قال حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أمس الخميس إن السلطات التركية مصممة على مواصلة محادثات السلام مع متمردي حزب العمال الكردستاني على الرغم من التوترات الحالية المترتبة على النزاع السوري. وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية المحافظ، بشير أتالاي، للصحفيين "نحن متمسكون بصدق بعملية السلام ومصممون على دفعها إلى الأمام"، مشيراً إلى أن "جدول المحادثات محدد بشكل كبير الآن ونتقاسم تفاصيله مع الطرف الآخر". وقال أيضاً إن "محادثات جديدة ستبدأ قريباً وستُعقَد اجتماعات جديدة". وتبدو هذه المفاوضات، التي بدأت قبل عامين وترمي إلى وضع حد لحركة التمرد الكردي مهددة حالياً. ونزل آلاف الشبان الأكراد إلى شوارع تركيا الأسبوع الماضي للتنديد برفض أنقرة التدخل عسكرياً لمساعدة المقاتلين الأكراد، الذين يدافعون عن مدينة عين العرب السورية، التي يحاصرها تنظيم "داعش". وأسفرت هذه التظاهرات العنيفة عن مقتل 34 شخصاً على الأقل. من جهته، قصف الجيش التركي الإثنين الماضي مواقع لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار الذي أعلنه المتمردون في مارس 2013. وكان زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان، الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد في جزيرة إيمرالي (شمال غرب) قد أمهل السلطات التركية حتى 15 أكتوبر الجاري لإظهار تصميمها على مواصلة هذه المحادثات، التي اهتزت بسبب سياسة أنقرة حيال الوضع في سوريا وأعمال الشغب التي وقعت الأسبوع الماضي. وحذر أوجلان مؤخراً من أن سقوط مدينة عين العرب سيعني فعلياً انتهاء عملية السلام. بدوره، أعلن حزب الشعب الديموقراطي التركي (الموالي للأكراد) أن وفداً من نوابه سيتوجه في نهاية هذا الأسبوع إلى جبال قنديل (شمال العراق) لإجراء محادثات مع القادة العسكريين في حزب العمال الكردستاني. ولاحقاً، سيتوجه ثلاثة نواب من حزب الشعب الديموقراطي في 21 أكتوبر إلى إيمرالي لمقابلة أوجلان في سجنه، بحسب بيان. ووفق هذا الحزب، فإن معتقلين أكراداً، أعضاء أو مقربين من حزب العمال الكردستاني، بدأوا من جهة أخرى إضراباً عن الطعام في السجون التركية للاحتجاج على سياسة أنقرة في سوريا.