من سورية إلى العراق، والهدف إنقاذ نوري المالكي.. هذا ما أعلن عنه عدد من الميلشيات الشيعية العراقية، وأطلقت على نفسها فرقة "الغضب العلوي"، بعد أن كانت إلى وقت قريب تقاتل إلى جانب نظام الأسد، معلنة انسحابها من الأراضي السورية وعودتها إلى العراق للاصطفاف خلف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على خلفية فشله في مواجهة تمدد تنظيم "داعش". وتأتي تلك التطورات المتلاحقة على الأرض، في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده تدرس كافة الخيارات في العراق، بما في ذلك استخدام طائرات من دون طيار، في حين قال البيت الأبيض إن خيار التدخل العسكري البري "غير وارد". وفيما أنهى حلف شمال الأطلسي اجتماعا طارئا عقده في بروكسل بناء على طلب أنقرة، لام مراقبون أتراك رئيس وزرائهم رجب طيب إردوغان على حادثة احتجاز 80 دبلوماسيا، لكونه دعم "داعش" في السابق. يبدو أن اشتعال الأزمة في العراق، ذو ارتباط مباشر فيما يدور بسورية منذ سنوات، إذ وضعت ميلشيات عديدة قواها على الأراضي السورية، للمشاركة في قتال الثوار في وجه الأسد، لكن ما أن اندلعت الأزمة في العراق خلال الأيام القليلة الفائتة، وعاد عدد منها إلى العراق لمواجهة ما يقولون أنه "تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" داعش. الهجرة العكسية التي قامت بها الميليشات الشيعية تلك، واجهها المتحدث الرسمي لتنظيم "داعش" أبو محمد العدناني أمس، برسالة لمقاتلي التنظيم، حثهم فيها بعدم الاكتفاء بما حققوه من نصر في نينوى والموصل وتكريت، ومواصلة الزحف إلى بغداد، مطالباً إياهم بعدم إعطاء حكومة المالكي فرصة لالتقاط أنفاسها. وقال العدناني في رسالة مسجلة حصلت "الوطن" على نسخة منها، موجهاً حديثه لجنود دولته المزعومة: "ياجنود الدولة لاتتنازلوا عن شبر حررتموه، ازحفوا إلى بغداد، فلنا فيها تصفية حسابات، لا تدعوهم يلتقطون الأنفاس وصابحوهم على أسوار بغداد". بعد ذلك، أعلن البغدادي خبر مقتل عدنان إسماعيل نجم اللبيلاوي، الذي قال عنه إنه المشرف العام للدولة الاسلامية في كافة قطاعات العراق، ومخطط العمليات العسكرية في الأنبار ونينوى وصلاح الدين، والعقل المدبر للمعارك الأخيرة في سامراء والموصل وتكريت. وفي نفس سياق المشهد العراقي، أعلنت مليشيات عراقية تقاتل في سورية بصف نظام الأسد عن تشكيل فرقة عسكرية لنصرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وأطلقت عليها مسمى "فرقة الغضب العلوي"، وذلك بعد سيطرة تنظيم "داعش" على الموصل وتكريت ومدن عراقية أخرى. وظهر أحد المقاتلين العراقيين الشيعة في مقطع فيديو، وهو يتلو بيان إعلان الفرقة ومحاط ببعض العناصر من المليشيات العراقية في سورية، وأعلن عن استعداد ما سماه "المقاومة الإسلامية" في سورية للدفاع عن العراق "من شماله إلى جنوبه". وكشف عن تشكيل "فرقة الغضب العلوي" بحسب تعبيره والتي تضم لواء ذو الفقار، ولواء الإمام الحسين، وقدر تعداد التشكيلات، بما يقارب 7 آلاف مقاتل، ووعد بإعادة الأمن إلى العراق. إلى ذلك، طالب عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري محمد خير الوزير، المجتمع الدولي باعتبار نظام المالكي شريكا أساسيا لنظام الأسد في الحرب على الشعب السوري، وذلك نظراً لما يقوم به من إمداد النظام بالعناصر البشرية والأسلحة، إضافة لتسهيل تحركات "داعش" وإطلاق يدها في الأراضي العراقية، لتأمين عمق استراتيجي لفلولها المنتشرة في سورية. وتأتي مطالبة الوزير إثر سيطرة "داعش" على مدينة الموصل العراقية، وفسر ذلك بالقول: "إن من يراقب الأحداث يجد أن فصلاً جديداً من فصول المؤامرة بين داعش ونظام الأسد والمالكي ضد الشعب السوري وثورته قد بدأ". واعتبر عضو الهيئة السياسية للائتلاف، أن ما يقوم به المالكي، يشبه إلى حد كبير ما قام به نظام الأسد، من تسليم تنظيم "داعش" مناطق كثيرة بغرض استبعاد الجيش الحر، ووأد الثورة.