اكتمل وصول جموع حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر، ظهر أمس، حيث تدفقت جموع الحجيج من مشعر منى ومن مكةالمكرمة منذ ساعات الليل الأخيرة والصباح الباكر وهم يرددون التلبية (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك)، ويدعون الله ويذكرونه ويبتهلون إليه كثيرا مقتدين في ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. حيث بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة يوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة تحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. وتوافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام إلى مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة، وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن. وواكبت قدوم قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر، متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد من مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم، وعلى امتداد الطرقات الموصلة بعرفات انتشر رجال المرور يساندهم أفراد الأمن والكشافة باذلين قصارى جهدهم لتأمين الانسيابية والمرونة بالحركة. وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وكل ما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه. وتابع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات وشهدت الحركة المرورية لانتقال ضيوف الرحمن من منى إلى عرفات انسيابية ومرونة بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين من إمكانات ضخمة وترتيبات متميزة لينعم الحجاج بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان. وأكد قائد قوات الحج اللواء سعد بن عبدالله الخليوي تسخير كل الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن، مشيرا إلى جاهزية قوات الأمن في الحج وتذليل كافة الصعوبات للوصول إلى أعلى درجات الكفاءة في أداء المهام وموضحا أنه لم تسجل أي حوادث تعكر صفو الحجيج خلال نتقلاتهم بين المشاعر. بدوره، قال الدكتور خالد المرغلاني المتحدث باسم وزارة الصحة إن جميع التقارير الميدانية من اللجان الطبية تؤكد أن صحة الحجاج جيدة، ولم تسجل أي حالات وبائية أو محجرية حتى الآن. وقد شهد يوم عرفة استقرارا في الأوضاع التموينية والغذائية وتم توفير كميات كبيرة من المواد والسلع الغذائية لضيوف بيت الله الحرام في الوقت الذي قامت فيه الفرق الرقابية بوزارة التجارة والصناعة منذ الصباح الباكر بجولات مكثفة على المباسط والبرادات والسيارات المتجولة المحملة بالسلع الغذائية كشفت عن وجود فائض من المواد والسلع الغذائية بأسعار ملائمة. وأكدت وزارة التجارة والصناعة حرصها على متابعة تأمين احتياجات ضيوف بيت الله الحرام من كافة السلع الغذائية وتوفرها في المشاعر المقدسة بأسعار مناسبة بما في ذلك السلع الأساسية ومنها الخبز وحرصت الوزارة على تأمين كميات إضافية من الخبز من المخابز في كل من مكةالمكرمةوجدة وقامت ضمن خطتها التشغيلية في الحج بتوفير عدد كبير من البرادات المحملة بالسلع الغذائية والتي تواجدت على صعيدي منى وعرفات وبلغ إجمالي عدد البرادات ضمن خطة الوزارة المستهدف إدخالها للمشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام (161) برادة، كما تم تحديد العدد المستهدف الترخيص له من المحلات والمباسط التجارية لتقديم الوجبات الغذائية في المشاعر المقدسة ب(430) محلا ومبسطا منها (260) محلا ومبسطا في مشعر منى.