أكد أمين سر الجيش السوري الحر، والمتحدث الرسمي النقيب عمار الواوي، أن الثورة السورية على مفترق طرق، بسبب ورقة تنظيم «داعش» التي تستخدمها مخابرات إيرانية عراقية سورية «بعثية» للقضاء على الثورة السورية والعراقية. وكشف الواوي خلال حواره مع «الشرق»: أن ورقة «داعش» هي لعبة مخابراتية كبيرة يُسمح من خلالها لأمريكا أن تدعم بشار الأسد كما تدعم المالكي حالياً بحجة قتال «داعش» في العراق» مؤكداً أن كل هذه السيناريوهات من أجل القضاء على ثورة العراقيين والسوريين. وناشد الواوي كافة الأطراف العربية التي تدعم الثورة السورية توجيه الدعم لتشكيل قيادة مركزية وعسكرية قادرة على قيادة المعركة في الأيام القادمة التي يعدها الواوي مرحلة فرز خطيرة جداً، فإما أن يعيش الشعب السوري وتنتصر ثورته، وإما أن يتمدد التنظيم المجرم بعقلية مخابراتية إيرانية تهدف إلى القضاء على الإسلام المعتدل وهدفها دول المنطقة العربية، وتوجه النقيب عمارالواوي بالشكر إلى المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً على ما تقدمه من دعم للشعب السوري. - حقيقة نحن الآن على مفترق طرق، الشعب السوري الآن يُقاتل الإرهاب الذي تدعي أمريكا أنها تحاربه، أو أنها ضده، نحن نقاتل على جبهتين، جبهة التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله وداعش وجبهة النصرة وباقي العصابات الخطيرة الأخرى، وجبهة نظام الأسد، نحن بين مطرقة تنظيم «داعش» وسندان النظام وميليشياته الطائفية. - نحن لم نتخل عن المنطقة الشرقية، بالعكس أول ما قمنا بتطهيره هي المنطقة الشرقية، وحذرنا منذ البداية من دخول هذه التنظيمات وحذّرنا من شراسة وعقلية وتطرف هذا التنظيم، وسبق ودعينا أمريكا مراراً من أجل الضغط على أنظمة الأسد والمالكي وإيران، لعلمنا بدعمهم الكامل لهذا التنظيم، الآن وقد اتضحت الصورة للعالم من خلال ما يحدث في شرق سوريا من وجود سيارات الهمر الأمريكية والأسلحة الأمريكية التي سلمها المالكي لهذا التنظيم وهي موجودة ومشاهدة عبر وسائل الإعلام في منطقة دير الزور والرقة والحسكة، ويُقتل بها السوريون، هناك خط وأرتال هذا التنظيم تتحرك عبر الحدود على مرأى من نظامي دمشق وبغداد، ولدينا معلومات مؤكدة أن ضباط مخابرات سوريين وعراقيين وإيرانيين هم الآن أمراء في تنظيم داعش مثل: نديم بالوش الذي كان في سجن «صيدنايا» ومحكوم مؤبد بتهمة انتمائه إلى تنظيم القاعدة، وأبو سعيد اندرون الذي شكل سرية «الريح الصرصر» التي تملك السلاح الكيميائي الذي قتل به المدنيين في الغوطة كل هؤلاء على تواصل مع رئيس المخابرات علي مملوك، وأحد أمراء داعش ويدعى عمر ملا إبراهيم هو ضابط برتبة عقيد بالأمن العسكري، وهناك عناصر تتبع للمخابرات السورية من قبل وانضمت لداعش. - هو ليس انقلابا.. قبل هذه الحادثة التي لم يمض عليها أسبوعان لم يطلق تنظيم داعش رصاصة واحدة باتجاه النظام والعكس، وسيطرة داعش على الفرقة 17 في الرقة هو اتفاق مكشوف بين النظام والتنظيم، دخول داعش الفرقة 17 محاولة للإيهام بأن التنظيم بدأ يقاتل النظام وهذا غير صحيح، ارجع إلى سيناريو دخول داعش إلى العراق والاستيلاء على أكثر من أربع محافظات في وقت وجيز، لماذا لم يُواجه النظام داعش ولو للحظة ؟ طيران الأسد لم يقصف هذا التنظيم أثناء الهجوم على الفرقة ؟! هي باختصار لعبة مخابراتية إيرانية عراقية سورية بعثية يُسمح لأمريكا من خلالها أن تتدخل لقتال داعش كما هي تفعل الآن في العراق على إثر دخول التنظيم إلى العراق. - حزب الله هو من لعب الدور الأكبر في هذه العملية، فالحزب انكشف على حقيقته بادعاءاته في مواجهة إسرائيل وفقد سمعته أمام الدول العربية وأمام اللنبانيين، وهو يحاول جر لبنان إلى الحرب السورية وإقحام لبنان حكومة وشعباً وكل الطوائف في المشكلة السورية، وما حدث في القلمون وعرسال يصب في نفس السياق الذي يسعى إليه حزب الله، فالحزب سحب أكثر من 400 من عناصره من القلمون، بعد الهزيمة التي يتعرض لها الحزب هناك، فأرسل تنظيم داعش على إثرها أكثر 1000 مقاتل إلى القلمون، اللعبة باتت واضحة وهي مجرد تبديل مواقع فيما بينهم لا أكثر. * ألا تعتقد أن ما يحصل اليوم كان بسبب تأخر زحف الجيش الحر منذ البداية تجاه العاصمة دمشق، بينما كل الثورات الأخرى انطلقت من قلب عواصم بلدانها؟ – ربما .. ولكن حقيقة كانت هناك صعوبات تمنعنا من الزحف إلى العاصمة، بتاريخ نهاية مايو 2012 صدر بيان بدخول حلب لكي تكون حلب بنغازي سوريا، وكان يمكن أن نتلقى الدعم الدولي لتكون مركز انطلاق لتحريركل سوري من نظام بشار، وعلى الرغم من أن الثورة انطلقت من دمشق، لكن كانت هناك صعوبات في الاستمرار فيها وقد شهدنا كيف قمع النظام المظاهرات بشدة فيها أما عدم التحرك العسكري نحو دمشق فهو بسبب وجود قوات عسكرية هائلة تحيط بالعاصمة إضافة إلى مراكز المخابرات والحرس الجمهوري والفرقة 14 والفرقة الرابعة، كل الجيش السوري مخصص لحماية عرش السلطة ولو تصرفنا بهذا الشكل لشن النظام حرب إبادة ضدنا. - معظم الغنائم التي غنمها الجيش الحر من النظام كانت متعطلة بشكل كامل ما عدا الذخيرة. - المقاتلون الموجودون على الأرض لا يلتفتون إلى السياسة سواء الائتلاف أو المجلس الوطني قبله، المقاتلون يريدون السلاح من أجل تحقيق النصر، أما ما يفعله الائتلاف من لقاءات وبطء في العمل السياسي، وانقسامات وصراعات فكل هذا لا يعنينا، حتى إنه مع الأسف هناك بعض الأعضاء في الائتلاف يريدون استمرار القتال وطول أمد الثورة لغايات شخصية ولأجندات دولية، الجيش الحر بشكل عام لا يعول كثيراً على الواجهة السياسية هذه. - هناك مصالح دولية ودول تدخلت في الثورة السورية لتحقيق أجندات معينة، ويريدون استمرار الفراغ والفوضى التي وصل إليه الوضع السوري، مثلاً أمريكا تسعى للتوصل للاتفاق مع إيران من أجل مصالحها، كما أن روسيا تسعى لتأمين مصالحها، هناك دول تريد استمرار القتال في سوريا من أجل حل مشكلاتهاعلى حساب الثورة السورية. - هناك أعضاء من الائتلاف تدعمهم بعض الدول وهناك أيضاً خلافات داخل البيت في الائتلاف الوطني. * وماذا عن هيئة الأركان ؟ – هناك هيئة أركان للجيش السوري الحر، لكن بعض التنظيمات والمجموعات انقلبت عليها واستولت على مقرات الأركان والسلاح ورفضت الاعتراف بالائتلاف وهيئة الأركان، مع الأسف بعدما تم تعيين عبد الإله البشير وجدنا أن الدول الكبرى لم تتعامل معه رغم زيارته لأمريكا ورغم لقائه مع المسؤولين الأمريكيين إلا أن أمريكا لم تقدم له شيئا!. - نحن طالبنا الدول الداعمة للثورة بأن تكون هناك هيكلة حقيقية للجيش الحر وإعادة وتعيين كافة الضباط الذين انشقواعن النظام وإدراجهم ضمن مؤسسة عسكرية مثلها مثل أي جيش من جيوش العالم، إلا أن بعض الدول وعلى رأسها أمريكا ترفض بأن يكون هيكلية أساسية عسكرية تضم جميع الضباط، لدينا كافة الخبرات الهندسية والحرب الإلكترونية والدفاع الجوي والمدفعية والطيران والقوات الخاصة، وهناك أكثر من 4 آلاف ضابط موجودون في مخيمات اللاجئين لم تتبن الدول الكبرى هذا المشروع لغاية الآن، الشعب السوري يُطالب أن يتحقق تشكيل جيش وطني لأنه الضمانة الوحيدة للسوريين. - كل المقاتلين هم يعملون تحت اسم واحد هو الجيش الحر، نحن نعمل ونسعى بالتواصل مع كل الضباط ومع العسكريين من أجل إعادة هيكلة الجيش الحر من خلال جمع الضباط وصف الضباط والعسكريين في كتائب عسكرية ووحدات عسكرية والتزام عسكري وانضباط عسكري ونأمل أن تتحرك الدول الحريصة على استمرار سوريا موحدة وأن تتبنى دعم تشكيل جيش وطني نواته الجيش الحر كضمان لسوريا المستقبل بعد إسقاط النظام، وللتخلص من أمراء الحروب وتجار الدماء. أما بشأن «داعش» فخطرها لن يقتصر على العراقوسوريا بل تشكِّل خطرا على الأمة العربية والإسلامية، وثوار سوريا اليوم يمثلون خط الدفاع الأول عن العرب في مواجهة داعش وإيران، وفي حال انتصرت إيران والنظام فإن الخطر سيطال الجميع في المنطقة، فداعش يحمل فكراً تكفيريا، وشاهدنا كيف طالب البغدادي عن طريق رجله العدناني تكفير الدول التي تدعم الثورة السورية، كا اعترف العدناني بأنه يتواصل مع إيران وأنها خط الإمداد لداعش. - مع الأسف الجيش الحر لا يمتلك إلا السلاح الفردي أما «داعش» الآن فهو يملك كافة الأسلحة التي تسلمها من حكومة المالكي ونظام الأسد الذي سهل لهم الاستيلاء على الفرقة 17 واللواء 93 ومواقع عسكرية عديدة، وأصبح لديهم مدفعية وسيارات مصفحة وعربات ودبابات وصواريخ، وأصبح داعش قوة عسكرية وقوة اقتصادية بسيطرته على آبار النفط، ومئات الملايين من الدولارات تركها المالكي لهم في الموصل، وإنني أقول للدول الغربية التي تدعي أنها تحارب الإرهاب نحن من يحارب إرهاب النظام وداعش فلماذا التخاذل قدموا الدعم لنا إن كنتم صادقين.