كشف الحاج سالم محمد (مصري الجنسية) ل «الشرق» أنه احتاج إلى 4 سنوات لكي يجمع تكلفة الحج في بلاده، وقال «منذ 4 سنوات ونية الحج كانت موجودة لدي ولذلك قمت بجمع المبلغ منذ ذلك الوقت، والحمد الله الذي منّ على بهذا الفضل العظيم بعد أن أديت الركن الخامس من أركان الإسلام للمرة الأولى في حياتي». ووصف الأجواء في عرفات بأنها رائعة، وأضاف «نحن سعيدون جداً بما يقوم به الأمن السعودي في تنظيم الحجاج وتسهيلهم للحجاج تأدية المناسك بكل يسر وسهولة، وكلٌّ هنا في المشاعر المقدسة قائم ويعمل من أجل الحجاج». وعن قصدهم لجبل الرحمة، أوضح أن الذهاب للجبل سُنة والجميع يشتاق له وللوقوف عليه، مبينا أن تكلفة الحج تبلغ حوالي20 ألف ريال للشخص الواحد، أما بالنسبة للمواصلات داخل المشاعر فهي مناسبة، وتابع «الوضع داخل مكةالمكرمة صعب جداً، حيث لا تقل قيمة المشوار الواحد عن 50 إلى 70 ريالا بخلاف بقية أيام العام في غير الموسم التي يبلغ قيمة المشوار فيها من 5 إلى 10 ريالات». من جانبه، أكد الحاج أحمد عثمان (سوداني الجنسية) ل «الشرق»: حرصه على أداء فريضة الحج للمرة الأولى هذا العام بالرغم من بلوغه سن الثلاثين، مبينا أن كل مسلم على وجه الأرض يسعى لتحقيق أداء هذه الفريضة. وقال إن الحج يحتاج لمبلغ مالي كبير، مضيفا أنه استدان حوالي نصف تكلفة الحج من أجل المجيء إلى مكةالمكرمة، لافتاً إلى أن الأجواء في المشاعر المقدسة لا يمكن وصفها إطلاقاً، حيث يأتي الناس من شتى أنحاء العالم بهدف أداء هذه الشعيرة الإسلامية، وهم مجتمعون على دين واحد وقلب واحد. واتجه حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد عرفات منذ بداية ساعات صباح أمس (الجمعة) الموافق التاسع من شهر ذي الحجة الذي يعد من أفضل الأيام عند المسلمين، بعد أن قضوا يوم التروية في منى. ورافقت «الشرق» الحجاج منذ بداية طلوعهم إلى عرفات في الساعات الأولى من الصباح، وقامت بجولة حولها، وشاهدت امتلاء ساحات مسجد نمرة عن بكرة أبيها منذ ساعات الصباح الأولى، كما شهدت الطرق المؤدية إليه ازدحاماً كبيراً بسبب افتراش الحجاج خارج ساحات المسجد بمسافات طويلة، وصلى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة بعرفات بعد أن استمعوا لخطبة يوم عرفة التي ألقاها مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بعدها توجَّه عدد كبير منهم إلى جبل الرحمة ووقفوا عليه داعيين الله وذاكرين له ومبتهلين إليه حتى غروب الشمس، مقتدين بذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وغادروا حينها عرفات واتجهوا إلى مزدلفة وهم يرددون التلبية (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).