فيما أعلنت وزارة الصحة اليمنية أن المعارك الأخيرة التي أتاحت للحوثيين السيطرة على صنعاء أوقعت 270 قتيلاً، حذّر الرئيس عبدربه منصور هادي من أن البلاد تنزلق تجاه حرب أهلية. وذكرت وزارة الصحة، في حصيلةٍ جديدة، أنه تم إحصاء 270 جثة من المدنيين والعسكريين سقطوا خلال المواجهات المسلحة مؤخراً. ولا تشمل الحصيلة، التي كشف عنها وزير الصحة أحمد العنسي، القتلى الذين تسلمت أسرهم أو أطراف النزاع جثثهم. كما أعلنت الوزارة نقل قرابة 460 جريحاً إلى المستشفيات. وكانت حصيلة أوَّلية أعلنها مسؤول في مجلس الوزراء اليمني الإثنين الماضي أشارت إلى سقوط 200 قتيل. وتوقفت المعارك بعد توقيع اتفاق سلام مساء الأحد الماضي بين جماعة الحوثيين بزعامة عبد الملك الحوثي والحكومة برعاية وسيط الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر. إلا أن التوتر لا يزال حاداً في صنعاء حيث يواصل متمردون نهب معدات الجيش في العاصمة. بدوره، حذّر الرئيس اليمنيين من أن بلدهم يتجه نحو حرب أهلية. وقال هادي، في كلمةٍ أمام الزعماء السياسيين والقادة الأمنيين في مقره، إن ما جرى في صنعاء يؤكد مرارة القتال المؤلمة بين الشعب اليمني ومخاطر الدخول في حرب أهلية. وأبرم الحوثيون اتفاقاً يجعلهم جزءاً من الحكومة لكن لم يتضح إن كان هذا سيلبي مطالبهم أم سيشجعهم بدلاً عن ذلك على السعي للحصول على مزيد من السلطات. وعلى خلفية مشهد سياسي وقبلي وطائفي ممزق، فإن أي استئناف للقتال يمكن أن يسمح أيضاً لمجموعات أخرى عديدة من بينها الانفصاليون الجنوبيون وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح بل وتنظيم القاعدة بكسب ميزة. واتصلت مساعدة الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب، ليزا موناكو، بالرئيس اليمني أمس الأول الأربعاء للتعبير عن دعم باراك أوباما لقيادته والتنديد بالحوثيين. وقال البيت الأبيض في بيانٍ له إن «واشنطن حثت جميع الأطراف على السعي من أجل المصالحة وأكدت تصميم الولاياتالمتحدة على تسمية الأفراد الذين يهددون سلام واستقرار وأمن اليمن». وتحول الحوثيون، الذين بدأوا كحركة محلية هدفها الترويج للطائفة الزيدية الشيعية في مواجهة طائفة سنية تزداد قوة في أواخرالتسعينيات، خلال السنوات الخمس عشرة الماضية إلى قوة مسلحة قوية من خلال استغلال مظالم أوسع لليمنيين في الشمال. وبعد انتفاضة في عام 2011 تم التعامل بشكل جزئي مع مطالبتهم بقدر أكبر من الحكم الذاتي في الشمال لكنهم تُرِكوا خارج الحكومة الانتقالية واستطاعوا كسب الذين أصيبوا بخيبة أمل لتعثر محاولات هادي للحكم. وفي الرياض، جددت منظمة التعاون الإسلامي التزامها بالوقوف مع وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه واستقلاله السياسي. وأكدت المنظمة، على لسان الأمين العام المساعد للشؤون السياسية السفير عبدالله عالم، التزامها بدعم الجهود الهادفة لتحقيق الاستقرار السياسي لمواجهة تحديات السلم وإعادة الإعمار والتنمية بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ودعا عالم، في كلمةٍ أمام مجموعة أصدقاء اليمن التي عُقِدَت مساء أمس الأول في نيويورك برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته تجاه اليمن، مؤكداً أن منظمة التعاون الإسلامي وجميع أجهزتها على أتم الاستعداد لمساعدة اليمن في تجاوز تحدياته الراهنة بهدف إعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة.