في موكب مهيب شكلته موجات بشرية هائلة قدمت من مختلف مناطق المملكة، شيعت أمس بالأحساء جثامين شهداء جريمة الدالوة الذين قضوا الإثنين الماضي على أيدي عصابات الغدر، وسط تنظيم رائع على الرغم من ضخامة الأعداد التي شاركت في التشييع والدفن. وبدأ توافد حشود المشيعين عقب بعد صلاة الجمعة مباشرة، حيث تم استقبالهم في مختلف مداخل الدالوة، قبل أن يتم إيصالهم إلى المقبرة بواسطة حافلات وفرتها جمعيات خيرية ومؤسسات نقل وأفراد، فيما فضل آخرون الوصول للموقع مشياً على الأقدام خاصة من بلدات الشهارين والمنصورة والتهيمية والقارة والمنيزلة. وبدأت مراسم التشييع قرابة الساعة الثالثة عصراً بإخراج الشهداء الثمانية للساحة المقابلة لمسجد المرتضى بالدالوة، وقد لفوا بعلم المملكة وهم: محمد عبد الله المشرف، حسن حسين العلي، زهير حبيب المطاوعة، مهدي عيد المشرف، عبدالله محمد اليوسف، محمد حسين البصري، عبد الله حسين المطاوعة وعادل عبدالله حرابة (من بلدة المنصورة). واستهل المراسم جاسم المشرف بكلمة الأهالي شكر فيها الجميع على الحضور والمشاركة في التشييع، كما قدم شكره وتقديره لجميع الجهات الأمنية على وقوفها ووجودها والمشاركة في التنظيم أيضاً. ثم ألقى السيد علي الناصر السلمان كلمة أكد فيها أن المملكة تنعم بالأمن والأمان منذ عهد المؤسس – رحمه الله – وما بيعة الأهالي له إلاَّ لثقتهم فيه وفي قيادته البلاد إلى بر الأمان ولله الحمد. وشدد على أن ما حدث ما هو إلا عمل إرهابي، ولن يفسد العلاقة الوطيدة بين أبناء الوطن واللُّحْمة التي بينهم بل ستزيدهم حباً وتماسكاً. بعد ذلك أمَّ السليمان الصلاة على الجنائز، التي نقلت لاحقا عبر حافلتين مجهزتين وسبقها مشياً عدد من الشباب يحملون (المشموم الحساوي) وألواح رفعت عليها صور الشهداء وعلم المملكة ولافتات تشدد على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية. وبعد أن وصلت الجثامين إلى المقبرة التي تقع عند مدخل بلدة القارة، استلزم الأمر بعض الوقت لتنظيم الحشود التي كانت تكتظ بها المقبرة مما اضطر المنظمين لإغلاق أبواب المقبرة أمام كثيرين. بعد ذلك أنزلت الجثامين إلى القبور التي حفرت متلاصقة.