوم تداول السلطة، وبالديمقراطية، أي منح المواطن الحقّ باختيار حكّامه، والحقّ بالتعبير عن رأيه بحرية، وضمان حقوقه الأساسية، وذلك مقابل أن يؤدّي واجباته تجاه مواطنيّته ووطنه. ثم تحدّث صاحب السموّ الملكي الأمير تركي الفيصل، الذي عبّر عن رأيه باختصار قائلاً" إن لم تكن فاعلاً فستكون مفعولاً به"، معتبراً أن هذه هي حال العرب في هذه المرحلة. ورأى أن إحدى أبرز مشكلات العرب تتمثّل في عدم مبادرتهم لطرح وجهة نظرهم حول المشكلات التي يواجهونها. وفي الاستثناءات القليلة التي طالبوا فيها بتأمين حقوقهم وإنصافهم، وتحديداً في ما يخصّ القضية الفلسطينية، لم تلقَ طلباتهم المتكرّرة والموجَّهة إلى دول العالم أيّ آذان صاغية. تلا ذلك كلام الشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي السابق، اعتبر فيه أنعجز الأمم المتحدة عن حلّ مشكلة سوريا يبدو وكأنه مقصود كي تبقى المنطقة مشتعلة. ثم تحدّث عن تقصير العرب أيضاً في حلّ هذه المشكلة،غير أنّه طمأن المستمعين إلى أن المشكلات التي يواجهها العالم العربي ليست محصورة فيه، بل تشهدها دول كثيرة في العالم، مثل إسبانيا حيث جرى استفتاء في الباسك من أجل الانفصال، وفي إسكتلندا التي كادت تنفصل عن إنكلترا بفارق أصوات بسيط، فضلاً عن مشكلة العنصرية في الولايات المتحدة بعد حادثة فيرغسون، معتبراً أن العالم كلّه يتّجه نحو التعصّب القومي والعرقي. وختم بالقول إن المسألة تتعلّق بأن نكون أو لا نكون كعرب. وتحدّث السيّد محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسّسة منتدى الأصيلة، شاكراً مؤسّسة الفكر العربي ورئيسها صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل لاختيار المغرب لعقد مؤتمرها الثالث عشر، وكذلك لاختيارها هذا العنوان للمؤتمر، وهو عنوان "نحن بأشدّ الحاجة لنقاشه ومتابعته وتبادل الآراء فيه كي لا يذوي وتنطفىء الرغبة في الوحدة التي ستؤدّي في النهاية إلى تطوّر الدول العربية كلّهاوتقدّمها،كما هو الحال في أوروبا". وتحدّث عن مشروع الشرق الأوسط الجديد واصفاً إياه بأنه مؤامرة من جهة، وبأنه من جهة أخرى مجرّد تحقيق للمصلحة الأميركية التي تتبنّى وجهة نظر تقول بوجوبقيام نظام عالمي جديد بقيادتها. ثم توّلى مدير الجلسة الإعلامي سمير عمر إدارة النقاش والحوار مع الحضور الذين وجّهوا عدداً كبيراً من الأسئلة للمحاضرين حول موضوع "الشرق الأوسط الجديد" وحول فكرة الوحدة العربية ومدى قابليتها للتحقّق. ويذكر أنه أقيمت يوم الأربعاء عدة جلسات متوازية كانت الجلسة الأولى عن "التعاون الاقتصادي: التحدّيات في ظلّ التنوّع"، وتحدث فيها كلّ من الخبير الاقتصادي الأستاذ مروان اسكندر، والأستاذ عبدالله القويز، والمستشارالأول في التخطيط الاستراتيجي الأستاذ محمد سيف الدين سلمان، والأستاذ في كلية العلوم الاقتصادية والاجتماعية محمد حركات، وأدارها الأستاذ الجامعي والباحث في الاقتصاد الدولي محمد الزناتي. وناقش المتحدثون قضايا متنوعة تمس التكامل العربي الاقتصادي وأبرز معوقاته. أما الجلسة الثانية التي كانت بعنوان "دور الثقافة والفنون في إرساء وحدة الشعوب"، فتحدّث فيها كل من الخبيرة المتخصّصة في قضايا المجتمع المدني الدكتورة أماني قنديل، والشاعر والكاتب الأستاذ خزعل الماجدي، والمدير العام للقناة الثقافية السعودية الأستاذ محمد الماضي، والأستاذ في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية الأستاذ سعيد الحسن، والأستاذ في جامعة المدية قلقاسم عيساني، وأدارها الأستاذ المساعد في الوثائق بقسم المكتبات والوثائق والمعلومات في جامعة القاهرة عماد أبو غازي. عرّج المتحدثون فيها على دور الأدب والفنون في تحقيق التعاون والتكامل بين شعوب المنطقة. كما وعقدت جلسة حول التكامل السياسي تحت عنوان "المسار التاريخي للتحوّلات الجيوسياسية في الوطن العربي"، تحدّث فيها كلٌ من الخبير الأمني الدكتور إيليا عبيد، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والأكاديمية النرويجية للآداب وحريّة التعبير الأستاذ سمير مرقس، الدكتور عبد الخالق عبد الله، الدكتور عادل موسوي، وأدراها سكرتير التحرير في جريدة الحياة الأستاذ طوني فرنسيس. وناقشت الجلسة العامّة والأخيرة، الإسكوا حول "التكامل العربي سبيلاً لنهضة إنسانية"، وتعاقب فيها على الكلام الأساتذة: أبو يعرب المرزوقي، أحمد توبة، نعيمة توكاني ومصطفى الحسوني، وأدارها الدكتور عبدالله الدردري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.