إذا كان يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر .. فهو بكل تأكيد يوم التوحيد الخالص لله رب العالمين، إذ لا يمكن أن يوجد في هذا الموقف العظيم من يشرك بالله مثقال ذرة. فما جاء بالملايين الذين تحملوا المشقة من أقاصي الأرض ، وتكبدوا المصاريف الباهظة إلا إيمانها بأن الله واحد لا شريك ولا ند له، وأكبر شاهد على ذلك ترديد الجميع كلمة التوحيد في حلهم وترحالهم، وليلهم ونهارهم : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك * * * لبيك .. لبيك .. لبيك .. وسعديك والخير بيديك لبيك لا شريك لك لبيك اللهم لبيك .. إن ارتفاع صوت الملايين من الحجاج منذ أن أهلوا بالحج وإلى تمامه بهذه التلبية وفي عرفات بالذات. بالإضافة إلى ترديدهم الدعاء ذلك الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» . إن هذا الذي تختلج به أفئدة ضيوف الرحمن وترتفع به أصواتهم في عرفات هو الذي يجعل الشيطان على الوضع الذي وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو الدرداء رضي الله عنه : «ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر، ولا أدحر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى من يوم بدر» . لذلك كان مستغربا بل ومستهجنا ما طالب به بعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكةالمكرمة بإزالة الشاخص الموجود من قديم الزمان في أعلى جبل الرحمة في عرفات بدعوى أن بعض المعتمرين يقومون بالتبرك به والعبادة عند الشاخص الموجود في أعلى جبل الرحمة وذلك كما جاء في جريدة المدينة يوم السبت 21 رجب 1431ه . ففي اعتقادي أنه حتى لو صح أن بعض الجهلة من المعتمرين يقومون بذلك فإن من الأولى توجيههم بالتي هي أحسن وتوعيتهم بما يبعدهم عن الزلل، وهذا هو الدور المطلوب من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء فيما يتعلق بما قيل عما قد يحدث من بعض الجهلة من أخطاء على جبل الرحمة أو في غيره من الأماكن المقدسة، لأننا إذا أخذنا بمبدأ إزالة المواضع التي قد تحدث فيها أعمال ربما يأتيها بعض المعتمرين أو الحجاج عن جهل فإننا بالكاد سنزيل معظم المقدسات الإسلامية بكل أسف!! فجبل عرفات فيه أو عليه وقف الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن حج حجة الوداع وأصبح من المستحب الوقوف عند الصخرات فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه مسلم وأحمد وأبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه : « وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف» .. كما روى الإمام الترمذي عن مربع الأنصاري قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « كونوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم»، ومشاعر : جمع مشعر. وهو موضع النسك وقد سميت بذلك لأنها معالم العبادة. .. ثم إنه إذا صح ما قيل إنه من عمل المعتمرين فإن من الأولى إرشادهم بأن ليس على المعتمر الوقوف بجبل الرحمة، وإن لمن أراد مشاهدته فإنه له ذلك على أن يكون للرؤية والمعاينة فقط. وأعود لأسأل رجال الهيئة الأفاضل: ماذا يبقى لكم من عمل إذا كنتم تستكثرون حتى القيام بالتوعية والتوجيه الذي تتطلبه وظيفة الآمر بمعروف والناهي عن منكر ؟!. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة