تواصل البحرين البحث عن حلمها الكبير بتحقيق لقبها الخليجي الأول، عندما تخوض غمار منافسات دورة كأس الخليج ال22، التي ستستضيفها العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 13 حتى 26 نوفمبر الجاري. ويلعب منتخب البحرين في "خليجي 22" في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات السعودية وقطر واليمن. وكانت البحرين، أخفقت في تحقيق اللقب وهي التي احتضنت الانطلاقة الأولى على أرضها عام 1970، واكتفت باحتلال مركز الوصافة في 4 دورات، ولم تستغل البطولات الأربع التي استضافتها على أرضها أعوام 1970 و1986 و1998 و2013 لتعانق لقبها الأول، لتبقى الدولة الوحيدة من بين الدول الخليجية التي لم تحقق اللقب حتى الآن، إلى جانب اليمن. نتائج متفاوتة كانت بداية منتخب البحرين في دورات كأس الخليج لكرة القدم مشجعة حيث احتل المركز الثاني خلف الكويت في الدورة الأولى 1970 التي أقيمت في ضيافته وشاركت فيها السعودية وقطر. وفازت على قطر 2/1 ثم تعادلت مع السعودية سلبيا، قبل أن تخسر أمام الكويت 1/3، وبرز في صفوفها يوسف المالكي وسعيد العبادي وإبراهيم بوجيري، وكان لأحمد سالمين شرف تسجيل أول هدف في الدورة في مرمى قطر. وفي الدورة الثانية 1972 في السعودية زاد عدد المشاركين إلى خمسة منتخبات وكانت بداية البحرين فيها أكثر من ممتازة بفوزها على الإمارات 2/صفر ثم على قطر 6/2، قبل أن تخسر من الكويت صفر/2 ومن السعودية 1/2، وشطبت نتائجها بعد انسحابها إثر احتجاج على التحكيم في مباراتها مع السعودية. وفي الدورة الثالثة 1974 في الكويت، احتل المنتخب البحريني مركزا متأخرا هو الخامس أمام عمان، بعدما ارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 6. وارتقت البحرين مركزا واحدا في الدورة الرابعة 1976 في قطر، فتقدمت من الخامس إلى الرابع، وشهدت الدورة دخول العراق في المنافسة فارتفع عدد المنتخبات إلى 7. واختير البحريني حمود سلطان أفضل حارس في الدورة. وبقيت رابعة في الدورة الخامسة 1979 في العراق، وتحسن ترتيبها في الدورة السادسة 1982 في الإمارات، عندما تقدمت إلى المركز الثاني خلف الكويت، وهي خسرت مباراة واحدة كانت أمام الكويت بالذات صفر/2، قبل أن تتعادل مع عمان 1/1 ثم تفوز على الإمارات 3/2 وقطر 1/صفر، وختمت مبارياتها بتعادل مع السعودية 2/2. ومرة جديدة، فشل المنتخب البحريني في الحفاظ على مركزه فتراجع في الدورة السابعة 1984 في عمان إلى المركز الخامس. الاستضافة الثانية واستضافت البحرين الدورة الثامنة 1986، وكانت المرة الثانية التي تحتضن فيها الدورة بعد النسخة الأولى، لكن الأرض لم تلعب مع أصحابها، عندما حلت ثانية خلف الكويت، لأنها بقيت خامسة. واختير الحارس محمد صالح أفضل حارس في الدورة. وفي الدورة التاسعة 1988 في السعودية، حلت البحرين رابعة، واستمر التقدم التدريجي للمنتخب البحريني فبات ثالثا في الدورة العاشرة 1990 في الكويت العام 90، وحصل حمود سلطان على جائزة أفضل حارس في الدورة مع الكويتي سمير سعيد. وعاد المنتخب البحريني إلى المركز الثاني في الدورة ال11 عام 1992 في قطر، ومرة جديدة حصل الحارس حمود سلطان على جائزة أفضل حارس. وفي النسخة ال12، في الإمارات عام 1994، احتلت البحرين المركز الثالث، وتراجع مستوى البحرين في الدورة ال13 في 1996، فاحتلت المركز الخامس، والمركز ذاته كان من نصيب المنتخب البحريني في النسخة ال14 التي استضافتها للمرة الثالثة، وفي "خليجي 15" في الرياض عام 2002 قدم منتخب البحرين عروضا جيدة لكنه لم يكن محظوظا بإحراز مركز أفضل من الرابع بعد تعادله نقاطا وأهدافا مع الكويت لكن القرعة حسمت المركز الثالث للأخير. وفي "خليجي 16" في الكويت، كانت البحرين منافسة قوية على اللقب لكنها حلت ثانية خلف السعودية بفارق نقطة. وفي النسخة ال17 في الدوحة عام 2007 التي اعتمد فيها نظام المجموعتين، وصلت البحرين إلى الدور نصف النهائي قبل أن تخسر أمام عمان 2/3. وفي "خليجي 18" بأبوظبي عام 2007 لعبت البحرين في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات السعودية والعراقوقطر، وحلت ثانية في المجموعة بعد أن نجحت في تحقيق المركز الثاني برصيد 4 نقاط وبفارق الأهداف عن المنتخب العراقي الثالث خلف المتصدر المنتخب السعودي، وتتأهل للدور الثاني وملاقاة متصدر المجموعة الأولى المنتخب العماني، لتخسر بنتيجة صفر/1. وفي "خليجي 19 بمسقط" غادرت البحرين من دور المجموعات، وفي خليجي 20 باليمن، خاضت البحرين البطولة بطموح العودة باللقب الأول، ولكنها اكتفت بالعودة من هناك مبكرا بعد أن ودعت المنافسات من الدور الأول. واستضافت البحرين وللمرة الرابعة منافسات البطولة على أرضها مطلع 2013، وكانت الآمال معقودة على تحقيقها اللقب، ولكنها أخفقت من جديد باحتلالها المركز الرابع في سلم الترتيب. تغييرات جذرية وتمر الكرة البحرينية بتغييرات كبيرة خلال النسخة المقبلة للدورة مع غياب أبرز النجوم، الذين برزوا وتألقوا مع المنتخب البحريني في عصره الذهبي قبل 10 أعوام، عندما حقق المنتخب المركز الرابع في بطولة آسيا عام 2004، وبلغ منافسات الملحق الفاصل لبلوغ مونديال العالم مرتين متتاليتين عام 2005 أمام ترينيداد وتوباجو وفي عام 2009 أمام نيوزيلندا. وتشهد منافسات "خليجي 22" تغييرات كبيرة على تشكيلة المنتخب، الذي بدأ الاعتماد على الوجوه الشابة منذ النسخة الأخيرة التي أقيمت في البحرين عام 2013. وعلى الصعيد الإداري والفني، تمر الكرة البحرينية بفترة تغيير أيضا، فرئاسة الاتحاد آلت إلى الشيخ علي بن خليفة آل خليفة الذي خلف الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، بعدما أصبح رئيسا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وعلى صعيد الجهاز الفني، فبعد الأرجنتيني جابرييل كالديرون، الذي قاد "الأحمر" في "خليجي 21" تسلم دفة الفريق المدرب الإنجليزي أنطوني هيدسون، لكن الأخير ترك منصبه وانتقل لتدريب منتخب نيوزيلندا، ليتعاقد الاتحاد البحريني مع المدرب العراقي المعروف عدنان حمد لقيادة المنتخب في النسخة الجديدة لدورة الخليج. خامس مدرب عربي وسيكون المدرب حمد خامس مدرب عربي يقود منتخب البحرين في منافسات كأس الخليج، بعد المصري حمادة الشرقاوي الذي دربه في البطولات الثلاث الأولى 1970 و1972 و1974، والمدرب التونسي عبدالمجيد الشتالي، الذي قاده في "خليجي 9" بالرياض عام 1988، وفي "خليجي 13" بمسقط عام 1996 تسلم دفة الفريق المدرب البحريني فؤاد بوشقر، بينما قاد البحريني الآخر سلمان شريدة الفريق في "خليجي 20" باليمن عام 2010. وعمل المدرب العراقي عدنان حمد فور استلامه دفة تدريب الفريق على إجراء بعض التعديلات الطفيفة على التشكيلة، فيما اضطر لاستبعاد أحد أبرز النجوم وهو لاعب السيلية القطري فوزي عايش لأسباب إدارية. خبرة وشباب وأبرز اللاعبين الذين سيعول عليهم عدنان حمد في هذه النسخة قائد الفريق لاعب النصر السعودي محمد حسين، ومعه حسين بابا والحارس سيد محمد جعفر ومحمود عبدالرحمن وإسماعيل عبداللطيف، فيما سيكون أغلب اللاعبين من الوجوه الشابة ويبرز منهم سيد ضياء سعيد وسامي الحسيني وسيد أحمد جعفر وعبدالوهاب المالود ووليد الحيام ومحمد الطيب وراشد الحوطي وعيسى غالب. استعداد مكثف استعد المنتخب البحريني لمنافسات الدورة بخوض عدة مباريات ودية، حيث حقق الفوز على الكويت بهدف دون رد في الكويت، وتعادل مع أوزبكستان بدون أهداف، قبل أن يتعادل بالنتيجة ذاتها أمام العراق، ولعب تجربة ودية أمام كوريا الشمالية في العاصمة المنامة انتهت بالتعادل 1/1، وسيختتم تجاربه بلقاء سنغافورة السبت المقبل. ويدرك حمد حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه لتحقيق طموحات الشارع الرياضيالبحريني، الذي يراوده حلم تحقيق اللقب الخليجي للمرة الأولى. وقال حمد "أدرك حجم المسؤولية، والجميع هنا في البحرين يأمل في تحقيق اللقب الخليجي". وتابع "الكرة البحرينية تملك العديد من العوامل المساهمة في تحقيق الإنجازات، البحرين لديها المواهب الكروية كبقية دول الخليج، وهذا شجعني لقبول المهمة، ونأمل في تحقيق الظهور المشرف في المشاركات الخارجية".