تتجه الأنظار في الأسبوعين المقبلين إلى العاصمة السعودية الرياض، التي تحتضن منافسات دورة كأس الخليج ال 22 لكرة القدم، بمشاركة 8 منتخبات، 7 منها يراودها الأمل بنيل اللقب. وحافظت البطولة الخليجية على استمراريتها وانتظامها منذ النسخة الأولى في البحرين عام 1970، وما تزال حتى الآن «درة» الدورات الرياضية الخليجية التي يكون فيها التنافس على أشده لإحراز اللقب، ويحلو لبعض تسميتها ب«مونديال» الخليج. وخرجت أصوات كثيرة في الأعوام الماضية تطالب بإلغاء كأس الخليج لعدم جدواها، أو بضم منتخبات من خارج المنطقة الخليجية إليها، لكن الدورة حافظت على خصوصيتها، وقد انضم إليها اليمن في النسخة ال 16 في الكويت عام 2003، كما عاد العراق إلى منافساتها في الدورة التالية بقطر عام 2004 بعد إبعاده بسبب غزو الكويت عام 1990. وخير دليل على أهمية دورات كأس الخليج بالنسبة إلى شعوب المنطقة، هو الزحف الجماهيري الذي كان لافتا جدا في النسخة الماضية في البحرين مطلع عام 2013، حيث واكب الآلاف من المشجعين منتخباتهم، ومع وصول منتخب الإمارات إلى المباراة النهائية مع العراق، حضر قرابة 10 آلاف إماراتي إلى المنامة بحرا وجوا حيث خصص عدد كبير من الطائرات لنقلهم في يوم المباراة. ويؤكد المسؤولون عن الرياضة الخليجية أن دورات كأس الخليج ليست منافسة للفوز ببطولة لكرة قدم فقط، بل هي محطة مهمة لتقوية أواصر اللحمة بين شباب مجلس التعاون الخليجي. وقال أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله بن عبد العزيز في تصريحات أثناء لقائه سفراء الدول المشاركة في «خليجي 22» بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني قبل أيام «إن البطولة بما تحمله من إثارة ومنافسة محتدمة، إلا أنها تظل شعارا لوحدتنا وتآزرنا، فخليجنا واحد وشعبنا وتاريخنا واحد»، منوها إلى «العلاقات الاستراتيجية بين الدول والمصير الواحد بينها». وأضاف «المنافسات الرياضية مثل كأس الخليج لكرة القدم، التي تجمع الرياضيين في دول الخليج، تعد فرصة لتبادل الخبرات الرياضية، لأن المنافسة الشريفة في الرياضة تغرس القيم النبيلة والروح الأخوية، التي تنعكس إيجابيا على أبناء المنطقة فتربي فيهم الأخلاق الحميدة والسلوك الحضاري، وذلك لما في الرياضة من تأثير ملموس على الجيل والنشء للحد من ظاهرة التعصب الرياضي». وتابع «أهلا بكم على أرض الرياض التي حرصت على إظهار تقديرها لهذه المناسبة بتنظيم عدد من الفعاليات، منها الحديث ومنها ما هو نابع من تراثنا العربي الأصيل لنرحب بأشقائنا من دول الخليج». وعلى صعيد المنافسة، فإن الأهداف والطموحات والجهوزية تتفاوت بين منتخب وآخر، لكن الطابع الخاص لدورات الخليج يجعل الصراع على اللقب مفتوحا على جميع الاحتمالات. منتخب الكويت هو صاحب الرقم القياسي في الدورة ب 10 ألقاب، مقابل 3 ألقاب للسعودية والعراق، ولقبين للإمارات وقطر، ولقب واحد لعمان، وما تزال البحرين تبحث عن لقبها الأول، وكانت قريبة من ذلك في الدورة الأخيرة على أرضها قبل أن ينتهي مشوارها في نصف النهائي بالخسارة بركلات الترجيح أمام العراق، ويحتاج اليمن إلى سنوات كثيرة لكي يدخل فعليا حلبة الصراع على المركز الأول. وتشكل منافسات «خليجي 22» خير إعداد لجميع منتخباتها، باستثناء اليمن، لنهائيات كأس آسيا في أستراليا مطلع العام المقبل، حيث أعلن أكثر من اتحاد للعبة أن الدورة الخليجية تشكل محطة مهمة للإعداد للبطولة القارية.